أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (صحف)
قالت دراسة لهيئة الصحة في دبي أن أكثر من 80 في المئة من سكان الإمارات يعانون نقصاً عاماً بفيتامين (د)، فيما يصنف ١٠ في المئة منهم عند درجة النقص المزمن، والجزء الأكبر من السكان يمارس الرياضة قبل الساعة العاشرة صباحاً أو بعد الثالثة ظهراً، وهو بعكس الفترة الذهبية التي يفترض التعرض لأشعة الشمس خلالها، و 98 في المئة من الفيتامين الناتج عن التعرض لأشعة الشمس لا يقوم الجسم بامتصاصه أبداً في الفترة الصباحية أو فترة العصر بحسب الدراسة، وبالتالي لا يمكن الحصول على الكمية التي يحتاج إليها الجسم وتتراوح بين ١٠٠٠-٢٠٠٠ وحدة من فيتامين (د).
وأكد حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي، أن أغلب الأمراض المزمنة التي تمثل عبئاً على الأفراد والمجتمعات، هي في الأساس شديدة الصلة والارتباط بالتغذية غير السليمة، وفي مقدمة ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والعديد من أنواع السرطانات، إلى جانب مرض السكري ومضاعفاته، ومخاطر السمنة وسوء التغذية بوجه عام.
ومن هنا أصبحت التغذية – ومنذ سنوات طويلة – علماً قائماً بذاته، وأسلوب حياة صحية، أصبحت التغذية العلاجية نهجاً رئيسياً تعتمد عليه المؤسسات المسؤولة عن صحة المجتمع، للوقاية من الأمراض والحد من مخاطرها والقضاء عليها.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لأعمال ( مؤتمر دبي الثالث للتغذية )، الذي شهدته دبي، أمس، بحضور حشد كبير من الأطباء وخبراء التغذية والمتخصصين من داخل الدولة وخارجها، وفي مقدمتهم مسؤولو الجمعية الأمريكية للتغذية الأنبوبية والوريدية، التي تشارك للمرة الأولى في مثل هذه المؤتمرات على مستوى الشرق الأوسط.
وكان القطامي قد استهل كلمته قائلاً: إن ما تشهده مدينة دبي الآن من حراك ونشاط رياضي وصحي، والمتمثل في «تحدي دبي للياقة»، يعكس روح دولتنا ومدينتنا، ويرسخ هذا الاهتمام البالغ من دولة الإمارات بصحة أفراد المجتمع وحياتهم ولياقتهم البدنية وسلامتهم، في ظل القيادة الرشيدة.
وأضاف: إن ما يحظى به القطاع الصحي في دبي على وجه التحديد، من الدعم اللامحدود من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الذي طالما نادى وينادي أفراد المجتمع ويحثهم على اتباع الأنماط الصحية، والمحافظة على حياتهم ولياقتهم، وكان ذلك واضحاً في مبادرة «تحدي دبي للياقة» التي أطلقها سموه، لتغير الصور المألوفة للحياة اليومية.
وأكد أنه انطلاقاً من الأهمية القصوى للتغذية الصحية، فإن الهيئة حرصت على تضمين إدارة التغذية العلاجية، كإدارة محورية في هيكل الهيئة التنظيمي، وجعلها قسماً موازياً لا يقل عن الأقسام الطبية المتخصصة في المستشفيات والمراكز، كما حرصت الهيئة على تطوير هذه الأقسام ورفدها بالخبرات والكفاءات المميزة.
شهد المؤتمر، الذي تمتد أعماله حتى يوم غد السبت، حضوراً مكثفاً من جانب الأطباء والمتخصصين؛ حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من 700 مشارك، فيما تميز المؤتمر بمعرضه المصاحب، الذي ضم أكثر من 13 شركة عالمية من داخل الدولة وخارجها، من الشركات المنتجة للأغذية الصحية.
وقالت وفاء عايش مدير إدارة التغذية العلاجية بهيئة الصحة بدبي رئيس المؤتمر إن النجاح الذي حققه مؤتمر دبي للتغذية خلال الدورتين الماضيتين ساهم بشكل فاعل في ترسيخ مكانته العلمية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وهو الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على النمو المتزايد في أعداد المشاركين والمتحدثين وجمعيات التغذية من مختلف دول العالم، بما في ذلك الجمعية الأمريكية للتغذية الأنبوبية والوريدية والتي تشارك لأول مرة في مؤتمر متخصص بالتغذية على مستوى الشرق الأوسط.
وأكدت الأهمية البالغة للمؤتمر في ظل الاهتمام العالمي واستراتيجياته الصحية التي تركز على الوقاية، وأهمية التغذية وعلاقتها المباشرة وغير المباشرة بالعديد من الأمراض التي باتت تشكل عبئاً كبيراً على موازنات المؤسسات الصحية، واستنزافاً لطاقات وجهود مواردها البشرية، إضافة إلى انعكاساتها السلبية على صحة وسلامة أفراد المجتمع ومستوى الأداء والإنتاج.
وأوضحت أن المؤتمر سيناقش على مدار ثلاثة أيام عدداً من المحاور المتعلقة بالإرشادات التوجيهية الجديدة للتغذية في قسم العناية المركزة.