اخبار الآن | القاهرة – مصر – (رانيا الزاهد)

تحتوي العين البشرية على نقطة عمياء لا يمكن تجنب وجودها وهي العصب البصري الذي يرسل الإشارات البصرية إلى الدماغ،الذي يجب أن يمر عبر شبكية العين، مما يؤدي إلى ثقب في هذه الطبقة الحساسة للضوء من الأنسجة، وعند عرض الصور على هذا الموقع بدقة، نفقد الصورة.

الآن كشف الباحثون في تقارير نشرتها مجلة علم الأحياء، يوم 31 اغسطس، عن بعض الأخبار الجيدة: هذه البقعة العمياء يمكن "تقليصها" عن طريق بعض التدريبات.

وقال فريق البحث:"إن حجم النقطة العمياء يمكن تقلصيه من خلال التدريب على تمييز إشارات الاتجاه في محيط النقطة، وذلك عند ممارسة التدريبات لمدة 20 يوم متتالي، وهو ما أدى إلى تحسين الحساسية لكلا الاتجاهين واللون، مما يشير إلى فائدة التعميم."

تشير النتائج إلى إمكانية أن تؤدي أساليب مماثلة إلى تحسين الرؤية لدى الاشخاص الذين يعانون من الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو السبب الرئيسي للعمى في الدول الغربية.

ويقول بول ميلر من جامعة كوينزلاند في أستراليا:"لم نكن نتوقع أن تتقلص مساحة العمى الوظيفي، لانه لا يمكنك أبدا تطوير الحساسية داخل النقطة العمياء نفسها.

وقام الباحثون بتدريب 10 أشخاص لمدة 20 يوم متتالي على مهمة تمييز الاتجاه، حيث قدم لهم رسم بياني يحتوي على شكل انجرافات مموجه في حلقة تتمحور حول النقطة العمياء لعيونهم. ويتم تعديل حجم الحلقة بحيث يمكن للمشاركين قياس اتجاه الحركة بشكل صحيح بنحو 70٪ .

وفي نهاية التدريب، أظهر هؤلاء الأفراد تحسن في القدرة على الحكم على كل من اتجاه ولون الموجات بشكل صحيح.

يقول الباحثون، إن البيانات متسقة مع فكرة أن التدريب يعزز حساسية الخلايا العصبية التي تتداخل جزئيا أو تتاخم النقطة العمياء الفسيولوجية. ونتيجة لذلك، كما يقولون، اصبحت العين أكثر حساسية للإشارات الضعيفة التي تنبع بالدرجة الأولى من داخل المنطقة العمياء.

إذا استطاع التدريب أن يقلل من العمى المرتبط بالنقطة العمياء الفسيولوجية، فقد يثبت فعاليته على نحو مماثل في حالات أخرى من العمى.

ويمكن أيضا أن تستخدم بروتوكولات التدريب هذه للمساعدة في استعادة الرؤية جنبا إلى جنب مع التقنيات الأخرى، مثل العين الالكترونية أو العلاج بالخلايا الجذعية في شبكية العين.

يقول ميلر أن هناك خطط لزيادة الاستخدام الأمثل لبروتوكول التدريب في مشكلات النظر المتعلقة بالنقطة العمياء الفسيولوجية، ثم اختبار استخدامه مع الاشخاص المصابون بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.