بيروت، لبنان، 16 اكتوبر 2013، واكلات
يستحدم مركز طبي في لبنان أسلوبا جديدا لعلاج الاكتئاب الحاد صمم للتغلب على الأخطار الجسيمة لالآثار الإدراكية ومنها مشاكل الذاكرة.
وطُبق العلاج بأسلوب الصدمات الكهربائية على مريض بالمركز الطبي التابع لجامعة بيروت الأمريكية في الثاني من أكتوبر تشرين الأول 2013 في أول مرة يستخدم فيها خارج الولايات المتحدة.
والعلاج الجديد أسلوبٌ مستحدثٌ وأكثرُ دقة للعلاج المعروف بالصدمات الكهربائية على أساس نظرية أن مناطقَ المخ التي تحتاج إلى تنشيطٍ من أجل علاج الاكتئاب مختلفةٌ ومنفصلةٌ عن المناطق التي تؤثر على الذاكرة.
العلاج الجديد استخدمه في بيروت الدكتور زياد نحاس أول كاتب للبحث الذي أجري بالاشتراك مع جامعة الطب في ساوث كارولاينا وجامعة كولومبيا.
وقال الدكتور نحاس لتلفزيون رويترز “العلاج اللي عملناه اليوم هي كناية عن تطور الشحنات الكهربائية واللي بلشناه أول شي بالولايات المتحدة وجبناه على المركز الطبي بالجامعة الأميركية. الهدف الأساسي هي تعديل الطريقة اللي منعطي فيها العلاج حتى نركز بس على الشبكة بالدماغ اللي بتركلج المود (تضبط الحالة المزاجية).. بتركلج الكآبة ونتفادى كل المناطق اللي خاصة بالذاكرة.”
ونشرت النتائج الإكلينيكية الأولية للعلاج في وقت سابق هذا العام في دورية (برين ستيميوليشن) العلمية. وجاء في التقرير أن تجارب إكلينيكية أجريت على 17 مريضا بالاكتئاب من البالغين نتج عنها تراجع أعراض الاكتئاب إلى النصف بعد عشر جلسات علاج في المتوسط على مدة أربعة أسابيع. وأشار التقرير إلى أت ثمانية مرضى تراجعت لديهم الأعرضا بنسبة لا تقل عن 50 في المئة بينما زالت الأعراض إلى حد بعيد من خمسة مرضى.
ويرأس الدكتور نحاس قسم الطب النفسي بالمركز الطبي لجامعة بيروت الأمريكية ويستخدم أسلوب التنشيط بالتيار المستمر النابض مع تركيز الشحنة الكهربائية من خلال قطب كهربائي يوضع على بعد بوصة أعلى العين اليمنى لاستهداف اللحاء المداري.
ويستخدم العلاج التقليدي بالصدمات الكهربائية التيار المتردد الذي يصب تركيزه وتوجيهه.
وذكر الدكتور نحاس أن العلاج سيؤثر بدرجة كبيرة على المرضى المصابين بأشكال الاكتئاب المختلفة.
وقال “كل سنة مليونين شخص بيتعالجوا بالشحنات الكهربائية الكلاسيكية وإذا بتعتبر أنه بس نفترض 20 بالمئة منهم بيعانوا من عوارض جانبية بفقدان الذاكرة نقدر نحسن ها التكنولوجيا ونقدر نوصل لوقت نعطي المفعول الأساسي بلا ما يكون عندنا مشاكل بالذاكرة. وهيدا الشي يؤثر على مرضى بكل العالم مش بس بلبنان وبالشرق الأوسط.”
وأجريت التجرية الإكلينيكة الأولى في الولايات المتحدة بعد تجارب على حيوانات بجامعة كولومبيا في نيويورك.
وتستخدم صور المخ بالوسائل المتطورة لإدخال مزيد من التعديلات على أسلوب العلاج الجديد.
وقدمت جامعة كولومبيا منحى إلى المركز الطبيع لجامعة بيروت الأمريكية لدعم الأبحاث.
وأفادت تقارير المركز الطبي بجامعة بيروت الأمريكية في التاسع من أكتوبر تشرين الأول بأن المريض الذي خضع للتجربة في لبنان ولذي فضل عدم نشر اسمه بدأ يستجيب للعلاج بعد أسبوع من استخدام الأسلوب الجديد.