دبي، 08 سبتمبر ، وكالات – تتأثر صحة المرء النفسية والجسدية، نتيجة اختلال إيقاع حياته الحيوي، أو ما يعرف بالساعة البيولوجية، إذ أثبتت دراسات عدة، أن ظهور بعض الأمراض، ومنها أمراض مزمنة، يرتبط بشكل مباشر باختلال الساعة البيولوجية.
 ونتيجة لذلك أصبح العديد من الناس في هذا العصر يعاني الأرق وعدم القدرة على النوم، نتيجة تغير العديد من السلوكيات الصحية، ما أثر سلباً في الإيقاع الحيوي لجسم الإنسان، إذ يعتقد علماء أن هناك أوقاتاً محددة خلال اليوم يكون فيها الجسم البشري في أفضل حالاته، إذ تزداد كثافة التمثل الغذائي ونشاط الجهاز الدوري التنفسي نهاراً، وعادة تكون هذه العمليات أكثر من أربع عمليات فسيولوجية ترتبط بزمن اليوم الكامل.

قال أخصائي الأنشطة الصحية، الدكتور أسامة كامل اللالا، إن «التقدم التكنولوجي نجم عنه العديد من الآثار السلبية المرتبطة بصحة الإنسان، إذ لم تعد الأمراض المزمنة هي الجانب السلبي الوحيد في ما يتعلق بصحة الإنسان، التي نتجت عن الخمول البدني وقلة النشاط الحركي، الذي يعد أحد إفرازات المجتمعات التكنولوجية الحديثة»، مشيراً إلى أن من أبرز سلبيات التقدم التكنولوجي كذلك اضطراب ما يسمى بـ«الساعة البيولوجية» (الإيقاع الحيوي) لجسم الإنسان.

ولفت اللالا إلى أن «أي اختلال يحصل في نمط الحياة حتماً ينعكس سلباً على الصحة النفسية والعضوية، إذ تشير دراسات علمية في هذا المجال إلى أن ظهور بعض الأمراض ارتبط بشكل مباشر بانقلاب (الساعة البيولوجية)، ونتيجة لذلك أصبح العديد من الناس في هذا العصر يعاني الأرق وعدم القدرة على النوم، نتيجة تغير العديد من السلوكيات الصحية، ما أثر سلباً في الإيقاع الحيوي لجسم الإنسان، إذ يعتقد علماء أن هناك أوقاتاً محددة خلال اليوم يكون فيها الجسم البشري في أفضل حالاته، إذ تزداد كثافة التمثل الغذائي ونشاط الجهاز الدوري التنفسي نهاراً، وعادة تكون هذه العمليات أكثر من أربع عمليات فسيولوجية ترتبط بزمن اليوم الكامل».
الكفاءة البدنية

أضاف اللالا لـ«الإمارات اليوم»، أن «كفاءة الإنسان البدنية والأيضية ذات مستويات مختلفة باختلاف ساعات اليوم، إذ ثبت أن هناك كثيراً من وظائف الجسم الفسيولوجية والكفاءة البدنية تخضع لنظام الإيقاع الحيوي، أو (الساعة البيولوجية) خلال 24 ساعة، وذلك وفقاً للإيقاع الحيوي لجسم الإنسان، فساعات الصباح الباكر أثبتت وجود دورة ثابتة تعمل على مستوى الخلايا والأنسجة في الجسم تتوافق مع دورتي الليل والنهار، وهي ما يطلق عليها (الساعة البيولوجية) والإيقاعات اليومية، وبالنسبة لمعظم الكائنات الحية، فإن دورتي الليل والنهار تنقسم الى فترات حيوية ونشاط، وفترات سكون وراحة».

وأظهرت الدراسات، بحسب اللالا، أن «نشاطنا الذي نقوم به خلال النهار يؤدي إلى الإرهاق والتعب، ويصيب أجسامنا بالعديد من التسممات الناتجة عن التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، وكذلك جراء ما نتعرض له من ملوثات خلال ساعات النهار، وما نتناوله من طعام غير صحي، لذلك فإن النوم مساء يساعد على طرح هذه السموم، والتخلص منها، فهو يعيد إلينا الهدوء والراحة والسكينة، ويساعدنا كذلك على إعادة التوازن الداخلي لعمل اجهزة الجسم الحيوية التي أصابها نوعاً من الاخلال نتيجة الإرهاق والتعب طوال النهار».

أفضل الأوقات

أوضح اللالا أن «فترة الصباح الباكر ما بين الساعة السادسة و11 صباحاً تعد من أفضل الأوقات للصحة، التي هي أوقات استيقاظ الطلبة وتوجههم إلى المدرسة وحتى انتهاء الدوام المدرسي، فخلال ساعات الصباح الأولى ينشط عمل الجهاز العصبي (السمبثاوي)، ويبدأ الجسم بالاستعداد لاستقبال الضوء في موعده، ما يرافقه انخفاض ملحوظ في عمل الغدة الصنوبرية ونقص الميلاتونين (هرمون العتمة) ونهاية سيطرة الجهاز (البارسمبثاوي)، ويقوم الجسم بتنفيذ العديد من الوظائف، مثل رفع درجة حرارة الجسم، وإفراز هرمون الكورتيزول، الذي يكون عالياً في ساعات الصباح، وينخفض بشكل ملحوظ عند ساعات المساء، وكما هو معروف فإن من أهم وظائف الكورتيزول رفع فعالية الجسم وتنشيطه، من خلال العمل على توفير الطاقة». وتابع أخصائي الأنشطة الصحية: «عند استيقاظ الطالب من النوم فإن هرمونات الغدة الكلوية (الكظرية) تكون في كامل طاقتها وحيويتها في ساعات الصباح الباكر، لذا من الضروري تزويد الجسم بوجبة إفطار صباحية صحية متوازنة، وهذا ما نشدد عليه ونركز عليه بالنسبة للطالب، لضمان حيوية الجسم ونشاطه، كما تكون مستويات السكر بالدم منخفضة، ما يؤدي إلى اضطرابات في عمل البنكرياس في ضبط نسبة السكر بالدم وينتج عنه التعب وضعف التركيز، لذلك تأتي أهمية تناول وجبة الإفطار في وقتها المحدد، ويفضل تناولها خلال الساعة الأولى من الاستيقاظ من النوم». وشدد على أن للإفطارأهمية كبيرة لأنها من أهم الوجبات من الناحية الغذائية، و«عادة تأتي بعد فترة طويلة من الصيام، تستمر أحياناً لأكثر من 10 ساعات، نتيجة النوم، فتناول وجبة إفطار جيدة تساعد على زيادة نشاط الجسم، وتحمله لأعباء العمل والدراسة، كما تساعد أجهزة الجسم على العمل بطريقة سليمة ومنظمة، ويجب أن يسهم الفطور في تزويد الجسم بربع الاحتياجات الغذائية اليومية للشخص على الأقل، كما تسهم وجبة الإفطار في الحد من نسبة التعرض للسمنة بالمساعدة على خسارة الوزن، وذلك بدفع الجسم على رفع معدل التمثيل الغذائي فيزداد معدل الحرق، وكذلك استخدام الدهون مصدراً للطاقة وعدم تخزينها في الأنسجة الدهنية، كما أن وجبة الإفطار تؤمن الطاقة اللازمة للمحافظة على نسبة العضلات في الجسم».