أكد الباحثون أن المشرط السحري سيُحدِث ثورة كبرى في جراحة السرطان عبر تمييزه الدقيق بين الأنسجة الصحية والأورام السرطانية الخبيثة.  وسيتعين على المرضى أن يخضعوا لقليل من العمليات الجراحية، مما سيترك جراحا صغيرة، وستتزايد لديهم فرصة العيش والبقاء على قيد الحياة. وذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن استخدام ذلك المشرط قد يسمح أيضاً للجراحين بالقيام بعمليات ينظر إليها في الوقت الراهن على أنها شديدة الخطورة .

وقال مخترع المشرط وهو دكتور زولتان تاكاتس من كلية امبريال في لندن ” معروف منذ فترة طويلة أنه سيكون من الجيد وجود تطابق في الوقت الحقيقي للأنسجة، نوع من العصا السحرية. نوع يمكنه لمس الأنسجة وتحديد نوعها على الفور”. وأضاف ” ويقدم هذا المشرط نتائج تكاد تكون فورية، ما يسمح للجراحين بإجراء عمليات بمستوى دقة لم يكن ممكناً من قبل. كما أن لديه القدرة على تقليل احتمالات عودة الورم وإتاحة الفرصة أمام أعداد متزايدة من المرضى لكي ينجوا ويبقوا على قيد الحياة”.

ونوهت الصحيفة بأنه يتم تشخيص أكثر من 300 ألف حالة إصابة بمرض السرطان كل عام في المملكة المتحدة، وهو ما يؤدي لإجراء ما يقرب من مليوني عملية. ومع هذا لا يمكن لأفضل الجراحين التأكد من إزالة الورم الخبيث بأكمله. وهو ما قد يؤدي إلى عودة المرض أو يعني أن المريض قد يكون بحاجة للخضوع لجراحة ثانية. ويقوم جراحو الأمراض السرطانية حالياً باستخدام الفحوصات الدقيقة التي تتم قبل العمليات من أجل توجيههم للاتجاه الصحيح عند إخضاعهم المريض للعملية الجراحية.

ويعني هذا المشرط الجديد، الذي يعد تركيبة من قطعتين موجودتين من المعدات، بإخبار الجراح ما إن كان الجزء الذي يجري فيه العملية مصاباً بأورام خبيثة أم لا. ثم تظهر النتيجة بعدها على شاشة موجودة إلى جوار الجراح. وتستغرق بعض التحليلات بعدها أقل من ثانية واحدة. وثبت من خلال دراسات أجريت بهذا الخصوص أن هذا الإجراء دقيق 100 %. وهذا المشرط مستخدم حالياً بالفعل في ثلاث مستشفيات بالعاصمة البريطانية لندن كجزء من دراسة كبيرة متعلقة بهذا الشأن. وإن أثبت نجاحه كما هو مرجو، فإنه قد يُستَخدَم على نطاق كبير خلال عامين أو ثلاثة.