بعد أشهر من الشائعات والتكهنات، أصبح PS5 Pro حقيقة بسعر مذهل يقارب 700 دولار، مما يجعل هذه الترقية متاحة لكن صعبة التبني حتى لأكثر المعجبين حماسًا. ورغم أن هناك من يفهم المنطق وراء الترقيات في منتصف الجيل نظرًا لطول دورات حياة أجهزة الألعاب مقارنة بالتقنيات الأخرى، إلا أن PS5 Pro يمثل تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع الظروف الاقتصادية الحالية. ولهذا، هناك من يعتقد أن مايكروسوفت قد اتخذت القرار الصحيح بعدم إصدار منافس لـ PS5 Pro في هذه المرحلة.
لماذا مايكروسوفت لم تصدر جهازًا جديدًا؟
من الواضح أن مايكروسوفت ليست بحاجة إلى جهاز جديد لمنافسة PS5 Pro. إذ أنها تستثمر في تحسين أداء ألعاب Xbox Series X وS. بالنظر إلى التزام مايكروسوفت بالتركيز على الألعاب السحابية، وتطوير أدوات تحسين الأداء مثل تقنية DirectStorage التي تسرع من أوقات التحميل، فإنه يمكن لهذه التحسينات أن توفر تجربة متقدمة دون الحاجة إلى إطلاق جهاز جديد.
مايكروسوفت تدرك أن تركيز المطورين الآن على أجهزة الجيل الحالي دون القلق من الأداء عبر الأجيال المتداخلة سيساعد في دفع قدرات Xbox Series X إلى أقصى حدودها. على عكس الجيل السابق، فإن Xbox Series X لا يعاني من نقص في الأداء مقارنة بـ PS5، لذا فإن الاستثمار في ترقية الأجهزة في منتصف الجيل لا يبدو مبررًا في هذه الحالة.
المقارنة مع ترقيات الجيل السابق: PS4 Pro وXbox One X
في منتصف الجيل السابق، أطلقت سوني PS4 Pro ومايكروسوفت Xbox One X. في ذلك الوقت، كانت تقنية شاشات 4K قد بدأت تصبح شائعة، مما جعل هذه الترقية منطقية لدعم هذه التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، كان إطلاق Xbox One في عام 2013 ضعيفًا مقارنة بمنافسيه، مما أتاح لمايكروسوفت فرصة لإعادة تعريف المنتج وتقديم جهاز قوي في منتصف الجيل. كانت Xbox One X بالتحديد جهازًا رائعًا وواحدًا من أفضل الخيارات المتاحة، حيث قدّمت قفزة أكبر مقارنة بالنسخة الأساسية من Xbox One وتفوقت في الأداء على PS4 Pro من حيث القوة.
نقطة السعر: مقارنة بين PS4 و PS4 Pro و PS5
أحد العوامل التي تثير الجدل حول PS5 Pro هو السعر المرتفع مقارنة بالأجيال السابقة. عند إطلاق PS4 و PS4 Pro، كان السعر لكلا الجهازين متقاربًا للغاية. فعندما تم إصدار PS4 Pro في عام 2016، جاء بنفس سعر PS4 تقريبًا عند إطلاقه، وهو حوالي 400 دولار، مما جعل الانتقال إلى النسخة المحسّنة جذابًا وسهلًا للكثير من اللاعبين.
أما بالنسبة لـ PS5، فقد تم إطلاقه بسعر 500 دولار للنسخة العادية و 400 دولار للنسخة الرقمية، وهو ما كان متوقعًا بالنظر إلى التحسينات الكبيرة في الأداء والعتاد مقارنة بـ PS4. لكن مع إعلان PS5 Pro بسعر 700 دولار، نشأت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة الكبيرة في السعر تبرر التحسينات المقدمة، خاصة مع التضخم العالمي وارتفاع تكلفة المعيشة.
هذه الزيادة في السعر تجعل من الصعب على اللاعبين العاديين الوصول إلى PS5 Pro، مما يضع سوني في موقف صعب، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أن المنافس Xbox Series X ما زال متاحًا بسعر 500 دولار، وهو ما يوفر أداءً قريبًا إلى حد كبير من PS5 Pro لكن بسعر أقل بكثير.
PS5 Pro: ماذا يقدم؟
من ناحية أخرى، تسعى سوني مع PS5 Pro إلى تقديم تقنية جديدة مثل PSSR، وهي تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء والجودة الرسومية. رغم أن هذه التقنية قد تكون ثورية، إلا أنها في الوقت الحالي تبدو كميزة ستنضج مع الوقت، وربما تظهر بكامل إمكانياتها في PS6 أكثر من PS5 Pro.
بينما تأتي هذه التحسينات التقنية، يبقى التساؤل عن مدى تأثيرها الفعلي في هذه المرحلة. العديد من المراجعات المبكرة، بما في ذلك مراجعات من منصات تقنية مثل Digital Foundry، قد أبدت إعجابها بـ PSSR. ولكن يبقى القلق من أن هذه التحسينات لا تبرر بالكامل السعر المرتفع، خاصة عندما لا يستطيع الكثير من اللاعبين رؤية الفروقات على شاشاتهم الخاصة مقارنة بالمراجعات التقنية.
دخول PS5 Pro إلى السوق
رغم هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة، قررت سوني المضي قدمًا في تقديم ترقية منتصف الجيل من خلال PS5 Pro. لكن المشكلة تكمن في السعر المرتفع (700 دولار)، إلى جانب الشعور بأن هذه الترقية جاءت في وقت لا يزال الجيل الحالي لم يُستغل بالكامل بعد. فما زال هناك الكثير من الإمكانيات التي لم تُستغل بعد في PS5 الأساسي، مما يجعل من الصعب على الكثيرين تبرير إنفاق هذا المبلغ الكبير على الترقية.
في نفس الوقت، لم تعد الألعاب التي تدعم الجيل السابق تُطرح بكثرة. في عام 2023، توقف كل من مايكروسوفت وسوني عن إصدار الألعاب لأجهزة الجيل السابق، وبدأ المطورون الخارجيون في اتباع نفس النهج. ورغم هذا، ما زالت مايكروسوفت ترى أن هناك مجالاً للإبداع والتفوق مع Xbox Series X وS، وهو ما أوافق عليه شخصيًا.
ساهمت هذه الترقية في جعل النصف الثاني من الجيل الماضي أكثر تشويقاً لمحبي Xbox، وساعدت على تعزيز مكانتها في الصناعة. لكن في 2024، تغيرت الظروف، وأصبح العالم وصناعة الألعاب مختلفين بشكل كبير.
التضخم وتغير سوق الألعاب
على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدت الأسعار ارتفاعًا كبيرًا بسبب التضخم، مما جعل المنتجات الاستهلاكية أكثر تكلفة. وهذا ينطبق أيضًا على أجهزة الألعاب. فما زالت أسعار Xbox Series X وPS5 تتماشى مع أسعار الإطلاق بشكل كبير، وحتى أسعار بعض الملحقات مثل جهاز التحكم DualSense الخاص بـ PlayStation ارتفعت بعد الإطلاق. كان من غير المألوف في الأجيال السابقة أن تحتفظ الأجهزة بأسعارها بعد مرور أربع سنوات على الإطلاق، لكن التضخم جعل هذا الأمر واقعًا.
2025: العام المنتظر لمايكروسوفت
لقد عانت قاعدة جماهير Xbox في بداية هذا الجيل بسبب قلة الإصدارات، لكن يبدو أن الأعوام المقبلة ستكون أكثر نشاطًا. بالنظر إلى الجدول المتوقع للإصدارات الحصرية القوية من استوديوهات مايكروسوفت، يمكن أن يكون عام 2025 عامًا حاسمًا. وبدلاً من التركيز على تطوير جهاز جديد، تعمل مايكروسوفت على تحسين الأداء وتقديم عناوين ضخمة من شأنها أن تعزز مكانة Xbox Series X وS في السوق.
الفارق في الإستراتيجية بين سوني ومايكروسوفت
من الواضح أن سوني تسعى لمواصلة الهيمنة على السوق من خلال تقديم ترقية قوية للجيل الحالي عبر PS5 Pro. ومع ذلك، تبدو استراتيجيتها موجهة نحو فئة معينة من المستخدمين الذين يبحثون عن أحدث التقنيات ومستعدين لدفع ثمنها. في المقابل، تتبنى مايكروسوفت نهجًا أكثر حذرًا، مفضلة التركيز على الألعاب والأداء دون الحاجة إلى إصدار جهاز جديد في منتصف الجيل.
ومن منظور أوسع، قد يكون لوجود PS5 Pro تأثير إيجابي على Xbox في المستقبل. إذ أن المطورين سيبدأون في اختبار ميزات جديدة تتعلق بالأجهزة المتقدمة، وهذا قد يمهد الطريق لمايكروسوفت لاستغلال هذه التجارب في الجيل القادم من أجهزتها.