نسبة كبيرة من أبناء الجيل Z يستعدون لترك مناصبهم خلال الأشهر المقبلة

يواجه الذين ينتمون إلى الجيل Z، صعوبة في الحصول على التوجيه الصحيح في العمل، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته INTOO وWorkplace Intelligence.

يعتقد ما يقرب من نصف موظفي هذا الجيل، أنهم يحصلون على مشورة مهنية أفضل من برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي والذي يسمى ChatGPT مقارنةً برؤسائهم في الحياة الواقعية، وهذا ليس مجرد شعور، بل إن 44% منهم يفكرون في ترك وظائفهم خلال الأشهر الستة المقبلة.

وفي هذا الإطار، قالت ميرا جرينلاند، المسؤولة في INTOO، إن الرضا الوظيفي لا يتعلق فقط بالراتب؛ لكن أيضاً بالشعور بالدعم والاستثمار من قبل أصحاب العمل لدينا، حتى الإيماءات الصغيرة مثل اقتراح ملفات بودكاست مفيدة أو قنوات Slack يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في شعور الموظفين بالتقدير.

على ماذا يعتمد أبناء الجيل Z للمشورة المهنية؟

وقالت ميرا جرينلاند، كبيرة مسؤولي الإيرادات في INTOO، نقلاً عن CNBC: “يرتبط رضا الموظفين وولائهم بالدعم والاستثمار الذي تقدمه الشركات لموظفيها، وحتى الراتب التنافسي لا يمكنه التغلب على هذه العقبة”.

لكن الأمر لا يتعلق فقط بمساعدة الموظفين، بل يتعلق بمساعدة المديرين على مساعدة فرقهم، حيث تحتاج الشركات إلى التأكد من أن مديريها مجهزون بالمهارات المناسبة أيضًا، من ورش العمل إلى الدورات التدريبية عبر الإنترنت، هناك الكثير من الطرق لتحسين مهارات الاتصال والقيادة، حيث يمكن للدردشات المنتظمة بين شخصين حول التطوير الوظيفي أن تقطع شوطًا طويلاً في بناء الثقة والتواصل بين المديرين وأعضاء فريقهم.

وأضافت عندما يتعلق الأمر بمناقشة الفرص الوظيفية، فإن الشفافية هي المفتاح، يجب أن يشعر الموظفون بالاستماع والاحترام، سواء كان ذلك من خلال استكشاف فرص النمو داخل الشركة أو فهم عدم توفر مسارات معينة في الوقت الحالي، فالصراحة والصدق بشأن هذه المحادثات يمكّن الموظفين من اتخاذ القرارات المناسبة لهم، وفقا لما أوردته India Today.

وتؤمن ستيسي هالر، التي تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية في Resume Builder، بقوة الإرشاد، خاصة للعاملين الأصغر سنًا، حيث يمكن لبرامج الإرشاد أن تساعد الموظفين الجدد على التنقل بين معايير المكتب والنمو المهني، وسد الفجوة بين ما يعرفونه وما يحتاجون إليه لتحقيق النجاح.

متى سيشكل أبناء الجيل Z أكبر شريحة ديموغرافية في العالم؟

من المتوقع بحلول عام 2030، أن يشكّل أبناء الجيل Z، وهم الأشخاص المولودون بين عامي 1997 و 2010، أكبر شريحة ديموغرافية للقوى العاملة في العالم، وذلك بالتزامن مع شروع أبناء الجيل ألفا، وهم الأشخاص المولودون بعد عام 2010، في مسيرتهم المهنية.

وثمّة ثلاثة تغييرات مهمّة يمكن أن تتوقع المؤسسات حدوثها في السنوات المقبلة، بناءً على نتائج الدراسة التي بحثت في خصائص هذه المجموعات من القوى العاملة، وتوقعاتها:

التقنية ضرورة أساسية

نشأ أبناء الجيلين Z وألفا في مشهد شديد الرقمنة، ما شكّل تفضيلاتهم وتوقعاتهم التقنية. فإذا ما أخذنا هذا في الاعتبار، وجدنا أن المؤسسات بحاجة إلى البقاء في صدارة العالم الرقمي سريع الخطى ودائم التطوّر لضمان استبقاء الموظفين مع الحفاظ على الإنتاجية والربحية.

ونظراً لأن الإنترنت والهواتف الذكية وتطبيقات الهاتف المحمول فائقة السرعة أصبحت المعيار السائد اليوم، فمن المحتمل أن تشكّل هذه المنظومة سبل الموظفين المفضلة للاتصال، راهناً وفي المستقبل.

على ماذا يعتمد أبناء الجيل Z للمشورة المهنية؟

ويتضح هذا في نتائج البحث الذي أجرته “لايف بيرسون” وكشف عن أن 65% من المشاركين فيه من أبناء الجيل Z يفضلون التواصل الرقمي على الشخصي. كذلك وجدت دراسة أجراها معهد “آي بي إم” لقيمة الأعمال أن 75% من أبناء الجيل Z يفضلون استخدام الهاتف المحمول إذا ما خُيّروا بين مختلف أنواع الأجهزة.

إضفاء الطابع الشخصي

سمة سائدة في العالم الرقمي: من المرجح أن تشكل التقنية توقعات أبناء الجيل Z تجاه مسألة إضفاء الطابع الشخصي، أو التخصيص، الذي يمتدّ ليشمل طريقة تعامل المؤسسات وقادتها مع فرص التطوير ورسم المسارات المهنية.

الاستدامة في قلب الصدارة

تمثل الاستدامة أولوية قصوى للأجيال الشابة، إذ كشفت أبحاث نشرت نتائجها شركة «ديلويت» عن أن 77% من أبناء الجيل Z يرون أنه من المهم أن تتوافق قيم مؤسستهم مع قيمهم الشخصية، ما يفرض على القطاع الخاص ضغوطاً متزايدة من أجيال الألفية والجيل Z وألفا للدفع بجهود الاستدامة إلى الأمام.

وتنسجم النتائج مع نتائج دراسة “إس إيه بي كونكر” الاستطلاعية تحت عنوان “سفر الأعمال حول العالم”، وأفادت بأن ما يقرب من 100% من أبناء الجيل Z قالوا إنهم يخطّطون لاتخاذ خطوات لتقليل تأثيرهم البيئي أثناء سفر الأعمال في الأشهر الـ 12 المقبلة.

على ماذا يعتمد أبناء الجيل Z للمشورة المهنية؟

وقال جابرييل إندريري، نائب الرئيس والمدير العام لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى “إس إيه بي كونكر”: تكشف نتائج الدراسة عن أن أفضل ممارسات إدارة السفر ونفقاته سوف تتشكل من خلال التأثيرات التي تُحدثها التقنيات وأنماط الاتصال المفضلة لأبناء الجيلين Z و”ألفا”، بجانب توقعاتهم لجهة الاستدامة.

وأضاف “إن على المؤسسات اعتماد أحدث التقنيات ووضع أهداف استدامة قابلة للقياس لجذب أصحاب المواهب واستبقائهم. لذا ينبغي للمسؤولين عن عمليات السفر ونفقاته الشروع مع شركائهم في العمليات التجارية ومع فرق الإدارة والقيادة المؤسسية، في نقاش يستهدف تحديد المستوى الراهن لعمليات السفر وتحديد ما قد يحتاج إلى تغيير في المستقبل”.