مشاهد تدعي حرق “عزاب” في الهند تجاوزوا الثلاثين

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنه يُصوّر عادة في الهند تستوجب حرق الأشخاص الذين تجاوزوا سن الثلاثين دون أن يتزوجوا.

ويظهر في الفيديو لافتة عليها كتابة بالهنديّة، وحشود تقتاد شخصين لمكان غير معروف، يبدو وكأنهما مغمى عليهما.

وقال ناشرو الفيديو إنه يظهر “عادة غريبة” في الهند حيث “يُحرق كل من تجاوز ثلاثين عاماً ولم يتزوّج”.

عادة في الهند تستوجب حرق "العزاب" بعد سن الثلاثين.. ما حقيقتها؟

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 13 تموز/يوليو 2023 عن موقع فيسبوك

حظي الفيديو بانتشار واسع على فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وحصد آلاف التعليقات الساخرة تارةً والمستهجنة تارةً أخرى لهذه العادة المزعومة.

لكن الادّعاء خطأ والفيديو يُظهر إحياء طقس ديني لا يتأذّى فيه أحد ويُقام كلّ اثنتي عشرة سنة في ولاية أوتاراخند في شمال الهند.

تقاليد دينيّة

لكن ما يُتداول عن حرق العُزّاب بعد وصولهم لسنّ الثلاثين في هذا الفيديو لا أساس له من الصحة.

فسرعان ما تعرّف صحافيو وكالة فرانس برس في الهند على المشاهد التي يصوّرها الفيديو.

وهو يوثّق في الحقيقة طقساً دينيّا في معبد راجاراجيشواري جيثاي ديفي الواقع في مدينة كارنابراياج بولاية أوتاراخند الهنديّة.

وبحسب ما أفاد به صحافيو وكالة فرانس برس في نيودلهي، يقام هذا التقليد الديني كل اثني عشر عاماً من طرف السكان الذين يعيشون في الجبال، ويسمى “بانيثا بوجا”.

“لا أحد يتأذى”

خلافاً لما تداولته المنشورات المضللة، لا أحد يتأذى في هذا التقليد الديني، فالشخصان اللذان ظهرا في الفيديو لم يُحرقا، بل هما جزء من مراسيم هذه العادات الدينيّة.

وفي حديث مع وكالة فرانس برس، يشرح ديفيندرا بشت، الكاهن في معبد جيثاي ديفي حيث صّور الفيديو المتداول، أنه وفقاً لهذا الطقس الديني، يخرج تمثال الأم جيثاي من المعبد ويُنقل إلى كلّ قرية في المنطقة لمدة ستّة أشهر، ويكون ذلك بمثابة عيد لسكان المنطقة.

وبحسب الكاهن بِشت، فإنه وبعد انقضاء مدة الستة أشهر يُعاد التمثال إلى مكانه في المعبد الرئيسي، ويرافقه طيلة الجولة اثنان من المصلين يُدعيان “إيراوال”.

ويوضّح كاهن المعبد أنه في نهاية هذا الطقس التعبديّ، تُضرم النيران بشكل رمزي في كوخهما ويستحمّان في نهر أو بركة قريبة.