نحّال يمني يعبر عن حبه لتربية النحل.. ويكشف فوائد عسل السدر
بالحديث عن النحل والعسل، نتذكر على الفور كم الفوائد التي تعود على صحة الإنسان، وفي هذا الإطار، قام نحّال يمني يُدعى عبدالجبار الغولي، بتغطية رأسه وكتفيه بألوف من حشرات النحل، تعبيرًا منه عن حُبه لهذه الصناعة.
وعن علاقته بالنحل قال الغولي (28 عاما): “سر العلاقة بيني أنا والنحل، كتعبير عن حبي له حبيت آخذ النحل كله على جسمي، أغطي رأسي ووجهي بالنحل كتعبير أولا عن حبي للنحل ولسلالة النحل اليمنية.
ويضيف الغولي الذي يعتني بنحله في مناطق ريفية يمنية بمحافظتي إب وصعدة: “التعامل مع النحل يحتاج إلى اختيار الوقت المناسب، وعدم وجود درجة حرارة والتفاصيل هذه، أيضًا وجود رائحة الملكة هي التي تُهدئ النحل، لكن لابد من بعض اللسعات التي أعتبرها كقبلات من النحل، وبالتأكيد اللسعات موجودة جدًا أثناء وضع النحل على جسمي، لكن يجب أن تكون ردة الفعل مضبوطة حتى وإن وجدت اللسعات أتعامل معها بهدوء”.
ويفخر اليمنيون بإنتاج بلادهم من عسل النحل، وعسل السدر هو أحد أغلى أنواع العسل المحلي في السوق، إذ تصل أسعار العبوة منه إلى 150 دولارا أمريكيا. ويبيع الغولي عبواته بمبلغ 35 ألف ريال يمني للواحدة، أي ما يعادل نحو 66 دولارا، مباشرة للمستهلكين.
مزايا عسل السدر اليمني
ويعدد الغولي مزايا عسل النحل السدر اليمني الشهير قائلًا: “من أهم مميزات عسل السدر اليمني إنه لا يطرأ عليه أي تغيرات أو يحدث تبلور بعد مرور فترة تصل خمس وست وسبع سنين، والعسل يحافظ على ما تسمى الخصائص الفيزيائية، اللون والطعم والرائحة والكثافة، يعني هذا لو رأيته بعد ثلاث أو أربع سنين ولا أي تغير عليه، تجده نفس الشيء، هذا بسبب نقاوة المصدر الزهري، فالنحل يتغذى على أشجار السدر فقط”.
الصراع في اليمن
وتركت سنوات الصراع التي تزيد على ثمانية أعوام أثرها على إنتاج العسل في اليمن، إذ يكافح مربو النحل لإيجاد مناطق آمنة لخلاياه وكذلك لتصدير إنتاجهم أو تسويقه محليا.
وحول ذلك قال الغولي، الذي بدأ تربية النحل كمشروع عام 2014، “الحرب أثرت على النحّالين أولا في الانتقال بين المحافظات والوديان ومناطق الإنتاج، أيضًا رفعت تكلفة الإنتاج بشكل كبير جدًا، أيضًا تصدير العسل تأثر بشكل كبير جدًا، لا يوجد مطارات للشحن، لا يوجد مثلًا شركات بحرية تشحن، فهذا أثَر بشكل كبير على تصدير العسل عما كان قبل أنك تستطيع تشحن عبر الطيران إلى أي دولة، إلى أي مكان في العالم”.
إنتاج اليمن من العسل
وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي نُشر عام 2022، ينتج اليمن نحو 1500 طن من عسل النحل سنويًا، مما يوفر دخلًا لما يقدر بنحو 100 ألف من مربي النحل في أنحاء البلاد.
ويقل ذلك بالطبع عما تُظهر الإحصاءات الحكومية أنه كان خمسة آلاف طن عام 2012، بإيرادات سنوية تبلغ 13 مليار ريال يمني، أي أكثر من 16 مليون دولار في ذلك الوقت.
ولم يحبط ضعف السوق الغولي الذي لجأ لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع مصورة إبداعية له ولنحله من أجل الترويج لإنتاجه وإنتاج اليمن من العسل الشهير في ربوع المعمورة.