حركة الراجنيش برزت في الهند وانتشرت في العالم

 

هل تتخيلون أن دولة بحجم وقوة الولايات المتحدة الأمريكية كادت تسرق منها ولاية بأكملها ليس من طرف جيش أو دولة ولكن من طرف حركة هندية، نعم هي ليست إحدى قصص أفلام هوليوود أو بوليوود إنما حقيقة وثقتها شبكة “نتفليكس” عبر السلسلة الوثائقية “WILD WILD COUNTRY”

السلسلة سلطت الضوء على أحد أخطر الحركات والتي بدأت بطقوس رقص لتتحول لمنظمة كادت تستولي على ولاية بأكملها. إنها حركة الراجنيش الهندية.

بداية القصة لم تكن في الولايات المتحدة بل فى الهند، أستاذ جامعي في الفلسفة اسمه باغوان شيري راجنيش ولد سنة 1931، وعرف أيضا باسم أوشو لاحقا.

 

باجوان شري راجنيش

باجوان شري راجنيش

 

أوشو وفي بداية الخمسينات بدأ في نشر أفكاره القائمة على فلسفة التحرر من كل قيود المجتمع والانغماس فى ملذات الحياة بشكل كامل، نافيا فى الوقت نفسِه وجود أي إله.

بحلول الستينات بدأت أفكار راجنيش تلقى استجابة فى العالم الغربي، ليقرر أوشو تأسيس مجتمعه فى مدينة بونا الهندية، وبحلول نهاية السبعينيات كان لدى أوشو نحو 100 ألف من الأتباع المخلصين.

 

مجموعة من المنضمين لطائفة راجنيش

مجموعة من المنضمين لحركة راجنيش

 

”التأمل الحركي“، هكذا كانت طقوس راجنيش وأتباعه وهي مختلفة عن الطرق المعتادة التي ترتكز على السكون التام والهدوء.

طقوس راجنيش كانت تتضمن الكثير من الرقص والحركة والصراخ وأفعال أخرى نبذها المجتمع حينها حتى أن الصحافة الهندية وصفته بمعلم الجنس، أفكار راجنيش التحررية جلبت له أتباع من مختلف بقاع العالم.

 

احدى طقوس طائفة الراجنيش

احدى طقوس حركة الراجنيش

 

السلطات الهندية بدأت تستشعر خطر راجنيش فقررت التضييق عليه وعلى وأتباعه ليُطرد من الجامعة ثم يتعرض لمحاولة اغتيال ليقرر على اثرها الهروب إلى الولايات المتحدة سنة 1981.

أتباع الحركة كانوا من الطبقات الغنية فاستطاع في فترة وجيزة شراء مزرعة في ولاية أوريجون الأمريكية تبلغ مساحتها 64 فدانا بقيمة 5.75 مليون دولار.

بلباسهم الأحمر والبرتقالي استطاع الراجنيشيون خلال 3 سنوات تحويل أرض قاحلة إلى مدينة تمتلك بنية تحتية متكاملة، مراكز تسوق ومطار ومراكز بريد.

 

 مطار أسسته طائفة الراجنيش في ولاية أوريغون الأمريكية

مطار أسسته حركة الراجنيش في ولاية أوريجون الأمريكية

مجموعة من المنضمين لطائفة راجنيش

مجموعة من المنضمين لحركة راجنيش

 

الممارسات الغريبة للراجنيشيين كتعاطي المخدرات والتدريب على استخدام الأسلحة صعد العداء بينهم وبين سكان مدينة أنتيلوب المجاورة، إلا أن الراجنيشيين  قرروا استخدام الديمقراطية ليدخلوا عالم السياسة

 

أعداد كبيرة للمنضمين لطائفة الراجنيش

أعداد كبيرة للمنضمين لحركة الراجنيش

 

قام أتباع الحركة بتسميم أغلب سكان الولاية عبر وضع بكتيريا السلمونيلا ونشرها فى عدد من المطاعم كي يصاب المواطنون يوم التصويت بـالإعياء والمرض، ونجحوا بالفعل في ذلك ولكن الانتخابات ألغيت.

 

قواة أمن أسستها طائفة الراجنيش

قوات أمن أسستها حركة الراجنيش

 

عام 1985 شعر جهاز الـ FBI بخطر الجماعة فبدأ التحقيق وجمْع الأدلة ليُتَهم راجنيش وجماعته بتهم عدة، كان أبرزها  محاولة اغتيال النائب العام، ومحاولات قتل أخرى وعمليات اغتصاب، وخصوصاً عملية التسميم الجماعي لسكان الولاية.

شَعر أوشو بالخطر وقرر الهرب، ولكن ألقي القبض عليه في مطار كارولاينا، أُنهِك الرجل في التحقيقات ليستسلم  ويُقِرَّ بالتهم المنسوبة إليه، جرى اتفاق مقايضة مع الرجل قضى بدفعه غرامة بـ 400 ألف دولار ومغادرة المدينة والأهم توجيه الأمر لأتباعه بتفكيك الحركة.

عام 1990 توفي راجنيش وبوفاته تفرق أتباعه وتشتتوا لتنتهي بوفاته قصة حركة الراجنيش.