بهدف تحسين أوضاعهم الدراسية.. افتتاح مراكز لدعم الطلاب ذوي الإعاقة في 5 جامعات مصرية

 

يواجه الطلاب ذوي الإعاقة في مصر، كحال الكثيرين من الطلاب في دول عربية عديدة، العديد من الصعوبات التي تحول دون قدرتهم على استكمال تعليمهم الجامعي.

تتمثل هذه الصعوبات بالمرافق الجامعية غير المؤهلة لاستقبالهم مروراً بغياب وسائل التعليم اللازمة وانتهاء بالقوانين التي تحد من فرص تعليمهم وتشغيلهم لاحقاً.

فوفقاً لدراسة صدرت في العام 2017 عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لا يتمكن سوى 5.6 بالمئة منهم فقط من الحصول على درجة جامعية.

الطالب بالسنة الثانية بكلية التربية النوعية في جامعة أسيوط، مصطفى علي، يعاني خلال المحاضرات، فلكونه أصم لا توفر الجامعة مترجماً للغة الإشارة لكل المحاضرات مما يزيد من صعوبة الدراسة.

قال علي “يوجد فقط مترجمتان للإشارة تبذلان جهدا كبيراً، لكن غالبية المحاضرات تتم دون ترجمة مما يزيد من عبء الدراسة علينا”.

يأمل علي وغيره الكثير من الطلاب من ذوي الإعاقة في تحسين أوضاعهم الدراسية بعد افتتاح مراكز جديدة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة داخل خمس جامعات مصرية حكومية هي :القاهرة، وعين شمس، والإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة كمرحلة أولى، ضمن مشروع إتاحة التعليم العالي للطلاب ذوي الإعاقة.

 

المراكز تحقق حلم الطلاب ذوي الإعاقة

 

هذا المشروع، الذي يشمل تجهيز معامل إمتحانات مخصصة للطلاب ذوي الإعاقة ونقاط لطباعة كتب بطريقة برايل، فضلا عن قاعات مجهزة بأجهزة كمبيوتر للمكفوفين، هو مبادرة مشتركة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبرنامج منح الجامعات الحكومية التابع ﻟلوﻛﺎﻟﺔ الأﻣريكية ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ الدوﻟﻴﺔ، هيئة أمديست، ومؤسسة حلم للتدريب والإستشارات، مؤسسة خاصة تعمل على دمج ذوي الإعاقة وتدريبهم.

قال محمد حسين موسى، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة أسيوط ومدير مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعة، “يحقق المركز حلم طلاب كثر في الحصول على تجربة تعليم متكاملة، وتوفير الأجهزة الداعمة، بالإضافة إلى دعم ممارسات الأنشطة الطلابية وبحث فرص التوظيف”.

خدمات تعليمية متنوعة

 

يقدم مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة أسيوط خدمات تعليمية تشمل إتاحة أجهزة الكمبيوتر، والكومبيوتر اللوحي للعمل عليها واستخدامها داخل المركز، إضافة إلى بعض الدورات التدريبية. كما يوفر المركز السكن الجامعي المؤهل لإستضافة ذوي الإعاقة بشكل محدود حالياً ووسائل مواصلات تقل الطلاب من سكنهم الجامعي إلى كلياتهم مجاناً. كما يوفر المركز الأجهزة التعويضية التي يحتاجها الطالب مثل العصا أو الكراسي المتحركة بشكل مجاني للاستخدام داخل الجامعة.

أما عن بداية المشروع، فقد إنطلق عقب دراسة أجرتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية حول أوضاع ذوي الإعاقة بالجامعات الحكومية، وانتهت إلى إختيار 15 عضوا بهيئات التدريس في خمس جامعات للانخراط في برنامج تأهيلي أتاح لهم التعرف على أحدث طرق التعامل مع ذوي الإعاقة.

كما تضمن البرنامج جولات للإطلاع على تجارب جامعتي مونتانا وكولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع حالات مماثلة.

قال موسى “ساعدت تلك الزيارات الميدانية في تقديم صورة متكاملة للخدمات اللازمة من ناحية تصميم المباني وتجهيزها وتوفير الوسائل التعليمية التي تيسر دمج ذوي الإعاقة وتنمية مهاراتهم في التحصيل الدراسي”.

ومن جهتها، قالت أمل خالد، الطالبة بالسنة الرابعة في كلية الخدمة الإجتماعية بأسيوط وهي رئيسة لجنة ذوي الإعاقة باتحاد طلاب جامعة أسيوط، “بفضل المراكز الجديدة يستطيع الطلاب ذوي الإعاقة التمتع بحق المساواة مع الآخرين، والسير تدريجيا في عمليات الإتاحة”.

وأضافت أن “الطلاب كثيرا ما عانوا من التهميش في ظل غياب الخدمات التي تدعم إندماجهم في الحياة الطلابية داخل الحرم الجامعي”.

رسالة المشروع لا تقتصر على الطلاب ذوي الإعاقة

يضم المركز عدداً من المتطوعين لمساعدة ذوي الإعاقة، وهو ما تأمل إدارة المراكز بزيادته لكونه دليل على زيادة الوعي بمشكلات المعاقين وحقهم في الحصول على كامل الخدمات.

قالت سماح خميس، أستاذ أصول تربية الطفل المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة المنصورة، “العمل بالمركز رسالة لا تقتصر على الطلاب، بل تمتد لتشمل الإداريين وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحيط”.

ولفتت إلى أن عدد الطلاب الذين يحصلون على خدمات المركز داخل جامعة المنصورة يصل لنحو 250 طالباً وطالبة بالإضافة إلى عشرات من أعضاء هيئة التدريس وعدد من أسر الطلاب ذوي الإعاقة.

وتوضح إيمان أبو الفضل، نائب مدير المركز أن خطة العمل تعطي الأولوية للخدمات التعليمية وتساعد في تحويل المقررات بما يناسب احتياج كل طالب، إلى جانب العمل على تغيير نمط الإمتحانات لتصبح إلكترونية مع زيادة التوعية المجتمعية للطلاب والإداريين وأعضاء هيئة التدريس حول سبل التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة.

وعلى الرغم من أن االمشروع بدء في خمس جامعات حكومية، إلا أن خطط التوسع لشمل جامعات أخرى مازالت غير واضحة، كما أن ميزانيته غير معلنة.

سورية تحول حبها لـ “فيروز” إلى معرض فني
بلغ حب فنانة سورية لأيقونة الغناء فيروز حد تخصيص جزء من منزلها للمطربة اللبنانية الشهيرة.