عاصفة من ثاني أكسيد الكبريت تتجّه نحو الشرق الأوسط.. حقيقة أم أخبار كاذبة؟

 

 

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خبر اقتراب وصول “عاصفة من ثاني أكسيد الكبريت الى شرق الأوسط”، وأنها في طريقها  إلى مصر و سوريا ولبنان وفلسطين وبعض المناطق الشمالية من السعودية، حيث من الممكن أن تؤثر على صحة الناس، وقد أُرفقت بصورة لخريطة دليلا على ذلك.

مبالغات عن العاصفة

 

وقال رئيس مجلس ادارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية في لبنان، ميشال افرام، أنه “من الصحيح أن هناك غيمة ثاني أوكسيد الكبريت SO2 صدرت عن انفجار بركان أتنا في ايطاليا. لكن ثمة تضخميا لخطورتها”.

وأضاف “لا خطر على لبنان من هذه السحابة، وذلك بسبب تأثير رياح شرقية دافئة تؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة في لبنان وسوريا الأيام المقبلة، وإلى إبعاد سحابة SO2 عنهما”.

ويوضح ان “هذه العاصفة ليست ضخمة جدا، كما يتم زعمه في الاخبار المتناقلة عنها. وبالتالي، هناك شيء صحيح في الخبر عن الغيمة، لكن في المقابل هناك شيء مبالغ فيه عنها، لا سيما في ما يتعلق بتأثيرها. لقد مرت فوق ليبيا ومصر، ولم تكن لها تأثيرات سلبية، وبدت كغبار في الاجواء”.

ويطمئن الى ان هذه الغيمة “لن تصل الى لبنان، وذلك بفعل رياح شرقية دافئة تؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة في لبنان وسوريا ، وإلى إبعاد سحابة SO2 عنهما”.

كذلك، يؤكد رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية في لبنان عبد الرحمن الزواوي عدم وجود اي خطر لهذه الغيمة، كما يتم زعمه. وقال إن أي تحذير من خطر او تأثيرات محتملة لها لم تتبلغه مصلحة الارصاد الجوية.

وأضاف : نحن نتعامل مع الـEUMETSAT، المؤسسة الاوروبية الالمانية لصور الستيلايت. ولم نتلق منها اي انذار بخصوص هذه الغيمة او تنبيه الى خطر تشكله على حركة الطيران”.

وتابع: “لو كان موضوع الغيمة خطيرا في الشكل الذي يتم تداوله، لكنا تلقينا انذارا بهذا الخصوص، ولكان ظهر ذلك على صور الاقمار الاصطناعية الرسمية. لكن لم نتلق اي شيء بهذا الشأن”.

ويلاحظ ان “الصور التي يتم نشرها للعاصفة صور ملوّنة لاظهار كثافة الغبار او الرمل او الملوثات الموجودة في الاجواء، للتمييز بينها. بالطبع لبركان اتنا انبعاثات. وهذه الصور مضخّمة من حيث المقارنات. واذا قرأنا التفاصيل عن كمية الـSO2 الموجودة في الغيمة، نلاحظ انها ليست كبيرة. 25 ملغ/م2 ليست كمية كبيرة، وهي موجودة عادة في الاجواء اللبنانية. وبالتالي لا شيء مميزا في هذه الرقم”.

وفي ضوء ما يستنتجه الزواوي منها ومن خرائط أخرى، “لا شيء يدعو الى الخوف”، على قوله، و”لا خطر اطلاقا”. ويلفت الى ان الالوان التي نشاهدها في الخريطة لا تعني شيئا، بل “الأهم هو الارقام الواردة فيها عن المواد او الانبعاثات التي تتكون منها الغيمة. وهي ليست كبيرة، لتنذر باي خطر”. ويتدارك: “بالتأكيد، هناك تلوث في الاجواء من جراء انبعاثات البركان، لكنها لم ولن تشكل اي خطر على حركة الطيران”.

اعتدال الشمس.. ظاهرة فلكية تحدث مرتين في السنة فقط