بعد أربع سنوات على إغتيال شقيق زعيم كوريا الشمالية.. فيلم جديد يكشف تفاصيل العملية

 

 

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تقريراً حول فيلم “Assasins”، والذي يتحدث عن اغتيال كيم جونغ نام – شقيق زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون – في ماليزيا في العام 2017، بعد تعرضه لغاز الأعصاب المحظور “VX” أثناء انتظاره في مطار كوالالمبور.

وفي التفاصيل، فعندما سمع مخرج الفيلم ريان وايت قبل 4 سنوات عن اغتيال جونغ نام، كان يعلم أنّ القصة كانت استثنائية لكنه لم يكن ينوي تحويلها إلى فيلم. وبعد أشهر، فكر وايت مرة أخرى، وقد كانت هذه القضية تتشابك مع كثير من الملفات المخابراتية والسياسية.

من هو كيم جونغ نام؟

بأسلوب غريب ومعقد.. فيلم جديد يكشف تفاصيل حادثة اغتيال شقيق كيم جونغ أون! (صور)

كيم جونغ نام. المصدر: تويتر

كيم جونغ نام هو الأخ غير الشقيق لكيم جونغ أون، وفي العام 2003 جرى نفيه من كوريا الشمالية لانتقاده نظام عائلته.

لقد قضى جونغ نام معظم طفولته في المدارسة الدولية في سويسرا وروسيا. وخلال حياته، كانت علاقته مع شقيقه كيم جونغ أون صعبة ومعقدة للغاية، كما أن علاقته مع عائلته لم تكن على ما يُرام، وهو أبعد نفسه عنها وأمضى معظم حياته في ماكاو والبر الرئيسي الصيني وسنغافورة.

كيف تم إغتياله؟

وبعد اغتياله، جرى اعتقال سيدتين إحداهما فيتنامية والأخرى إندونيسية، ووجهت إليهما اتهامات بالقتل، وأصرتا على أنهما خدعتا من قبل عملاء كوريين شماليين لتنفيذ العملية واعتقدتا أنهما كانتا تشاركان في برنامج ضمن تلفزيون الواقع. ولاحقاً، أسقط الادعاء الماليزي التهم الموجهة إليهما بالقتل وجرى إطلاق سراحهما.

 

 

ورأى وايت، مخرج الفيلم الجديد، أنّ قصة جونغ نام كانت غريبة، موضحاً أنّ لم يبدأ في إدراك القصة كمشروع فيلم إلا بعد مقاربة الصحفي دوغ بوك كلارك.

ويضيف وايت: “قال كلارك إنه كان يكتب مقالاً استقصائياً عميقاً لمجلة جي كيو، وأخبرني أن هناك الكثير مما يمكن قوله. لقد أوضح دوغ أنّ السيدتين في ماليزيا ستحاكمان بعقوبة الإعدام الإلزامية في حال ثبتت إدانتهما. لقد تمسكتا بشهادتهما حول اعتقادهما بأنهما كانتا تشاركان في برنامج تلفزيون الواقع عندما قامتا بإلقاء غاز الأعصاب القاتل على جونغ نام”.

وأشار وايت إلى أنه بعد تفكير انتقلَ إلى ماليزيا من أجل الفيلم، موضحاً أنه تساءل عمّا إذا كانت السيدتان المتهمتان بالحادثة يمكن أن تكونا في خانة البراءة.

ولفت وايت إلى أنه من دون الوصول إلى مقطع فيديو لما حدث في مطار كوالالمبور الدولي في يوم الاغتيال فإنّ فيلمه ربما كان من المستحيل صنعه.

إلا أن الشرطة وغيرها من الهيئات في ماليزيا رفضت على مدى عام منحه الفيديوهات، لتعود وتتراجع عن قرارها بعد ذلك، إلا أن ثمة مخاوف من أن تكون السلطات قد تلاعبت بمضمونها.

وأوضح وايت أنه كانت هناك آلاف الساعات من اللقطات، كما أشار إلى أنّه تم شراء أجهزة كمبيوتر خاصّة للنسخ لمعالجة جميع أقراص الـ”DVD”، وقد استغرق هذا الأمر نحو 3 أشهر.

سافر وايت عائلات السيدتان المتهمتان بالجريمة، حيث وافقتا على التعاون في الفيلم، ويقول: “أعتقد بالنسبة لهم أنني كنت مجرد رجل صحفي واحد يبحث عن مقابلة سريعة بدلاً من أن يكون شخصاً يصنع فيلماً وثائقياً كبيراً”.

وفي معظم الأوقات التي كان يتم فيها تصوير الفيلم، كانت السيدتان تمكثان في السجن. وفي مارس (آذار) 2019، جرى اطلاق سراح سيتي أيسياه، وبعد شهرين جرى إطلاق سراح دوان ثي هوونغ.

وطوال العامين ونصف العام الذي قضاها في فيلمه، لم يكن وايت على اتصال مباشر بحكومة كوريا الشمالية، مشيراً إلى أنه كان يتواصل مع السيدة دوان ثي هوونغ عبر “فيسبوك”، إلا أنه أدرك لاحقاً أن شخصاً ما كان يقلد ملفها الشخصي بطريقة معقدة للغاية من أجل التواصل معه.

 

هدف “كيم جونغ أون” من طريقة الإغتيال

 

ويقول: “هل يمكنني أن أشير بإصبع الاتهام إلى النظام الكوري الشمالي وزعيمه كيم جونغ أون وأقول إنهم كانوا يتلاعبون برسائل السيدة دوان ثي هوونغ في ذلك الوقت؟ لا يمكنني أن أعرف على وجه اليقين ولكن كانت هناك حالات أخرى حدثت فيها أشياء من هذا القبيل”.

ويضيف: “من الصعب قول أي شيء نهائي بشأن كوريا الشمالية. لكنهم اختاروا ارتكاب جريمة قتل في مكان عام للغاية، لذلك ربما يعتقدون أنه كلما زادت الدعاية كان ذلك أفضل. كانت هناك كاميرات أمنية لا حصر لها تسجل كل لحظة في ذلك المطار”.

وأضاف “كان من الممكن أن يُقتل كيم جونغ نام بطرق أخرى في مكان آخر. إذن ما هو الأساس المنطقي لتنفيذ عملية اغتيال بهذه الطريقة غير العادية؟”.

وتابع : “كيم جونغ أون وأولئك الذين يعملون لصالحه أرادوا جريمة قتل علنية جداً ليُظهروا للعالم كله ما يحدث عندما يُغضب الناس زعيم البلاد أو يعترضون طريقه، حتى لو كانوا من أفراد الأسرة”.

 

كيم جونغ أون يهدد العالم بصواريخ بالستيّة..أقوى سلاح في العالم
عرضت كوريا الشمالية بقيادة كيم جونغ أون صاروخاً بالستيّاً يُمكن إطلاقه من غوّاصة خلال عرض عسكري نظم الجمعة في بيونغ يانغ في ختام مؤتمر الحزب الحاكم، وقبل أيام من تسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة.