53 عاما مضت على اغتيال مارتن لوثر كينج، أبرز رموز نضال الأمريكي من أصول إفريقية الذي قاد حركة أعطت أبناء جلدته حقوقهم العادلة التي ضمنها الدستور.

في الرابع من نيسان/أبريل عام 1968 دفع ملهم الاحتجاجات حياته ثمنا لتحقيق العدالة التي آمن بها، إذ اغتيل في موتيل لوريان في ممفس بولاية تينيسي على يد محكوم سابق يدعى جيمس إرل راي صوب بندقيته تجاه غرفة كينغ وانتظر خروجه.

فارق مارتن لوثر كينج الدنيا وعمره ٣٩ ربيعا، بعدما أسس زعامة المسيحية الجنوبية، وناضل كثيرا في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، رافضا العنف بكل أنواعه، مترفعا عن التورط في صراع السود، من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه، بل سعى كثيرا لإنهائه والدعوة لإحلال السلام، ليصبح خير مثال لرفاقه ومحبيه.

ولد الدكتور كينغ في 15 كانون الثاني/يناير عام 1929 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، حيث سادت أبشع مظاهر التفرقة العنصرية والتمييز، تفوق في دراسته وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن، وساهم عام 1955 في تنظيم أول احتجاج مهم لحركة الحقوق المدنية للأمريكيين من أصول إفريقية والمتمثل في مقاطعة حافلات النقل في مدينة مونتغومري بولاية ألاباما.

البداية الحقيقة لنضال الزعيم ذي الأطول الأفريقية كانت في ديسمبر/كانون الأول 1955، عندما ساهم في تنظيم أول احتجاج مهم لحركة الحقوق المدنية للأمريكيين من أصول أفريقية، والمتمثل في مقاطعة حافلات النقل في مدينة مونتجومري، على خلفية إلقاء الشرطة القبض على سيدة سوداء تدعى روزا باركس، رفضت ترك مقعدها لراكب أبيض.

خلال رحلته في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، نضجت شخصية مارتن لوثر كينج كثيرا، إذ عدل من رؤيته لقضية العنصرية، ففي البداية صب غضبه على البيض، ثم غير توجهه وركز على الظلم بدلا من كراهية شخص بعينه، وأسهم في ذلك كتابات المقاوم الهندي ماهاتما غاندي، إذ تعرّف على فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغير، والمقاومة السلبية السليمة.

ضاعف مارتن لوثر كينج  في عام 1963 من جهوده لمواجهة العنصرية في الولايات المتحدة، ونظم سلسلة من المظاهرات في برمنجهام، وعبأ الشعور الاجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام، وألقي القبض عليه لمخالفته أمرا قضائيا بمنع كل أنواع الاحتجاج والمسيرات الجماعية وأعمال المقاطعة والاعتصام، وبمجرد إطلاق سراحه قاد مظاهرات أخرى، أوقفها تدخل الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي، وإعلانه حالة الطوارئ، ليتدخل مارتن ويهدئ من ثورة الشارع.

في خضم سنوات قليلة، نجح الزعيم الأسمر في كسب دعم الحكومة الفيدرالية، والأمريكيين البيض في الولايات الشمالية، من خلال أسلوبه القوي في الخطاب ومناداته بالقيم المسيحية والأمريكية، وفي 28 أغسطس/آب 1963، ألقى خطابه الشهير “لدي حلم” خلال مسيرة تاريخية إلى واشنطن؛ للمطالبة بالوظائف والحرية، قادها الناشطان بايارد راستن وأي فيليب راندولف.

عام 1964 أطلقت مجلة “تايم” على مارتن لوثر كينج لقب “رجل العام”، فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف؛ ليصبح أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة، وكان عمره وقتها 35 عاما.

أسس مارتن لوثر كينج زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة، واغتيل في 4 أبريل/نيسان 1968 في أحد لقاءاته، برصاص قناصة أصاب حنجرته؛ لتندلع أعمال العنف في ولايات عدة منها واشنطن ونيويورك وشيكاجو وبوسطن، أخمدها مطالبة زوجته، في بيان أصدرته، المحتجين بوقف العنف وتحقيق أحلام الزعيم بالسلام والمطالبة بالمساواة والعدل.

وقَّع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، قانون الحماية المدنية، الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع الولايات الأمريكية؛ لتتحقق أحلام الزعيم الأسود بعد رحيله.

 

اغتيال مارتن لوثر كينج

 

أثار اغتياله الكثير من المظاهرات وأعمال شغب في واشنطن العاصمة وفي عشرات المدن الأخرى في أنحاء الولايات المتحدة.

ومنحه الرئيس جيمي كارتر، بعد وفاته، في 1977 ميدالية الرئاسة للحرية.

وفي 1983 وقع الرئيس رونالد ريغن على مشروع قرار جعل كل اثنين من الأسبوع الثالث في كانون الثاني/ يناير عطلة رسمية تكريما لمسيرة وإنجازات مارتن لوثر كينغ.

 

بعضهم انفجر باكيا.. نجوم تعرضوا لحوادث عنصرية صادمة
خلُصَ متخصصون في مجال قراءة الشفاه في البرازيل أن نيمار تعرض بالفعل للعنصرية من ألفارو جونزاليس الذي قام بالاعتداء على البرازيلي متلفظا بكلمات خطيرة.