مهدي كريّم
أخبار الآن | الصين – bbc
في ظهيرة يوم الاثنين المزدحمة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، وقف صف من الناس يرتدون سترات في شارع السعادة بوسط بكين.
يتحركون ببطء وحذر على طول الرصيف ، وبعضهم واقف، والبعض الآخر يميل برأسه نحو الأرض ، بينما التقط المتفرجون الفضوليون الصور.
كان عرضًا قدمه الفنان دنغ يوفينغ الذي كان يحاول إظهار مدى صعوبة مراوغة كاميرات المراقبة في العاصمة الصينية.
مع زيادة الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم لاستثماراتها في شبكات الأمان ، من المتوقع تركيب مئات الملايين من كاميرات المراقبة في عام 2021 – وسيكون معظمها في الصين.
بحلول عام 2018 ، كان هناك بالفعل حوالي 200 مليون كاميرا مراقبة في الصين.
وبحلول عام 2021 ، من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 560 مليونًا ، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال ، أي كاميرا واحدة لكل 2.4 مواطن.
وتعتبر الصين أن الكاميرات تمنع الجريمة.
وفي عام 2018 ، كان عدد ضحايا القتل العمد لكل فرد من السكان في الصين أقل بعشر مرات مما هو عليه في الولايات المتحدة ، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
لكن عددًا متزايدًا من المواطنين الصينيين يتساءلون عن تأثير ذلك على خصوصيتهم.
كما أنهم يتساءلون عما سيحدث إذا تم اختراق بياناتهم الشخصية.
ومن النادر أن يقوم المواطنون الصينيون باحتجاجات ضد الرقابة الحكومية.
اذ أن ذلك لا يخلو من المخاطر.
لكن الطُرق الإبداعية مثل طريقة يوفينغ تُبرز القضية إلى العلن.
قبل الأداء ، قام بقياس طول وعرض شارع السعادة؟
ثم قام بتحديد توزيع العلامات التجارية للكاميرات 89 CCTV بجانبها ونطاقاتها.
وأخيرًا ، قام بتجنيد المتطوعين عبر الإنترنت.
استغرق الأمر منهم أكثر من ساعتين للمشي لمسافة 1.1 كيلومتر (0.7 ميل) على طول شارع السعادة.
وتمكنوا من تجنب التقاط الكاميرا لوجوههم ، لكن دينغ قال إنه كان من “المستحيل تقريبًا” تجنب التصوير بالكامل.
وقالت المتطوعة جويس جي ، 19 عاما : “كان الأمر أصعب مما كنت أتوقع”.
وأضافت “اعتقدت أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل من الكاميرات ويمكنني بسهولة الهروب منها. لكن اتضح أن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق. كانت الكاميرات في كل مكان بالفعل، وكان من المستحيل الهروب منها”.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها دينغ رفع مستوى الوعي العام حول الخصوصية والأمن الرقمي.
قبل عامين ، اشترى البيانات الشخصية لأكثر من 300 ألف مقيم في جميع أنحاء البلاد من سوق سوداء على الإنترنت وعرضها للجمهور في متحف في ووهان.
أغلقت الشرطة المعرض بعد يومين من افتتاحه.
الكشف عن كاميرات مراقبة مخصصة لتحديد وجوه مسلمي الإيغور في الصين
قامت شركة هيكفيجن إحدى كبرى الشركات في مجال المراقبة بالفيديو، بتسويق كاميرا تعمل بالذكاء الإصطناعي حيث تقوم تلقائياً بالتعرف على وجوه سكان الإيغور
