أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

يحتفل العالم في الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للابتسامة.

يأتي ذلك بعدما بدأت الفكرة مع بال هارفي عام 1999، وهو فنان تجاري ومخترع (Smiley Face)، ولكنه توفي بعدها بعامين في 2001، فيما تم إنشاء “مؤسسة هارفي بال للابتسامة العالمية”، تكريماً للمصمم.

وتعد الابتسامة من أكثر تعابير الوجه التي تكشف عن مشاعر الإنسان، وبدورها قدمت العديد من الأبحاث أسباب كثيرة تدفعنا لرسم الابتسامة على وجوهنا، ولكن يجب العلم أن هناك أيضاً فروق في الابتسامات ومنها:

1- البسمة الحقيقية والبسمة المفتعلة
يستطيع أغلب الناس التمييز بين البسمتين بشكل فطري، هل يوجه إليَّ شخص ما بسمة حقيقية؟ أم أن هذه البسمة مفتعلة ومصطنعة؟

هذا ما أراد عالم النفس الفرنسي جيولوم بنيامين دوشين، معرفته على وجه الدقة في القرن التاسع عشر، حيث تبين له من خلال دراسته التي جاءت تحت عنوان “آلية الفسيولوجية البشرية” أن البسمة الصادقة لا تعني فقط رفع زاوية الفم لأعلى، بل تؤدي في الوقت ذاته إلى تجاعيد صغيرة في زوايا الفم، يوجد وراءها انقباضات في العضلة الوجنية الكبيرة، وفي العضلة الدويرية للعين.

أما البسمة المصطنعة فهي تخضع بشكل متعمد من صاحبها لسيطرة المخ، والذي لا يستطيع توجيه عضلات العين.

2-البسمة إنسانية
الضحك والابتسام، هما أهم عناصر للتعبير، في جميع أشكال الحضارة، حيث يستطيع البشر من خلال ذلك إبداء سعادتهم ونزع فتيل النزاعات، حسبما توضح إلكه تسيمرمان، الباحثة في التطور البشري، في تصريح لبوابة “فيسنشافت دوت دي ايه” الإلكترونية العلمية في ألمانيا.

ويتابع المؤلف والطبيب النفسي الألماني، فولفجانج كروجر، إضافة لما ذهبت إليه تسيمرمان، أن الابتسام يعني التواصل غير العدواني، وأنه يخفف التوتر الداخلي ويعمل على الاسترخاء ويشيع جوا من الثقة والبهجة. هل هناك إلى جنب البشر كائنات حية أخرى تمتلك هذا الشكل من التعبير؟

تقول تسيمرمان إن الضحك موجود بمعالمه الأساسية لدى القردة، في حين أن تعبيرات الصوت الصاخبة التي تصدر عن حيوانات أخرى لها وظائف اتصال أخرى داخل النوع الواحد من الحيوانات. فمثلا نهيق الحمار الوحشي أو نقيق الدجاج أو ضحكات الضباع لا تبدو للأذن البشرية سوى ضحكات، “فهي لا تقارن بالضحك بالمعنى البشري”.

هل يطيل الابتسام العمر؟
الابتسام صحي، كثيرا ما نسمع هذه العبارة، ولكن أين تكمن الصحة فيه؟

حاول الباحثان الأمريكيان، ارنست أبيل و ميشيل كروجر، العثور على أدلة في بطاقات التوقيع التذكاري لـ 230 لاعب بيسبول تعود لعام 1952، فوجدوا أن الذين كانوا ينظرون للكاميرا بلا عاطفة، من بين اللاعبين السابقين الذين توفوا حتى العام الدراسي 2010، بلغوا من العمر ا 9ر72 عام في المتوسط، في حين ارتفع هذا السن إلى 75 عاما لدى أصحاب البسمة الخفيفة. أما من ابتسم ابتسامة عريضة فبلغ 9ر79 عام في المتوسط.

ولكن بحثا تاليا لهذه الدراسة، تم خلاله أخذ عوامل أخرى في الاعتبار، مثل التعليم ومدة الصعود الوظيفي والحالة الاجتماعية، لم يستطع تأكيد النتيجة السابقة.

رغم أن الباحثين وجدوا أن إقبال الإنسان على الحياة يساهم في إطالة العمر، حسبما أوضح الباحثون تحت إشراف عالم النفس الألماني، ميشائيل دوفنر، إلا أن اللقطة اللحظية التي وثقت بطاقة تذكارية على مدى عقود لا يمكن أن تكون دليلا على ذلك.

متى يمكن أن يكون الابتسام مرهقا؟
عندما تصبح البسمة الودودة جزءا من الزي الوظيفي يمكن أن تصبح بسرعة عنصر إجهاد في العمل، حيث يرى طبيب النفس الألماني، ديتر تسابف، أن مضيفي الطائرات والبائعين والعاملين في مراكز الاتصالات، مهددون بشكل خاص لهذا الإجهاد، حيث يطلب منهم أن يفتعلوا الشعور بالسعادة، وذلك على مدى ساعات كثيرة غالبا.

يقول الطبيب النفسي الألماني إن ذلك يجعل هؤلاء العاملين في حاجة لغرف وأوقات يكونون فيها بلا احتكاك بالعملاء، ويستطيعون في خلال هذه الغرف التعبير عن مشاعرهم بحرية، وإلا أصيبوا بحالات اكتئاب.

الابتسامة الالكترونية “سمايلي”
أصبحت سمايلي منذ عقود تحية يومية صغيرة في جميع أنحاء العالم، حيث كانت ملصقات سمايلي ذات البسمة العريضة، موجودة في كل مكان، وذلك قبل أن تملأ صور الإيموجي شاشات الحواسيب والهواتف الذكية بوقت طويل.

يعود تصميم ملصق ابتسامة سمايلي لمفتاح صممته شركة هارفي بال عام 1963 لصالح إحدى شركات التأمين، وكان ذلك بهدف حث موظفي الشركة على التبسم. أما بال نفسه فسجل سمايلي كعلامة مسجلة.

وفي عام 1999 اقترح هارفي بال فكرة “اليوم العالمي للابتسامة”، وهو أول يوم جمعة من شهر تشرين أول/أكتوبر، ودعا لتخصيص هذا اليوم في جميع أنحاء العالم للابتسام والأفعال المبهجة.