أخبار الآن | الصين – rfa

ذكرت إذاعة “آسيا الحرة” في تقرير أنّ “ما يصل إلى 8 معسكرات اعتقال في منطقة توربان بإقليم شينجيانغ في الصين، قد تمّ استخدامها لتصوير فيلم مولان الذي تنتجه شركة ديزني”.

ويُحتجزُ داخل هذه المعسكرات الكثير من أبناء أقلية الإيغور المسلمة التي تمارس الصين أبشع أساليب القمع بحقهّم. وإزاء ذلك، فإنّ “ديزني” تعرضت لانتقادات شديدة بسبب ما قامت به، خصوصاً بعد لجوئها إلى جزء من الصين ترتكب السلطات فيه انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وقال أحد الضباط في شرطة “توربان” أن “المعسكرات الموجودة في الخدمة في توربان يصل عددها إلى 8، وهي قائمة في أجزاء مختلفة من المدينة”، مشيراً إلى أنه “يوجد عادة 36 شخصاً في الزنزانة في كلّ معسكر، ويتم اخراج المحتجزين إلى الخارج للحصول على ساعة من الهواء النقي مرّة واحدة في الشهر”، موضحاً أنه “بسبب الازدحام، يستغرق الأمرُ أحياناً أكثر من شهر”.

وذكر الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه خوفاً من الانتقام، أنه عمل في العديد من هذه المعسكرات، موضحاً أن “عشرات الأشخاص ماتوا خلال فترة 5 أشهر قضاها في المعسكر رقم 5”.

وأصدرت “ديزني” نسختها الحيّة من الفيلم بتكلفة وصلت إلى 200 مليون دولار، وقد اكتشف روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ “مولان” يتضمن شُكراً من شركة ديزني لعدد من الوكالات الحكومية في شينجيانغ، بما فيها مكتب الأمن العام في مدينة توربان و “مكتب الإعلام التابع للجنة الحزب الشيوعي الصيني في إقليم شينجيانغ للحكم الذاتي.

ووفقاً للخبير في الشأن الصيني أدريان زينز، فإنّ “مكتب الأمن العام في توربان مكلف بإدارة معسكرات الاعتقال التي يحتجز فيها الإيغور”، مشيراً في تصريح لـ”BBC” إلى أن “المكتب الإعلامي الذي خصته ديزني بالشكر والعرفان مسؤول عن إنتاج الدعاية الحكومية في الإقليم”.

وحث مشرعون أمريكيون الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني، بوب تشابيك، على تفسير علاقة الشركة بسلطات “الأمن والدعاية” في منطقة شينجيانغ الصينية أثناء إنتاج فيلم مولان.

وكتب أعضاء جمهوريون في مجلسي الكونغرس، خطاباً، الجمعة، قالوا فيه إن “تعاون ديزني الواضح مع مسؤولي جمهورية الصين الشعبية الذين يتحملون أكبر قدر من المسؤولية عن ارتكاب فظائع، أو التستر عليها، أمر مقلق للغاية”.

في غضون ذلك، اعترفت كريستين مكارثي، كبيرة المسؤولين الماليين في “ديزني”، أنّ “الغضب من تصوير مولان في منطقة شينجيانغ قد تسبب في مشكلات للشركة”، مشيرة إلى أنه “بينما تمّ تصوير غالبية الفيلم في نيوزيلندا، فإنّ ديزني اختارت التصوير في أجزاء من الصين، في محاولة لتصوير بعض المناظر الطبيعية الفريدة”.

وأشارت إلى أنّه “من المعروف للجميع أن التصوير في الصين يتطلب إذناً من إدارات الدعاية الحكومية”، لافتة إلى أنه “من الممارسات المعتادة تسمية الجهات المحلية في ائتمانات الأفلام”.

وكان هواة السينما في بعض من الدول الآسيوية دعوا لمقاطعة الفيلم، بعد تصريحات أدلت بها نجمته الصينية ليو ييفي، أيدت فيها شرطة هونغ كونغ المتهمة بقمع المحتجين المطالبين بالديمقراطية في الأشهر الأخيرة.

كذلك، تعرض نجم الفيلم الصيني، دوني ين، لانتقادات  في يوليو/تموز الماضي، إزاء منشور سابق له قال فيه “يوم احتفال هونغ كونغ الحقيقي، هو العودة للأراضي الصينية بعد 23 عاماً”.