أخبار الآن | العراق – الموصل (رويترز)

يأمل أهل الموصل، تلك المدينة التي كانت ذات يوم معقلا لتنظيم داعش، في أن يعيد مشروع إعادة بناء الجامع الكبير النوري بها الحياة لمدينتهم.

ويُنفد المشروع بجهد مشترك بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ووزارة الثقافة العراقية والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، وبتمويل من دولة الإمارات من أجل “إحياء روح الموصل”.

وستستغرق عملية إعادة بناء الجامع الأثري ومئذنته الحدباء (المائلة) الشهيرة خمس سنوات على الأقل. تنقضي أول 12 شهرا منها في رفع الركام. وسيتم إعادة بناء مواقع أخرى بينها حدائق تاريخية، كما يتضمن المشروع إقامة نصب تذكاري ومتحف.

وقال رئيس لجنة تنفيذ المشروع، مصعب محمد: “طبعا الجامع أثري بالتأكيد، رغم قدمه لكن يتميز كذلك بمكانة كبيرة جدا لدى أهل مدينة الموصل. بالإضافة إلى الهندسة المعمارية والزخرفية الرائعة اللي تم تنفيذها، سواء على المنارة أو على الأعمدة اللي تزين المُصلى من الداخل”.

وبدأت أعمال البناء في أبريل نيسان 2018 وأعلنت الإمارات أنها ستمول المشروع بمبلغ 50.4 مليون دولار العام الماضي.

وهدم مسلحو تنظيم داعش الجامع الكبير النوري، الذي يعود تاريخه للقرن الثاني عشر، في الأسابيع الأخيرة من حملة عسكرية عراقية مدعومة من الولايات المتحدة طردت مقاتلي التنظيم من الموصل، عاصمتهم الفعلية في العراق.

وقال الأثري في نينوى، عبد الرحمن عماد: “سيتم إعادة بناء المنارة الحدباء بنفس النقوش والزخارف المعمارية التي كانت موجودة سابقا بعد أخذ التفاصيل والقياسات الدقيقة لهذه القطع. لدينا في أرشيف … مفتشي آثار نينوى التوثيقات الكاملة بالقياسات الدقيقة لجميع النقوش، سيتم الاعتماد عليها في مرحلة إعادة البناء المستقبلية”.

وقال رجل من أهل الموصل يدعى حسين عباس: “إعادة المنارة مثل ما هي، لا، لأن بنائها من سابع المستحيلات يرجع بنائها. لكن كترتيب إن من الناظر من بعيد تبين هي نفسها يعني. إحنا ما لنا شغل بالمنارة، إحنا أهم شيء إنه يرجع الجامع، ترجع الحياة لهذا الشارع، ترجع الحياة، ترجع لنا حياتنا، ترجع المنطقة، يرجعون الناس، يرجع الشعار الحدباء، يعني كل ما يذكرون تنذكر الحدباء، المنارة، يعني اسمه أكو جامع أحسن ما مهدوم ومتروك”.

وتقدر الحكومة العراقية أن الموصل تحتاج إلى ملياري دولار على الأقل كمساعدات لإعادة الإعمار الذي سيشمل إعادة فتح الشوارع وبناء المنازل المهدمة والمتضررة وأمورا أخرى.

ونزح نحو 700 ألف من سكان الموصل، الذين كان عددهم يقدر بنحو مليوني نسمة قبل استيلاء تنظيم داعش على المدينة عام 2014، منها لمناطق أخرى.

وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، قد أعلن في منتصف عام 2014 من الجامع النوري، الذي يعود للعصور الوسطى، “الخلافة” على أجزاء من سوريا والعراق اجتاحها مقاتلو التنظيم المتشدد في هجوم مباغت.

محمد بن راشد يكرم اخصائية اجتماعية تقديرا لجهودها في تربية الطلاب

مصدر الصورة: رويترز