أخبار الآن | مصر – al-ain

 

انطلق أول فريق للتحطيب يضم 4 فتيات من داخل جمعية الصعيد للتربية والتنمية، والتي تعمل على تغيير أفكار المجتمع انطلاقاً من مبدأ المساواة الذي تعتنقه.
والتحطيب هو فن من الفنون القتالية المصرية، المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة، ويستخدم فيه العصي الخشبية في المبارزة، حيث صور الفراعنة هذه الرياضة على جدران معابدهم، وكانوا يهتمون بتعليمها للجنود.
قررت مريم نبيل (25 عاماً)، من محافظة سوهاج، السير وراء شغفها الذي قوبل بالرفض سابقاً خلال دراستها بكلية التربية الرياضية، ومحاولتها الانضمام لفريق التحطيب بالكلية، ونجحت بالفعل في الالتحاق بفريق التحطيب بجمعية الصعيد، وكذلك إعداد ماجستير في رياضة التحطيب، لتوثيق تلك الرياضة وعدم تشويهها باعتبارها رياضة وليست للرقص والاحتفال فقط، وأنها أيضاً ليست للرجال فقط.
وأوضحت “مريم” أنها لاقت تشجيعا من أهلها على تلك الرياضة، لثقتهم في أنشطة جمعية الصعيد، ولكن على مستوى الأصدقاء فكانت دائماً ما يزعجها عبارات استهتار من نوعية “دي لعبة أولاد، أوعي تضربينا”، مشيرة إلى أنها دائماً توضح وتدعو المنتقد لحضور التدريبات، ليتسنى له معرفة أن التحطيب ليس مجرد عروض فنية، ولكنه رياضة تتطلب لياقة بدنية.
وتطور الوضع أمام “مريم” حاليا، فتقابل العديد من الشباب والفتيات الذين يرغبن في الانضمام للفريق الذي تقوده بمحافظتها، والذي يتراوح عدده بين 20 و30 فتاة وشاب، بعد الوصول للمستوى العالمي.
ومن جهتها، نيرة طلعت (23 عاماً) ابنة قرية بني عبيد بالمنيا تقول: “إنها بعد حضورها لعرض تحطيب تابع لجمعية الصعيد بالمنيا، أعجبت بالفكرة، وقررت الانضمام للفريق”.
وأضافت: “أنا أحب كل ما هو مختلف وصعب، فاتجهت فوراً إلى مديرة المركز للانضمام للفريق، وكان هناك ترحيب كبير، خاصة أنني أول فتاة من المنيا تشارك في التحطيب”.
وأشارت “نيرة” إلى أن رياضة التحطيب ليست سهلة، ولكنها تحتاج للتدريب كثيراً، وتقوية الجسم، للتحكم في العصا والدفاع عن النفس.
وبدأت معاناة “نيرة” لإقناع الأهل بانضمامها لفريق التحطيب، حيث نظرتهم إليه بأنه رقص فلكلوري للرجال فقط، وأضافت: “بعد محاولات سمحوا لي بالانضمام والتجربة، وبعد ذلك اقتنعوا بأنها رياضة للدفاع عن النفس وليست رقص”.
وتفخر “نيرة” بانضمامها للفريق، خاصة بعد المشاركة في المهرجان الدولي للدفاع عن النفس في كوريا الشمالية قائلة: “فخورة بأني تحديت الأفكار المتوارثة والخاطئة عن التحطيب، حتى أصبحنا نشارك عالمياً في مهرجانات دولية باسم مصر”.
ومن جانبه، يقول مينا جيد، المسؤول الإعلامي عن جمعية الصعيد للتربية والتنمية: “إن فريق التحطيب يعمل على إحياء التراث، حيث إن الجمعية شاركت في تسجيل ملف التحطيب في اليونسكو، تحت بند تراث إنساني لا مادي”، مشيراً إلى أن الفريق شارك مؤخراً في ألعاب الدفاع عن النفس بكوريا الجنوبية، وتم اعتماد مصر عضوا له حق التصويت لفنون الدفاع عن النفس الوراثية.
وتطورت الفتيات الـ4 من خلال التدريبات المكثفة، التي تُجرى في محافظاتهن وأخرى بالقاهرة، حيث يقمن بإعداد صف آخر من الفرق داخل محافظاتهن، حتى أصبحن مسؤولات عن تدريب أعداد تتراوح بين 8 و10 أعضاء مكونين من شباب وفتيات تحقيقاً لمبدأ المساواة بين النوع.
وتطمح الفتيات إلى معرفة المجتمع بالتحطيب كرياضة، ووصول الفريق للعالمية كأول فريق تحطيب من الصعيد.

 

مصدر الصورة: Storyblocks

للمزيد:

مصر تفرض رسوماً جديدة لحماية الصناعة المحلية

مصر تكشف عن منطقة صناعية أثرية في الأقصر