أخبار الآن | بريطانيا –  bbc
توصل باحثون إلى أن وتيرة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يشهدها كوكب الأرض في الوقت الحالي , لا يوجد لها مثيل منذ ألفي سنة.
كما اكد هؤلاء أن النتائج التي خلصوا إليها تثبت أن الكثير من الحجج التي يتمسك بها المشككون في صحة نظرية الاحتباس الحراري, لم يعد لها أي صلاحية.
وفي هذا الصدد، يقول الأستاذ مارك ماسلين من كلية لندن الجامعية في بريطانيا “ينبغي أن يضع هذا البحث حدا للادعاءات التي يطلقها المشككون في وجود ظاهرة اسمها التغير المناخي , والقائلة إن التغييرات التي نشهدها إنما هي جزء من دورة مناخية طبيعية”.
ويُضيف “يظهر هذا البحث الفرق الصارخ بين التغيرات المحدودة والمحلية في درجات الحرارة في الماضي من جانب , والتأثير العالمي الحقيقي للاحتباس الحراري المتأتي عن الانبعاثات التي يتسبب بها البشر من جانب آخر”.
ويشدد الباحثون على أن أحداثا مناخية مهمة يذكرها التاريخ، مثل “العصر الجليدي الصغير”، لا يمكن مقارنتها مع ما تشهده الأرض من ارتفاع في درجات الحرارة في القرن الأخير.
وعندما قاس علماء التاريخ الظواهر المناخية التي مر بها كوكبنا في القرون الماضية، برز لهم عدد من الحقب المهمة بشكل استثنائي.
وتضمنت هذه الحقب “الفترة الرومانية الدافئة” التي استمرت من سنة 250 إلى 400 ميلادية، وشهدت درجات حرارة عالية بشكل استثنائي في القارة الأوروبية عموما، وكذلك حقبة “العصر الجليدي الصغير” الشهيرة التي شهدت انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة لقرون عدة ابتداء من القرن الرابع عشر.
اعتبر البعض هذه الظواهر بمثابة أدلة على أن كوكب الأرض مر بدورات متعاقبة من ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة عبر القرون، وأن ارتفاع درجات الحرارة التي يمر بها حاليا ومنذ الثورة الصناعية , ليس إلا جزءا من هذا السياق, ولذا ليس هناك داع للخوف والوجل.
ولكن ثلاثة بحوث نشرت نتائجها حديثا , أثبتت أن الحجج التي يستند إليها هذا المفهوم ضعيفة وواهية.
أعاد فريق البحث بناء الظروف المناخية التي سادت في السنوات الـ 2000 الأخيرة باستخدام 700 نموذج يمثل التغيرات التي طرأت على درجات الحرارة في هذه الفترة، ومنها الحلقات الموجودة في جذوع الأشجار والشعب المرجانية والترسبات الموجودة في قعر البحيرات. وتوصل الفريق إلى أن أيا من هذه الأحداث المناخية لم يقع على نطاق العالم بأسره.
ويقول الباحثون إن العصر الجليدي الصغير على سبيل المثال , بلغ ذروته في المحيط الهاديء في القرن الخامس عشر، بينما بلغ الذروة في أوروبا في القرن السابع عشر.
وعموما، لم يكن ممكنا الاستشعار بأي ارتفاعات أو إنخفاضات أطول أمدا في درجات الحرارة , في أكثر من نصف الكرة الأرضية في أي وقت واحد.
فحقبة “العصور الوسطى الدافئة”، التي استمرت بين سنتي 950 و1250 ميلادية، لم تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة إلا في 40 في المئة من سطح الكرة الأرضية.
أما ما نشهده اليوم من ارتفاع في درجات الحرارة، فيؤثر في معظم الكوكب.

مصدر الصورة: Getty images

للمزيد:

إليكم أبرز حجج الخاسر بعد لعبة ”البلاي ستايشن“!

مختارات: كيف علق الناشطون على مسألة ارتفاع الحرارة في أوروبا؟