أخبار الآن | نيودلهي – الهند (متابعات)

نجم الهند الأول سلمان خان يخالف كل التوقعات, ويخرج بفيلم أقل ما يقال عنه إنه نموذج للإنسانية التي يحلُم بها العالم.

واستطاع الفيلم في يومِ عرضه الأول بأولِ أيام العيد أن يحققَ أكثر من ستةِ ملايين دولار أمريكي, ليُحطم كل الأرقام القياسية الخاصة بإيراداتِ افتتاح أي فيلم هندي. وبعد انتهاء ثالث أيام العيد وصلت إيرادات الفيلم إلى حوالي اثني عشر مليون دولار، في مؤشرٍ على المزيدِ من تحطيمِ الأرقام القياسية, سواء في السينما الهندية بشكلٍ عام أو النجم سلمان خان بشكلٍ خاص، بينما حقق الإعلان الترويجي للفيلم ثمانيةً وخمسين مليون مشاهدة.

الفيلم مدته ساعتان و٣٤ دقيقة، وتدور أحداثه حول طفل وُلد في مدينة لاهور الهندية قبل التقسيم بين الهند وباكستان، وقرر والده أن يطلق عليه اسم بهارات حتى يكون شخصية مستقلة ولا يهتم أي شخص بمعرفة لقب عائلته أو إذا كان مسلماً أو هندوسيا.ً

يظهر الجزء الأول من الفيلم بهارات “سلمان خان” في فترة طفولته عندما سمع بالصدفة من مدرسيه بالمدرسة عن خبر التقسيم الهندي الباكستاني وقرر أن يشارك والده الخبر فذهب له في مكان عمله كمشرف في محطة القطارات.

وأثناء وجوده بالمحطة شهد الطفل جريمة إنسانية بوصول قطار مليء بالجثث الناتجة عن حرق القطار من قِبل جماعات هندوسية متطرفة، وبما أن عائلته هندوسية قرروا الهروب من لاهور قبل أن يأتي رد فعل المسلمين على تلك الواقعة.

ولكن قبل الهروب فقد بهارات شقيقته الصغيرة في الزحام، وقُتل والده وهو يحاول استعادتها في مشهد عاطفي ظهر فيه النجم جاكي شروف “والد بهارات” بمشهد مؤثر وهو يلقن طفله الصغير وصاياه الأخيرة.

ومن هنا تبدأ رحلة بهارات ذي الأصول الباكستانية، حسب المولد في مدينة نيودلهي الهندية، ومنها إلى العمل في حفر البترول بمدينة أبوظبي ورحلة كفاحه ما بين العمل وتطبيق تعاليم الإنسانية ونبذ العنصرية، وكذلك التسامح والتمسك بالوطن.

مشاهد الفيلم المصورة في صحراء أبوظبي كانت أكثر من رائعة، حيث إنها أظهرت الجمال الكامن في تلك الصحراء التي تعد من أهم وجهات السياحة بدولة الإمارات، وقد ظهر سلمان في هذا المشهد يقود دراجة نارية وكأنه يحاول التوحد مع تلك الطبيعة الخلابة.

الجزء الثاني من الفيلم تناول قضية مهمة وهي قضية الأسر الهندية الباكستانية والمفقودين منذ تلك الحرب الأهلية، وقام المخرج علي عباس ظافار باختلاق واقعة من تأليفه حول مبادرة حدثت بين الهند وباكستان في فترة التسعينيات هدفها لم شمل المفقودين بين الهند وباكستان.

وبالتالي استطاع بهارات أن يجد أخته التي فقدها بعد أن أصبحت شابة مسلمة ولديها طفلان، هذا المشهد كانت رسائله واضحة سواء المتعلقة بالإنسانية أو تلك المتعلقة بالدين وحرية اعتناقه.

أما كاترينا كييف فقدمت دور “كومود” التي تعرفت على بهارات أثناء اختبارات العمل بالبترول ووقعت بحبه بعد أن شهدت على الكثير من مواقفه التي تتسم بالإنسانية والتسامح والقوة في بعض الأحيان حينما يستدعي الأمر.

لذلك ظهرت كاترينا بشكل بسيط ربما تظهر به للمرة الأولى، والذي أظهرها كامرأة هندية بسيطة ترتدي الساري وتحلم فقط بأن تعيش بسلام مع زوجها.

سونيل جروفر قدم شخصية صديق سلمان المخلص الذي لا يفارقه دوماً ويشاركه كل مواقفه دون تردد، وترجع علاقتهما للمخيم الذي توجهت له أسرتاهما عقب التقسيم، فكان سونيل بمثابة الجانب الآخر المكمل لبهارات وبرع تماماً في أن يقدم تركيبة شاملة تجمع ما بين العاطفة والكوميديا والإنسانية أيضاً.

وأدى جاكي شروف دور والد بهارات، وكان ظهوره الأول في الفيلم بمثابة مفاجأة للمشاهدين، حيث إنه ظهر بشكل أصغر كثيراً من سنه، ورغم أن مشاهده معدودة نظراً لأنه ضيف شرف، إلا أنك لا يمكن أن تتجاهل دوره أو ترى شخصا آخر في زي ملاحظ محطة القطار الوسيم.

المخرج علي عباس ظافار قدم وجبة دسمة للمشاهد في فيلم واحد يجمع بين مواصفات فيلم العيد الذي يجب أن يتسم بالإثارة وبعض الكوميديا، ولكنه لم يتخلَّ عن أفكاره الأساسية في تقديم فيلم يضيف لتاريخه ويعطي العديد من الدروس الإنسانية وكذلك الأحلام الخاصة بعودة العلاقات الهندية الباكستانية كسابق عهدها قبل تقسيم الأرض.

المزيد:

ديزني تطرح الإعلان التشويقي لفيلم “ليون كينغ”