أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ناهد العثماني)
 
حكايتنا اليوم عن شاب هندي فقير و فتاة سويدية ثرية، التقيا قبل ٤ عقود من الان ووقعا في الحب لتستولي قصته على قلوب آلاف من المتابعين حول العالم.
انها قصة الدكتور ” كومار ماهانانديا ” من الهند و ” شارلوت فون شيدفن ” من السويد، قصة امتدت لعشرات السنوات وطافت ٨ بلدان لتثبت بأن الحب قادر على التغلب على الصعوبات.

للمرة الأولى في تاريخها.. السعودية تشارك في مهرجان “كان”
كومار ولد عام ١٩٤٩ من أسرة متواضعة في أوديشا، تعتبر من العائلات المنبوذة في المجتمع. و على الرغم من أن عائلته لم تستطع تحمل تكاليف تعليمه العالي، الا أنه استطاع حجز مقعد جامعي في كلية الفنون في نيو دلهي، حيث كان لموهبته الكلمة العليا في انتشاره و شهرته.

حينها سمعت به شارلوت التي كانت تدرس في لندن و عرفته كفنان ” بورتريه “، لتسافر إلى الهند بغرض اللقاء به ليفتن أحدهما بالآخر كما يحدث في الأفلام الهندية الرومانسية. سحر ماهانانديا ببساطتها المطلقة، و جمالها المثير. ورغم خلفيتهما الثقافية و البيئية المختلفة تماما، حيث تنتمي شارلوت للعائلة السويدية الملكية إلا أن الثنائي تزوجا في فترة قصيرة دون الأخذ بأي اعتبارات أخرى.

“غوغل” يحتفل بذكرى ميلاد عمر الشريف
بعد ٤ سنوات أتى الوقت المفترض لعودة شارلوت لموطنها، وطلبت من مهانانديا مرافقتها، لكنه رفض مفضلا اكمال دراسته أولا. بعد ذلك ظل الزوجان المتباعدان على اتصال عن طريق الرسائل، ورغم أنها عرضت عليه تذاكر ليلحق بها ألا أنه رفض وفضل اللحاق بها على نفقته الخاصة. بعدها قام ببيع جميع ممتلكاته وشراء دراجة هوائية مستعملة لغرض اللحاق بزوجته، لينطلق برحلته عل متن دراجته من نيودلهي مرورا بأفغانستان، ايران، تركيا، بلغاريا، يوغسلاڤيا، ألمانيا، النمسا ونهاية بالدنمارك ثم السويد.
 
لم تكن الأمور بتلك السهولة، واجه صعوبات عديدة مثل تعطل دراجته عدة مرات، كما أنه بقي بلا طعام لأيام وأيام. استغرقت رحلته ٤ اشهر و ٣ أسابيع قبل أن يصل أخيرا الى مدينة غوتنبرغ السويدية.
وعند وصوله أبدى رجال الأمن دهشتهم منه، قبل أن يخبرهم بقصته ويريهم صور زواجه من شارلوت ليعجبوا بقصة الحب و التفاني الذي قدمه. 

وأخيرا وصل الى زوجته شارلوت، لترحب به عائلتها وتفتح ذراعيها له، و ليستمرا معا حتى بعد مرور ٤٠ عاما من تلك الرحلة العجيبة. الدكتور ماهانانديا الآن سفير ثقافي للهند في السويد ويعيش مع زوجته وطفليه هناك، حيث يعرف هناك بفنان ومستشار للفنون والثقافة في ظل الحكومة السويدية. ويفكر أحد المخرجين في الهند بتقديم قصته في فيلم رومانسي يقتحم به عالم بوليوود.