أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (بي بي سي)
تخيل أن تؤسس شركة ما وتدأب على بنائها طيلة أعوام وأعوام ويأتي من بعدك من لا يصون هذا الإرث من العمل الجاد والعرق، لا شك أن حسرة كبيرة ستقع في قلبك، وهذا ما لم يقبل به أفراد أسرة "لوان" الذين ورثوا عن آبائهم وأجدادهم مؤسسة حرصوا على بقائها حية تدور مثل خلية النحل لما يزيد عن قرنين من الزمن.
قصة الحرص والغيرة تلك بدأت منذ عام 1895 عندما انتشرت شائعة في مدينة بالتيمور على السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية تقول بأن عائلة لوان أغلقت شركتها التي تنتج أشرعة السفن، ومظلات النوافذ، والخيم، والرايات، وأغطية السيارات، ولم تكن تلك مجرد إشاعة.
شائعة تصدى لها مدير الشركة آنذاك جافيز لوان من خلال رسائل ومنشورات للرد على تلك الشائعات وقد كتب فيها: "لا، لم يخسر العجوز جيه دبليو لوان أعماله، وإن كان بعض الناس يعتقدون ذلك".
وبذلك استطاعت الشركة استعادة سمعتها الطيبة في السوق وهي لا تزال تعمل الى يومنا الحالي بإسم تجاري وهو "الإخوة لوان".
ستتة أجيال تعاقبت على إدارة وصيانة هذه الشركة، ومنذ أن أورث جدهم "جافيز" الموقف وبقية أفراد الأسرة حريصون على الحفاظ عليها وتطويرها وإبقائها بأحسن حال. كما استطاعت الشركة تجاوز عقدة الكثرة، إذ أن حق إدارة المؤسسة ليس قسمة بين أب وإبنه أو أخ وأخيه.
فالحديث عن ستة أجيال يعني الحديث عن أحفاد كثر وهذا ما اصطلحت عليه الأسرة كذلك وأوجدت له الحل من خلال تقيميات دقيقة لأداء الجميع إزاء الشركة وانتخابات لا يفوز فيها سوى الأكثر نفعا لهذا الإرث.
إقرأ: رئيس "غو برو" يخفض راتبه الى دولار واحد وهذه هي الأسباب
ولعل الأمر الذي جعل من هذه القصة استثنائية هو أنه وبحسب مجلة "فاميلي بيزنيس ريفيو" الأكاديمية المتخصصة في بحث الأعمال العائلية. فإن 3 بالمئة فقط من شركات العائلات استمرت حتى الجيل الرابع أو بعده بقليل.
ويقول برايان لوان، وهو المدير الحالي لأعمال العائلة، ويبلغ من العمر 55 عاما: "أعتقد أن الحظ حالفنا في أكثر من مناسبة، فعندما كانت تنحسر تجارة ما لدينا، كنا قادرين دائماً على إضافة تجارة أخرى".
وتحول العمل من بيع أشرعة أحيانا إلى تأجير الخيم، ويدين براين بمهنته هذه التي يمارسها منذ 30 عاماً لجوزيف لوان، وهو صانع أشرعة من بورتسموث في إنكلترا، والذي نشر تجارته في بالتيمور عام 1815.
إقرأ أيضا: كيف استطاعت سيدة صينية ربح ملياري دولار في 4 أيام فقط؟