أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (راغب شحادة)

الأمومة غريزة وطبع وسلوك عند جميع الكائنات الحية، ولا يوجد تفسير جامع يصف معناها بدقة، فما نراه من حنو لدى الأمهات من البشر، نجده كذلك دون أي فرق مهما صغر عند سواها من أمّات الحيوان.

وقد وضعت جميع الثقافات مفهوم الأنوثة في إطار "الضعف الجسماني"، لذلك نراها وقد أنيطت بها مهام لا تتطلب شدة بأس وصلابة جسد.

إلا أن مشاهد تكررت في مجتمعات البشر والحيوان الوحشي والمستأنس، تكاد لا تحصى، استطاعت أن تكسر إطار النمطية وتؤكد عكس تلك القناعات السائدة، فالأمومة تشكل رافعة لمفهوم الأنوثة العام، لناحية إرادة صنع الحياة وما تتطلبه من علو همة وصبر على مشاق الحمل والوضع، وإرادة صيانتها بالرعاية والدفاع عن هذا الوليد الضعيف.

ومن تلك المشاهد المذهلة، ما عرضته شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" العالمية، على صفحتها في "فيسبوك" وتظهر فيها 4 أمات تدافع بشراسة عن صغارها ضد مفترسات عرفت بضراوتها وأنيابها القاتلة.

إقرأ: سيدة تلتقط "سيلفي" قبل إنفجار منطاد جولتها السياحية (صور)

الأولى أنثى "جرذ" استطاعت أن تخلص صغيرها من بين فكي أفعى "كوبرا" والتي باستطاعة قطرة من سمّها أن تردي 3 جمال دفعة واحدة.

وفي مشهدين منفصلين أظهرت أنثيا دب مواقف توصف بالبطولية على أقل تقدير، فالأولى واجهت بكل ثقة عدوين متربصين بدياسمها، الأول ذكر دب هائج وتعرف ذكور الدببة بأكلها للحم صغار بني جنسها، أما الثاني فكان قطيعا من الذئاب البنية ولك أن تتخيل ما معنى ذلك، ففي عالم البرية يعد قطيع الذئاب مكافئا للموت المحتم.

أما الثانية فكانت أنثى دب رأت ديسمها وقد جرفته مياه شلال في ألاسكا، فتحركت لنجدته رغم علمها وخبرتها بأن مواجهة هذا الشلال تعادل الإنتحار، إلا أنها ألقت بنفسها دون تردد وما كان ليحركها شيء أقوى من دافع الأمومة الغامر.

أما الأخيرة فكانت أنثى فيل تواجه قطيعا من الكلاب البرية في سهول "سيرنغيتي"، رأت في الدغفل الصغير وليمة دسمة، وعلى الرغم من قوة الفيلة العظيمة في عالم الحيوان، إلا أن مواجه هذا النوع من المفترسات التي امتهنت القتل والإفتراس يعد شجاعة لا مثيل لها.

من أنثى جرذ الى أنثى فيل، تبقى تلك الغريزة أعجوبة من أعاجيب الطبيعة، فمهما كبر حجم تلك الأم أو صغر، ومهما كبر حجم العدو أو صغر، تبقى المسألة الأهم التي تحمل الأم على أن تضع حياتها على المحك، مقابل سلامة صغيرها مهما كانت الظروف وإن تطلب ذلك الفداء بالروح.

إقرأ أيضا 

جريمة أخلاقية.. 23 هولنديا يطلبون إجراء تحقيقات لتأكيد نسبهم لطبيب "إخصاب"!

يلعب مع إبنه في مكتبه.. صور لـ"ترودو" تأسر قلوب معحبيه مجددا