أخبار الآن | بيروت – لبنان – (رويترز)

مساء كل يوم سبت يتحول فصل دراسي في مدرسة في بيروت إلى قاعة طعام للمحتاجين حيث يجتمع متطوعون من الشباب اللبناني لتقديم وجبات مجانية للمشردين والفقراء.

وتجمع الجمعية الخيرية الطعام الفائض من مطاعم عديدة في العاصمة بيروت وتوزعه على المحتاجين. وتوزع الجمعية وجبات مجانية على مدار العام بشكل منفصل عن عمل خيري آخر تنفذه ويركز بشكل أساسي على مناسبات احتفالية كبيرة.

وتشعر مؤسسة هذه الجمعية ومديرتها التنفيذية مايا ترو بأهمية إطعام الفقراء وفي نفس الوقت تعريف الناس بشأن موضوع هدر الطعام.

وفي احتفالية بحي الأشرفية في بيروت تحدثت مايا عن مبادرتها التي تجذب متطوعين من أنحاء المدينة.

وقالت "بنشتغل ع الفقر وبالأخص الفقر الغذائي. اللي بنعمله إنه بنوفر وجبات مجانية للأشخاص على مدار السنة. لأنه بنعتبر إنه الشخص المحتاج محتاج كل أيام السنة مش بس بالأعياد. لأنه حسينا إنه الأشخاص اللي بتساعد بالأعياد. ونحن قلنا إنه ليش لازم كل السنة نقدم وجبات مجانية. الشق الثاني اللي بنشتغل عليه هو هدر الطعام والنفايات الغذائية. إنه فيه كثير أكل عم ينهدر بنفس الوقت فيه ناس ما عم تقدر تطلع حق أكلها. فليش نحن ما بنجمع ها المفهومين مع بعض؟. فيه كمان نشتغل إنه نأخذ الأكل الفائض من المطاعم والإيفينتات (المناسبات) ونستخدمه بتحضير الوجبات اللي بنقدمها."

ويقدم متطوعون أيضا وجبات مجانية في أيام الأسبوع الأخرى بأماكن مختلفة في بيروت.

وتخطط الجمعية الأهلية لتوسيع نشاطها بإقامة مطعم متنقل تقدم من خلاله الطعام لمن لا يستطيعون الحضور للأماكن التي تنظم فيها احتفالاتها وتقدم خلالها الطعام مجانا.

وأوضحت مايا ترو ذلك بقولها "بالأماكن النائية مثل عكار وبعلبك وغيرها فيه مخيمات للاجئين سوريين. نحن كثير حابين نساعد هناك وقررنا إنه بما إنه هن ما فيهن ييجوا لعندنا نحن نروح لعندهن. والمبدأ هو نفس الشي اللي بنعمله هون بس نصير متنقلين (بالانجليزية) أو يصير بطريقة متنقلة. والفكرة إنه نجيب شاحنة ونحولها لمطعم نقَال. اللي بنعمله إنه بنروح ع هول (هذه) المناطق وبنوزع وجبات بالتعاون مع المتطوعين الموجودين بهيديكي المناطق."

ويُدير أعمال هذه الجمعية متطوعون يرغبون في خفض عدد الفقراء في مجتمعاتهم.

وقال متطوع شاب يدعى جواد مرجي انضم للجمعية أوائل الصيف الحالي فقط ويساعد في احتفال ببيروت إن فودبلسد تفعل ما هو أكثر من مجرد إطعام الفقراء.

وأضاف مرجي "أنا صراحة عرفت عن (جمعية) فودبلسد عن طريق الانترنت يعني . بس الحلو بفودبلسد مش بس بيساعدوا لحتى يأمنوا أكل للمحتاجين. هول (هؤلاء) الناس مش بس بحاجه للأكل بس بحاجة للاهتمام. بيحبوا يلاحظوا إنه قد إيش الناس بيهتموا فيهن. هيدا اللي بحاجة لإله بالمضبوط. بيحسوا هودي العالم إنه فيه ناس وراهن. فيه ناس بعد عم بيفكروا فيهن. يعني هدا أهم من الأكل بأعتقد ياللي بتعطيه فودبلسد. وغير هيك بيعطيك التطوع (بالانجليزية) بيحسسك من جوه إن أنت عم تعمل شي بالمجتمع (بالانجليزية) يعني. إنه عم بتأثر بشي وعم بتأثر بنفوس هول العالم اللي عم ييجوا."

ولأن المتطوعين يشعرون بسعادة غامرة وهم يخدمون الفقراء وذوي الحاجة فإن الابتسامة لا تكاد تغيب عن وجوههم أثناء ممارستهم هذا العمل. وتنعكس تلك البشاشة بشكل إيجابي على من يستفيدون من خدمات الجمعية الخيرية.

وعن ذلك قالت سيدة تستفيد من الطعام المجاني الذي توفره فودبلسد وتدعى نايفه يواكيم "الجمعية واللي بيعطوا أكل يعني كثير ملاح ويعني وشهن (وجوههم) فرح وهيك. يعني باترك كل المحلات وبأحب آجي لهون."

ومعظم من يحضرون احتفالات الجمعية الخيرية ويأكلون الوجبات المجانية التي تقدمها هم من كبار السن الذين يُسعدهم ترحيب المتطوعين بهم في فصل دراسي تُزينه صور وزهور.

ومع انتهاء تقديم الطعام يحرص المتطوعون على وضع الطعام المتبقي في آنية بلاستيكية لتوزيعه على فقراء آخرين.

وبينما يغادر مكان تقديم الطعام بعد تناول وجبته أعرب مُسن يُدعى طانوس أبي حبيب عن تقديره وامتنانه للجمعية الخيرية.

وقال أبي حبيب "بنشكر كل واحد بيحب يهتم بخيه الفقير. نحنا إخوة لبعضنا يا ابني. ما حدا بها الدنيا آخد منها شي. ما حدا آجا قال لهن تعالوا معي حملوا عني أغراض عم بآخذها ع القبر. ما حدا بيآخذ إلا عمله الصالح لربه."

وبدأت فودبلسد تلقي تبرعات لإطلاق موضوع المطعم المتنقل المتمثل في شاحنة تنقل الوجبات المجانية للفقراء في أماكن نائية في لبنان.

وستعتمد الشاحنة المقترحة على نفسها في تغطية النفقات مستقبلا حيث ستوزع وجبات مجانية على الفقراء نهارا بينما تبيع فطائر البيتزا ليلا لتغطية نفقات تشغيلها.

"مشاهد غير عادلة".. خط رفيع يفصل بين الفقراء والاغنياء (فيديو + صور)

بنك الملابس الخيري بالأردن يساعد الفقراء على الاستعداد لعيد الفطر