وفاة نوال السعداوي عن عمر 89 عاماً

توفيت الطبيبة والكاتبة المصرية المدافعة عن حقوق المرأة نوال السعداوي، الأحد عن 89 عاماً بعد صراع مع المرض، على ما أفادت وسائل إعلام مصرية.

ونشرت صحيفة “الأهرام” الحكومية على موقعها الالكتروني “رحلت الدكتورة نوال السعداوي منذ قليل بعد صراع مع المرض”.

وشكّلت السعداوي المولودة في تشرين الأول/أكتوبر 1931، لعقود طويلة رمزاً بارزاً للكفاح النسوي في العالم العربي. لكن مواقفها أثارت جدلاً كبيراً خصوصاً بسبب مجاهرتها في تحدي المحظورات المتصلة بالدين والجنس والسياسة.

أبرز مواقف وتصريحات نوال السعداوي المثيرة للجدل

الكاتبة النسوية المصرية والرائدة نوال السعداوي قبل لقاء دعا إليه اتحاد الكتاب المصريين في القاهرة للتعبير عن تضامنها معها في معركتها القانونية ضد محامي يقاضيها بتهمة “إهانة” الإسلام، التي توفيت عن عمر يناهز 89 عاماً/ أ ف ب

أبرز تصريحات نوال السعداوي المثيرة للجدل:

كان لها مواقفها التي سببت لها اتهامات من قبل خصومها بأنها داعية لهدم الدين، وإفساد أخلاق المجتمع، ويصفونها بسبب ذلك بأقذع العبارات، وأبرز تلك المواقف:

طالبت في 1 تموز (يوليو) 2018، على شاشة بي بي سي نيوز في برنامج “بلا قيود” بتغيير نصوص الكتب السماوية في القرآن والإنجيل والتوراة إذا تعارضت مع المصلحة العامة؛ إذ قالت: “لا يوجد ثوابت في الأديان ولا يوجد نص ثابت، وتجديد الخطاب الديني يعني تغيير الثوابت”.

قالت في عام 2014 إنّ نظام الميراث الإسلامي ظلمٌ كبير للمرأة، ويجب مساواة ميراث الرجل والمرأة، وأضافت أن جذر اضطهاد المرأة يرجع إلى النظام الرأسمالي الحديث والذي تدعمه المؤسسات الدينية.

كانت السعداوي نشرت في عام 1972 كتاباً بعنوان “المرأة والجنس”، ناقدةً جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان و”الطقوس الوحشية التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة”، وعلّقت في عام 2007 على وفاة الطفلة صاحبة الاثنتي عشرة سنة، بدور شاكر أثناء عملية “ختان”: “بدور، هل كان يجب عليك الموت لتنيري هذه العقول المظلمة؟ هل كان يجب عليك دفع هذا الثمن بحياتك؟ يجب على الأطباء ورجال الدين أن يعلموا أنّ الدين الصحيح لا يأمر بقطع الأعضاء التناسلية. كطبيبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان أرفض تماماً هذه العملية، كما أرفض ختان الذكور، وأؤمن أنّ الأطفال جميعاً؛ ذكوراً وإناثاً، يجب حمايتهم من هذا النوع من العمليات”.

كانت نوال السعداوي تتساءل دوماً في حواراتها لماذا تتحجّب المرأة ولا يتحجّب الرجل، بالرغم من وجود شهوة لكل منهما؟، إذ كانت تعتقد أنّ الحجاب والنقاب من صور العبودية وضد الأخلاق والأمن، وأنّ الحجاب لا يعبر عن الأخلاق.

قالت إنّ تعدد الزوجات يخلق الكره بين الأطفال والزوجات، كما يزيد من الحوادث، وأن تعدد الزوجات كذب”.

دافعت السعداوي، عن المثليين الجنسيين وحقوقهم، قائلة: “الجنس عادة وتعوّد، والمثلية لها أسبابها، وجزء منها وراثي بجانب التربية والخوف، والأمر يتطلب تحليله وإرجاعه لأسبابه الاجتماعية والبيولوجية، وليس وضعهم في السجون، لأنّ هذا ليس الحل، ولازم يكون فيه حرية، فالمجتمع والدين لا دخل لهم بالجنس”.

قالت عن طفولتها: “أنا كنت طفلة شقية جداً، والمدرسين كانوا بيقولوا لي إنتي هتروحي جهنم، لكن والدتي كانت بتقول مفيش نار في الآخرة دي رمز”، وقالت عن حياتها المبكرة: “والدي تخرج من الأزهر، وكان ناقداً للتعليم الأزهري وواسع الأفق. وكان يقول الإيمان بالوراثة باطل”.

تزوجت نوال السعداوي ثلاث مرات، زوجها الثالث على حد وصفها، شريف حتاتة، والد ابنها، كان رجلاً حراً جداً، وماركسياً، وتم سجنه 13 عاماً. عاشت معه 43 عاماً، وأخبرت الجميع: هذا هو الرجل (النسوي) الوحيد على وجه الأرض. ثم بعد ذلك اضطررت للطلاق أيضاً. كان كاذباً. كان على علاقة بامرأة أخرى. إنه تعقيد الشخصية ذات الطابع الأبوي. ألّف كتباً عن المساواة بين الجنسين، ثم خان زوجته. أنا متأكدة أنّ 95% من الرجال هكذا”.

ترى السعداوي أنّ ثورة يناير 2011 أجهضت؛ لكن المرحلة التي تمر بها مصر الآن أحسن من عصر الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، بالرغم من الأخطاء الكبيرة التي تقوم بها الحكومة والدولة بحبس الشباب والمفكرين والشعراء، وتناقُض ذلك مع الدعوة لتجديد الخطاب الديني.

تقول نوال السعداوي إنها ولدت بعقل يفكّر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل، وجريمتها الكبرى أنها امرأة حرّة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد.