أخبار الآن | لبنان – france24
ما زالت العاصمة اللبنانية بيروت تعيشُ صدمة كارثة الرابع من آب المتمثلة بانفجار مرفأ بيروت، الذي أدى إلى تدمير أحياء بكاملها ووفاة العشرات وجرح الآلاف.
وبعد شهرين على تلك الكارثة، تقدّم منصّة “شاهد VIP” للبثّ التدفّقي 15 عملاً قصيراً عن مآس خلّفها انفجار المرفأ، في خطوة أثارت جدلاً منذ إطلاقها.
وكانت هذه المبادرة تعرّضت للانتقاد، ويقول البعض أنه من المبكر جدّاً عرض صور تنكأ الجراح في بلد لا يزال تحت وقع الصدمة.
ويحمل المشروع اسم “بيروت 6:07″، وذلك نسبة إلى الساعة التي وقع فيها الانفجار في المرفأ. ووفقاً للمخرج اللبناني مازن فياض، فإن هذا المشروع أبصر النور تكريماً للضحايا، وقال: “واجبنا هو أن نبقي ذكراهم حية”.
وشارك في المشروع 15 مخرجاً أعدّوا أفلاماً مدّة كلّ منها 10 دقائق تقريباً، تروي من خلال شخصيات ومواقف متعدّدة، مآسي خلّفها الانفجار الذي أسفر عن أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح، وقضى على أحياء بكاملها في بيروت.
ويقول فياض، وهو شريك في مجموعتي الإنتاج “ذي بيغ بيكتشر ستوديوز” و”إيماجيك” اللتين كانتا وراء هذه الفكرة: “لم نذهب للبحث بعيداً. فالقصص كانت أمامنا وكنّا نسمع عنها يومياً”.
ويروي فيلمه القصير، الذي شاركت ناديا طبارة في إخراجه، قصّة شاب يبحث عن والده وسط الأنقاض في المرفأ، وهو كان قد تشاجر معه قبل بضع ساعات.
ويظهر فيلم آخر من توقيع كارولين لبكي عناصر الإطفاء في بيروت يحتفلون بعيد ميلاد قبل إيفادهم إلى المرفأ حيث اندلع حريق. وتمّ احتواء الحريق قبل أن تصل النيران إلى مستودع خزّنت فيه أطنان من نترات الأمونيوم كان انفجارها ليحدث كارثة، بحسب ما ورد في نشرة الأخبار المتخيّلة في الفيلم. لكنّ واقع الحال هو أن هذه المواد انفجرت من جرّاء الحريق، وكان 10 عناصر إطفاء من أول ضحايا هذا الانفجار.
ورغم أن المخرجين أنجزوا الأفلام القصيرة من دون مقابل مادي، كان ثمة حرص على أن يتقاضى جزء من طواقم التصوير رواتب عن عملهم بفضل تمويل منصة “شاهد”.
ومن الأعمال الأخرى، فيلم يظهر حبيبين مستلقيين على الشاطئ على وقع هدير الموج، قبل أن يجمعا أغراضهما للرحيل، إلى أن تقع الكارثة.
وقد سعت مخرجة العمل إنغريد بواب إلى تفادي مشاهد العنف فيه، وتقول: “الفيلم لا يؤذي العين بل يوجع القلب”. وتضيف: “أردت أن أعرض ما كان قائماً في السابق والدمار الذي حل فيه”.
ولفتت إلى أن “التصوير كان بمثابة علاج جماعي ومحمّلاً بالمشاعر إلى أعلى الدرجات”، موضحة أن “الطاقم مؤلّف من أشخاص نجوا من الانفجار خسروا منازلهم وفقدوا معارف لهم”.
ولم يغب العملاق “نتفليكس” بدوره عن المشهد اللبناني، إذ كشف في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، عن صندوق بقيمة 500 ألف دولار لدعم العاملين في مجال السينما والتلفزيون بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد.
وسيحصل المستفيدون من هذا البرنامج على مساعدة بقيمة ألفي دولار تعويضاً عن توقّف الإنتاج.
كذلك، شملت “نتفليكس” في مجموعتها 34 من “روائع” السينما اللبنانية، كي تقدّم للعالم “رحلة فريدة عبر كفاحات وآمال وأحلام سكان هذا البلد”.
بين هول تداعيات تفجير بيروت ومشاكل لبنان الإقتصادية شباب يتأرجحون على حبال الأمل.قريبا على شاشة الآن
لم يكن للتفجیر الذي ضرب مرفأ بیروت في الرابع من آب أغسطس الماضي اثرا آنیاً تمحى مفاعیله مع مضي الوقت فما حلّ ببیروت وبكل لبنان لیس غیمة سوداء عابرة فهي أدت إلى تغییر مسار حیاة الكثیرین في شباب لبنان الذین لم یعودوا یؤمنون ببلدهم ولا بمستقبلهم في وطنهم الاّم نتیجة تدهور الأوضاع الإقتصادیة ونتیجة منظومة الفساد التي نخرت أواصر المجتمع اللبناني.