أخبار الآن | المغرب – reuters

 

يجسد الفيلم السعودي ”آخر زيارة“، الذي يشارك في المسابقة الرسمية بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مشكلة صراع الأجيال من خلال قصة أب وابنه يقومان برحلة لحضور حفل زفاف لكن يغيران مسارهما في اللحظة الأخيرة عندما تصلهما أنباء عن أن الجد يحتضر.

منذ بداية الفيلم الذي يعتبر أول فيلم روائي طويل، يرسم المخرج عبد المحسن ضبعان علاقة صامتة يشوبها التوتر بين الأب ناصر، الذي يقوم بدوره الممثل أسامة القس، وابنه وليد، الذي يجسده الممثل الشاب عبد الله الفهاد.

في القرية الصغيرة التي يعيش فيها الجد، يتضح مدى عمق الفجوة بين ناصر وابنه، إذ يحاول الأب أن يجبر ابنه على الالتزام بالصلاة وبعادات القرية المحافظة في مسعى للمحافظة على المظاهر أمام شقيقه وأبنائه، الذين عاشوا في القرية طيلة حياتهم. لكن محاولاته تلقى آذانا صماء من الابن الذي يلجأ للانعزال مع موسيقاه وهاتفه المحمول، وقد تعاظم بداخله الشعور بأن والده عاجز عن فهمه.

تبدو الشخصيات رموزا للأجيال التي تنتمي لها. فالجد هو الجيل القديم وأفكاره التي تذوي في ظل الطفرة الاجتماعية التي تشهدها السعودية، والأب هو الجيل الوسط الذي لا يزال حائرا بين تراث أجداده والقيم المعاصرة، والابن الذي يمثل رغبة الجيل الجديد في التحرر من القيود ورسم ملامح المستقبل بشروطه الخاصة.

ويحمل الفيلم رسالة أخرى، اذ يغيب عنه أي مشاركة نسائية، لكن هذا الغياب يبدو متعمدا في ظل رغبة المخرج في توجيه انتقاد ضمني للمجتمع الأبوي المحافظ الذي نشأ فيه.

وقال المخرج قبل عرض الفيلم ”صورنا الفيلم بموارد محدودة للغاية لأن القرية التي كنا فيها تفتقر للموارد التقنية. السينما السعودية أمامها طريق طويل لكنها بدأت تأخذ مكانها في العالم السينمائي بالمنطقة“.

وسبق أن عرض الفيلم، وهو إنتاج سعودي تونسي مشترك، في مهرجان كارلوفي فاري بالتشيك وهو من بين 14 فيلما تتنافس على جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الثامنة عشر من المهرجان والتي من المقرر أن تستمر حتى السابع من ديسمبر كانون الأول.

مصدر الصورة: Storyblocks

للمزيد:

”وادي الأرواح“.. قصة صياد يفقد نجليه بسبب الإقتتال الكولومبي

هارفي كايتل: المخرج سكورسيزي آمن بي ومنحني عملاً وقت لم يردني أحد