أخبار الآن | سريلانكا – bbc

فيلم “حد السكين” أو “ساغاوا كونا” يصور المأساة التي تعيشها أسرة في مجتمع الهايدا، وهي من سكان كندا الأصليين، كانت تعيش في أرخبيل هايدا غواي، الذي يبعد مئة كيلومتر عن الساحل الغربي لكندا. وتدور أحداث الفيلم في منطقة بدائية، لكنها ساحلية خلابة في منصف القرن التاسع عشر.
وتشكل مأساة هذه الأسرة محور الفيلم الكندي . وتذخر القصة، الغارقة في لمحات ما وراء الطبيعة، بأفكار عالمية عن الأسرة والحب والفقد والخيانة.
لكن الأمر غير العالمي في الفيلم هو لغته، إذ ينطق بلغة الهايدا. وبحسب مركز السكان الأوائل الثقافي، فإن 20 شخصا فقط في العالم كله يتحدثون هذه اللغة المهددة بالانقراض.
وقام بإخراج الفليم كل من هيلين هايغ براون، وغواي إيدنشو، وهو نفسه من الهايدا.
وقال غواي: “لم تكن كتابة فيلم بلغة الهايدا خيارا، فنحن نحكي قصة عنهم.”
وأضاف: “رغم التزامنا بعمل قصة وحبكة، إلا أننا أردنا أن يكون الفيلم مصدرا للتعلم أيضا.”
وتشارك ديان براون، جدة غواي، في الفيلم. وهي واحدة من الـ 20 شخصا الذين يتحدثون الهايدا في العالم.
وقالت براون:”كان حلمنا منذ البداية تعليم أطفالنا اللغة.”
ويصور الفيلم حال أسرة لا تدري المعاناة المقبلة عليها، فقد احتل البريطانيون الأرخبيل عام 1853، وأعادوا تسميته باسم جزر الملكة شارلوت.
ويعتقد الكثيرون أن الأوروبيين تعمدوا نشر الأمراض، مثل الجدري، بين الهايدا، من خلال منحهم بطاطين وأوشحة ملوثة مما أدى إلى تقلص عدد السكان من نحو عشرة آلاف إلى 588 شخصا.
ويتنبأ الفيلم بعملية الضم الوحشية هذه، من خلال رحلة أديتسي في الغابة حيث فقد عقله وصار غاغيكسيد، أي متوحشا.

 

وتزايدت أعداد مجتمع الهايدا خلال القرن العشرين، ووصل عددهم حاليا إلى نحو 3,442 شخصا. لكن معاناتهم ما زالت مستمرة، إذ محيت ثقافتهم تماما بفعل المدارس الداخلية، حيث أُجبر الأطفال على العمل في الحقول نهارا، ثم يحضرون دروسا بعد الظهيرة. ويحظر عليهم التحدث بلغة الهايدا نهائيا.
وتقول ديان براون إن المدرسين قالوا لوالديهما إنهما لو تحدثا “لغتهما” سيذهبان إلى الجحيم. وتعرض بعض الأطفال للضرب بسبب تحدثهم الهايدا.
وتضيف براون: “كانت القيود على اللغة وسيلة للسيطرة علينا… خطة لدمجنا بنسبة 100 في المئة.”
وقال غواي إن أغلب الهايدا يرون أنهم محتلين، ومازالوا محبطين لعدم قدرتهم الحديث بلغتهم على أرضهم.
وبحسب اليونسكو، يوجد 70 لغة معروفة للسكان الأصليين في كندا. ويقول مركز السكان الأوائل الثقافي إن موطن نصف هذه اللغات في مقاطعة بريتش كولومبيا، التي يوجد بها نحو 172,520 شخصا من السكان الأصليين. لكن ثلاثة في المئة فقط يتحدثون لغة أصلية بطلاقة.
وبالنسبة لسيناريو الفيلم، فقد كُتب بالإنجليزية أولا، ترجمه الكبار. وتصف إريكا الكبار بأنهم “نبض القلب والعمود الفقري” للمشروع.
ويدرس لغة الهايدا حاليا 265 شخصا، كما يتم تعليمها الآن في المدارس، والفيلم جزء مهم للغاية في هذه العملية التعليمية.

مصدر الصورة: getty images

للمزيد:

(أفنجرز: إند جيم) يسجل أرقاما قياسية لإيرادات السينما

أكثر رجال العالم جاذبية يدخل القفص الزوجي.. والزفاف في المغرب