أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رويترز)

أثناء وجوده في السجن فكر المؤلف الموسيقي والملحن الإيراني مهدي رجبيان في تسجيل ألبوم مع فنانين من أنحاء الشرق الأوسط، وهي فكرة تحققت بالفعل بصدور الألبوم في شهر مارس آذار.

ويضم الألبوم، ومدته 40 دقيقة، 11 مقطوعة موسيقية، وأُبدع بتعاون عن بُعد بين أكثر من 100 موسيقي من 12 دولة.

وقال الملحن والمنتج الموسيقي الإيراني مهدي رجبيان “كتبت بدايات الألبوم عندما كنت في السجن. ثم اتصلت بموسيقيين آخرين في المنطقة ليرسلوا لي مؤلفاتهم الموسيقية الأولية. الشيء الأساسي الذي يمكنني قوله عن هذا الألبوم … يضم مساهمات من 100 موسيقي من 12 دولة”.

وينتمي الموسيقيون الذين تعاونوا في إصدار الألبوم لدول منها اليمن والعراق ومصر وسوريا. وعبر المشاركون عن أملهم في أن تبعث الموسيقى رسالة سلام.

وأضاف رجبيان “كموسيقي ومن خلال لغة الموسيقى، أشعر أن الناس في الشرق الأوسط لديهم رغبة في السلام وحاجة لحقوق الإنسان. منطقة الشرق الأوسط ليست غريبة على الصراعات، والأهم أن الناس العاديين في المنطقة أحسوا بالضرر والدمار الناجمين عن الحرب”.

وسجل الموسيقيون المقطوعات الموسيقية دون أن يسافروا أو ينتقلوا من أماكنهم، وشارك بعضهم على الرغم من الظروف الصعبة التي كان يعيش فيها والتي تعكسها موسيقاه.

وقال رجبيان إن من بين الفنانين الذين شاركوا في الألبوم فنان لاجئ سجل موسيقاه على قارب في عرض البحر وآخر سجلها بينما كانت السماء تمطر قنابل من حوله، واللحن الناتج كان مزيجا بين الموسيقى وصوت الانفجارات.

وأُرسلت جميع المقطوعات الموسيقية إلى رجبيان الذي قام بعملية الدمج النهائي بينها في إيران. وانبهر الملحن الإيراني بشأن حالة الاتساق التي خرجت بها المقطوعات بأسلوب وإحساس متماثلين، وهو ما يعكس تجربة الألم المشترك الفريدة للموسيقيين المشاركين.

وبعد أن أمضى سنوات في دراسة موسيقى الشرق الأوسط والتواصل مع الموسيقيين من المنطقة، أنشأ رجبيان بالفعل الشبكة التي يحتاجها لإصدار الألبوم.

وقال الموسيقي الفلسطيني وسيم قسيس “أنا سعيد جدا بالمشاركة بهذا العمل، عمل جدا رائع، بأشكر كل الأصدقاء اللي ساعدوني في هذا العمل واللي حطوني على تواصل مع الموسيقي الإيراني مهدي رجبيان اللي هو صاحب هذه الفكرة. كثير فكرة رائعة إنه يجمع موسيقيين من عدة دول، خصوصا هاي الدول مش عادية، يعني دول بتعاني، شعوبها بتعاني، كل حدا بحالته الخاصة”.

وعندما بدأ التفاوض مع الفنانين، اكتشف رجبيان اهتمام كثيرين منهم وتطلعهم للتعاون. وقال الموسيقي الإيراني إن بعضهم قدم مساهمات لتغطية نفقات إنتاج الألبوم.

وقال الموسيقي اليمني الفارس “شاركنا أنا وعدد من الموسيقيين العالميين في ألبوم يتحدث عن السلام، الألبوم اقترحه الأستاذ مستر رجبيان، موسيقي عالمي معروف، والحمد لله توفقنا في نجاح إنه تم التسجيل من قبلنا، والحمد لله، إن شاء الله يكون في ذلك الخير والبركة، والألبوم يتكلم عن السلام، يتكلم عن الحروب التي تعاني منها البلدان يعني، منها بلادنا اليمن”.

وغطى رجبيان أيضا بعض النفقات، موضحا أن الألبوم مستقل وغير مدعوم من قبل أي مؤسسة أو صندوق.

وبدأ شغف الفنان الإيراني بالموسيقى في سن مبكرة، عندما لجأ لتفسير الألحان بصريا إلى ألوان وصور وقصص.

وعلمه ما وصفه بأنه “وجهة نظر بصرية طفولية” أهمية الموسيقى بسبب الرسالة التي ورائها.

وقال “على المرء أن يتذكر أن الحروب الكبرى في التاريخ بدأت بدق الطبول”.

ويضع رجبيان حاليا الرسالة والفلسفة أولاً قبل أي شيء آخر، لكن شغفه بالموسيقى جلب له مشكلات في بلده.

وقال رجبيان إنه ممنوع في إيران وأمضى عامين في السجن بسبب موسيقاه.

وأضاف أنه أضرب عن الطعام ووضع في الحبس الانفرادي.

لكنه لم يظهر أي بادرة للبعد عن الموسيقى، وقال “لقد اخترت طريقي منذ سنوات”.

ويقول رجبيان إنه لا فرق عنده بين الوجود في السجن أو خارجه، لأن “عليه قيودا شديدة على أي حال”.

ويوضح أن كون فكرة ألبومه الجديد جاءته أثناء وجوده في السجن دليل على أنه “لا شيء يمكنه سجن الفن”.

وأصدرت شركة سوني ألبوم رجبيان المتاح على تطبيق آي تيونز، وهو تطبيق مجاني من شركة أبل يتيح تنظيم وتشغيل الموسيقى الرقمية، وشركة أمازون وخدمة سبوتيفاي التجارية للأغاني.

المزيد:

بلوحات ناقصة.. فنانات ينظمن احتجاجا على فجوة الأجور