بريطاني يعثر على عظام أضخم ديناصور
- بريطاني يعثر على عظام أكبر ديناصور
- تجاوز طول هذا الحيوان الضخم 10 أمتار
- يعتبر “وايت روك سبينوصور” أكبر ديناصور مفترس عُثر عليه في أوروبا
توقع علماء أن متحجرات عمرها 125 مليون سنة لديناصور عملاق يشبه رأسه التمساح، اكتشفها أحد أبرز هواة البحث عن الأحافير، تعود على الأرجح إلى أكبر حيوان مفترس عاش في أوروبا على الإطلاق.
وعثر على معظم عظام الحيوان ذي القائمتين والذي ينتمي إلى فصيلة السبينوصوريات، هاوي جمع المتحجرات البريطاني الراحل نيك تشايس الذي أمضى حياته يتجوّل على شواطئ الجزيرة الواقعة على الساحل الجنوبي لإنكلترا بحثاً عن بقايا ديناصورات.
واستخدم باحثون من جامعة ساوثمبتون العظام القليلة المتوفرة لتحديد ما أطلقوا عليه تسمية “وايت روك سبينوصور” أو سبينوصور الصخرة البيضاء، على ما ذكروا في دراسة نشرتها الخميس مجلة “بير جاي”.
وقال كريس باركر، وهو طالب دكتوراه والمعد الرئيسي للدراسة، إنّ “هذا الحيوان كان ضخماً وتجاوز طوله العشرة أمتار، وإن استندنا إلى بعض المقاييس ربما يمثل أكبر ديناصور مفترس عُثر عليه في أوروبا”.
وفيما أكد باركر أنّ توفر مزيد من العظام كان ليكون أفضل للدراسة، قال لوكالة فرانس برس إنّ “الأرقام لا تكذب. هي أكبر من تلك الخاصة بأكبر فصيلة معروفة” عُثر عليها سابقاً في أوروبا.
وأيّد توماس ريتشارد هولتز، وهو عالم متحجرات متخصص في الأحافير الفقارية من جامعة ميريلاند لم يشارك في الدراسة، فكرة أنّ المتحجرات الجديدة المكتشفة “تبدو أنها أكبر” من حيوان مفترس ضخم اكتُشفت بقاياه المتحجرة في البرتغال.
وعاش “وايت روك سبينوصور” الذي يأمل الباحثون في تصنيفه كنوع جديد، في العصر الطباشيري المبكر قبل نحو 125 مليون سنة.
وأوضح باركر أنّه يمثل أصغر حيوان من فصيلة السبينوصوريات يُعثر عليه في بريطانيا، أي أصغر بمليوني أو ثلاثة ملايين سنة من نوع باريونيكس المعروف.
وتشتهر السبينوصوريات برؤوسها الطويلة، وتشبه جمجمتها التماسيح خلافا لجمجمة التيرانوصورات المربعة.
وتشير النظرية السائدة التي تفسر هذه السمة إلى أنّ السبينوصورات كانت تصطاد الحيوانات في الماء وكذلك على اليابسة.
وقال باركر “إنّها كطيور اللقلق والبلشونيات، تتجول في المياه وتصطاد الأسماك على سطحها”.
وعُثر على المتحجرات التابعة لـ”وايت روك سبينوصور” في منطقة ساحلية تضم بحيرات شاطئية عادةً ما يُعثر فيها على عدد قليل من متحجرات الديناصورات.
وأضاف باركر أنّ هذا الاكتشاف “يساعد في وضع تصوّر يوضح كيف كانت الحيوانات تعيش خلال تلك المرحلة، إذ يفتقد إرث علم المتحجرات في بريطانيا إلى معلومات واضحة ودقيقة في هذا الشأن”.
وكانت مجموعة العلماء اكتشفت سابقاً نوعين جديدين من السبينوصوريات في جزيرة وايت، منها “سيراتوسوكوبس أنفريديوس” التي أطلق عليها تسمية “بلشون الجحيم”.
وقال دارن نايش المشارك في إعداد الدراسة إنّ اكتشاف “هذا الحيوان الجديد يعزز نظريتنا السابقة المنشورة العام الماضي والتي تشير إلى أنّ الديناصورات من فصيلة السبينوصوريات نشأت وأصبحت متنوعة في أوروبا الغربية قبل أن تنتشر في أماكن أخرى”.
وأشاد علماء المتحجرات بنيك تشايس الذي كان يعطي للمتاحف أي متحجرات يعثر عليها.
وقال جيريمي لوكوود، وهو طالب دكتوراه في جامعة بورتسموث وشارك في إعداد الدراسة، إنّ “معظم هذه المتحجرات المميزة عثر عليها نيك تشايس الذي يشكل أحد أبرز الهواة الماهرين في العثور على بقايا ديناصورات في بريطانيا، وتوفي للأسف قبيل جائحة كوفيد-19”.
ورأى باركر أنّ “قدرة تشايس المدهشة” في العثور على المتحجرات تؤكد أنّ “إحداث تأثير في هذا المجال لا يقتصر فقط على علماء المتحجرات المحترفين”.
وأضاف أنّ هذا الاكتشاف “يسلط الضوء على حقيقة أنّ لهواة الجمع دوراً كبيراً في علم المتحجرات الحديث وأنّ سخاءهم يساعد في تطوّر العلم”.
ويرحّب العلماء بمزيد من المتحجرات التابعة لـ”وايت روك سبينوصور” إن رغب أي هاوي جمع في مواصلة المهمة التي بدأها تشايس.
وقال باركر “نأمل أن يتمكّن أحدهم من جمع بعض المتحجرات وإعطائها لنا”.