تُستخدم في هلسنكي، العاصمة الواقعة في أقصى شمال الاتحاد الأوروبي، ما يصل إلى 250 آلة لجرف الثلوج لتجنب الشلل الذي أصاب مدنا أوروبية كثيرة بعدما تساقطت كميات كبيرة من الثلوج عليها هذا العام.

وإذا كانت العاصمة الفنلندية أكثر اعتيادا على العواصف وأكثر جهوزية من مدن مثل مدريد الإسبانية وميلانو الإيطالية، فقد شهدت هلسنكي تساقطا استثنائيا للثلوج في الأيام الأخيرة أظهرت خلاله خبرتها في هذا المجال.

وفي ظلام الشتاء، تستعد أربع كاسحات ثلجية مهيبة لتنظيف أحد الشرايين الرئيسية في المدينة التي اجتاحتها الرياح الجليدية.

وقبل ساعات قليلة، حذر نظام الإنذار في المدينة قائد الفريق من توقع تساقطات جديدة للثلوج.

وبهدف مواجهة الثلوج الذي وصلت سماكتها في بعض الأماكن إلى 60 سنتيمترا في ثلاثة أيام، تم حشد 400 موظف في “ستارا”، خدمة الصيانة في العاصمة، وهم يعملون مناوبة على مدار 24 ساعة في اليوم

السكان جاهزون 

لكن هذا التحضير للظروف المناخية الصعبة له ثمن حيث تنفق العاصمة الفنلندية حوالى 25 مليون يورو سنويا على الصيانة الشتوية، ما يسمح للمدارس والشركات بالبقاء مفتوحة.

كذلك، توفر الشوارع المغطاة بالثلوج مشهدا ممتعا للسكان، فيما يتزلج أطفال على الثلوج المتراكمة كما أن متزلجين عبر البلاد يشقون طريقهم على أرصفة المدينة.

وتسبب الطقس السيّئ الأسبوع الماضي ببعض التأخيرات في النقل تم حلها بسرعة. لكن هذا الوضع لا يقارن بوضع مدن أوروبية أخرى، مثل مدريد أو مناطق معينة من المملكة المتحدة عانت شللا بسبب تساقط الثلوج بكميات كبيرة.

وقالت جيسي كريستيان وهي مدربة تعيش في هلسنكي “لقد عملنا طوال الأسبوع من المكتب. بالطبع، كان الوصول إلى هناك أصعب قليلا مع تساقط الثلوج، لكننا نجحنا”.

وتابعت الشابة البالغة من العمر 29 عاما “أحد الأشياء التي أحبها في فنلندا هو أنه عندما تتساقط الثلوج، يكون السكان مستعدين”.

كن الحفاظ على نشاط العاصمة له كلفة بيئية أيضا، إذ تجرف الثلوج في البحر، مع النفايات والحصى وبقايا الإطارات المطاطية، أو يتم تذويبها في برك من المياه الساخنة التي تستهلك الكثير من الطاقة.

تحويل الثلوج إلى طاقة

بحثا عن وسائل أكثر مراعاة للبيئة، أطلقت المدينة دعوة لإيجاد حلول في العام 2019.

وقال تيرو كوبينين مدير الإنتاج في “ستارا”، “بالإضافة إلى الأخطار البيئية، لدينا مشكلة التخطيط المكاني في هلسنكي: لا توجد مستودعات كافية لتلبية الحاجات المتزايدة للمدينة”.

ومن بين المشاريع المختارة، نظام لتصفية الأجسام الملوثة عند إلقاء الثلج في البحر، وطريقة أكثر فعالية في استخدام الطاقة لإذابة الثلوج في المياه، يجري اختبار نظامين جديدين في الوقت الراهن.

وهناك مشروع آخر يتمثل في إذابة الثلوج في الأحياء التي تتساقط فيها، لتجنب نقلها، باستخدام الحرارة من أنظمة التدفئة الحضرية.

وأضاف كوبينين “نحن ندرس الفكرة المثالية وهي استخدام المياه المذابة لتوليد الطاقة بالتحليل الكهربائي لأنظمة خلايا الوقود”.
وختم “لكننا بعيدون جدا عن تطبيقها”