أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

قد تكون الصحة النفسية ليست في أولويات بعض الأشخاص الذين منهم من يركز على الصحة الجسدية مثلا ، لكن علمياً

لكي يقوم الفرد بأداء واجباته ومهامه الذاتيّة والاجتماعيّة على أكمل وجه لا بد أن يكون متمتّعاً بصحة نفسيّة عالية تخلو من الاضطرابات والمشاكل التي تؤثر بشكل سلبيّ في بذله وعطائه وإنجازاته، فالفرد المصاب باضطراب أو خلل نفسيّ له أثر سلبي يعود على ذاته وعلى الآخرين من حوله.

ولأهمية الصحة النفسية على الإنسان تحتفي كثير من دول العالم في ال10 من شهر تشرين الاول اكتوبر من كل عام

باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يأتي هذا العام في وقت تغيرت فيه حياتُنا اليومية تغيراً كبيراً نتيجة لتبعات جائحة كورونا المستجد كوفيد-19.

اذ جلبت الأشهر الماضية معها العديد من التحديات بالنسبة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية في ظروف صعبة ويذهبون إلى العمل وهم يخشون من حمل كوفيد-19 معهم عند عودتهم إلى المنزل؛ والطلاب الذين اضطروا إلى التكيّف

مع حضور الدروس في المنزل، والتواصل بقدر محدود مع المعلمين والأصدقاء ، وشعروا القلق على مستقبلهم ،والعمال الذين تتعرض سبل عيشهم للخطر، والعدد الهائل من الأشخاص الذين وقعوا في براثن الفقر أو الذين يعيشون في بيئات إنسانية هشة

ويفتقرون إلى الحماية من كوفيد-19.

هذا الوضع فرض مزيدا من الضغوط النفسية على البشر وعَمق من آلام مرضى الاضطرابات النفسية والاكتئاب والتوحد وأضفى تحديات ومسؤوليات جديدة على العاملين في مجال الرعاية الصحية.

الصحة النفسية أساسا تعد من المجالات المهملة رغم أهميتها القصوى، في ظل معاناة نحو مليار شخص من الاضطرابات النفسية وانتحار شخص كل 40 ثانية ووفاة 3 ملايين سنوياً نتيجة تعاطي الكحول.

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من مليار شخص يعانون من الاضطرابات النفسية مع توقعات بأن يتضاعف الرقم، خاصة أن أي شخص في أي مكان يمكن أن يقع فريسة لها أو يتضرر منها.

بالإضافة للأشخاص المصابين بالحالات الصحية النفسية والذين يعاني العديد منهم من العزلة الاجتماعية أكثر من ذي قبل، ناهيك عن هؤلاء الذين يواجهون الحزن على رحيل شخص عزيز عليهم لم يتمكنوا في بعض الأحيان من وداعه.

هذا و أصبحت العواقب الاقتصادية المترتبة على هذه الجائحة محسوسة بالفعل، حيث سرّحت الشركات موظفيها في محاولة لإنقاذ أعمالها، أو أغلقت أبوابها بالفعل.

واستناداً إلى الخبرة المكتسبة من الطوارئ الماضية، يُتوقع أن تزداد الحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي زيادة كبيرة في الأشهر والسنوات المقبلة . وأصبح الآن الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي في برامج الصحة النفسية،

التي عانت بالفعل على مدى سنوات من النقص المزمن في التمويل، أكثر أهمية مما كان عليه في أي وقت مضى.

ولهذا السبب فإن الهدف من حملة اليوم العالمي للصحة النفسية لهذا العام هو زيادة الاستثمار في الصحة النفسية.