أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أمين الدزيري)

 

”ساعة القيامة” هي ساعة رمزية علقت على جدران جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1947 في اشارة إلى احتمالية فناء البشر بسبب حرب نووية، وتشير عقاربها الآن الى دقيقتين ونصف قبل منتصف الليل، فيإشارة الى أنه ان كان عمر البشر على كوكب الأرض 24 ساعة فإن الباقي من زمن البشرية هو دقيقتين ونصف فقط.

الساعة أنشأت من طرف علماء عقب التفجيرين الذريين لهيروشيما وناجازاكي والتسابق الدولي نحو التسليح النووي..

الأبحاث التي  درست العوامل التي قد تتسبب بفناء البشر واختفاءهم عديدة وأغلبها وضعت الانسان في قفص الاتهام كالحروب النووية والبيولوجية والاحتباس الحراري بسبب التلوث وربما أوبئة قاتلة مفتعلة.

الضرر الذي يحدثه الانسان بالأرض جلي وما الصور التي  تداولتها عديد المواقع والتي أبرزت التغير الطفيف الذي سببه الحجر الصحي المفروض على العالم الا دليل على ذلك،

كصورة جبال الهمالايا التي التقطت من على بعد ٢٠٠ كلم بعد انجلاء سحابة الهواء الملوث فوق ضواحي الهند.. ايضا انباء عن تعافي ثقب الأوزون وانخفاض معدلات انبعاثات الكربون وغيرها من التغييرات الإيجابية والتي بدأت في البروز بعد أشهر قليلة فقط من التوقف الجزئي للحياة على سطح الأرض.

ولكن ماذا لو اختفى البشر جميعا في غمضة عين؟ ما الذي يمكن أن يحصل على المدى القريب والبعيد؟

في حقيقة الأمر الأرض لن تستغرق وقتًا طويلًا لإعادة ضبط نفسها والأخذ بزمام الأمور , ولكن العملية ستكون مُرعبة وعنيفة..

 

الثواني الأولى بعد انقراض البشرية..

الثواني الأولى لاختفاء البشر ستبدو جنونية .. وسائل النقل كالقطارات والحافلات والسيارات ستستمر بالحركة حتى تصطدم ببعضها البعض وبالمباني وتبدأ في التحطم.

المشهد سيكون مشابها للصورة التي لا تُنسى في أحد صباحات السويد عندما تحولت القيادة فيها من الجانب الأيسر من الطريق إلى الأيمن!

 

سيعم الظلام الكوكب!

بعد ساعات قليلة من اختفاء البشر، سوف يعم الظلام الكوكب باعتبار أنّ معظم محطات توليد الطاقة تعمل على الوقود , وبدون وجود البشر لن تكون قادرة على العمل . ومع مرور الوقت، ستنفذ الطاقة من محطات توليد الكهرباء وحتى الألواح الشمسية في نهاية المطاف ستتغطى بالغبار. وسيبدأ الظلام بالتسلل شيئًا فشيئًا ما سيؤدي إلى إطفاء كافة أجهزة الكمبيوتر، وسقوط الطائرات والمركبات الطائرة. وبهذا يكون عصر الطيران قد انتهى رسميًا.

 

عشرة أيام ستكون كفيلة بالقضاء على الحيوانات الأليفة المحبوسة في المنازل بسبب الجوع والعطش,  والملايين من الدواجن وحيوانات المزارع و التي ان لم تمت جوعا ستموت فريسة للحيوانات المفترسة التي ستهرب من المحميات والأقفاص بحثا عن الطعام

 

انفجارات نووية

أشهر قليلة كفيلة بتبخير مياه التبريد في محطات الطاقة النووية والتي ستنتهي بانفجارات نووية في جميع أنحاء العالم. مع ذلك سيتعافى الكوكب من النشاط الإشعاعي في النهاية.

 

بعد سنة واحدة ستستعيد الطبيعة حيويتها بعد اختفاء الإشعاع وتحسن نوعية الرؤية. الحيوانات تبدأ بغزو منازل البشر. لكن الجميل في الأمر , أن الصراصير ستختفي أخيرًا لأنها غير قادرة على البقاء على قيد الحياة بدون التدفئة الصناعية.

 

بعد 15 سنة، ستكون كل الطرقات مغطاة بالطحالب. ومع كل عقدٍ من الزمن، ستنتشر المزيد من النباتات لتُغطي الآثار البشرية. ستتعفن المنازل وتتعطل السدود والجسور وستُصبح لندن مغطاة تمامًا بالطحالب والمستنقعات.وبعد 50 عامًا، سترتفع نسبة وجود السمك في البحار والمحيطات والأنهار بشكل ضخم جدًا.

 

 نهاية المدن الكبيرة

300 سنة ستكون كفيلة باختفاء كبرى المدن ومحو معالمها .. برج ايفل سيتحول لمأوى للخنازير البرية وستبدأ المباني المعدنية والجسور والأبراج في التفكك بسبب التآكل.كما ستختفي جميع المدن الواقعة على السواحل تدريجيًا بسبب الأعاصير والفياضانات.

 

هل كان يوجد بشر هنا؟

بعد 10000 سنة ستضل المباني المصنوعة من الحجارة الصلبة مثل الأهرامات وسور الصين العظيم وجبل رشمور في الولايات المتحدة الأمريكية الدليل الوحيد المتبقي لوجود أثر بشري.

ولكن بعد بضعة ملايين من السنين، سيمحى أي أثر له علاقة بالإنسان من على وجه الأرض .وفي حال نشأ نوع عاقل جديد بعد ذلك , قد لا يعي أو يعلم بوجودنا من قبل.

في الختام كل ما ذكرناه يبقى نظريات تسكن خيال كتاب ومخرجي أفلام الخيال العلمي , ولكنه في المقابل دليل على أن البشر في حاجة للأرض أكثر من حاجتها إلينا .. لا يمكننا العيش اذا مرضت وفسدت , ولكن بدون البشر يمكنها التعافي والنمو والازدهار.

 

للمزيد: كبسولة الزمن ..طي ورقة 42 مرة يوصلنا للقمر.. ما علاقة هذا بكورونا!!