أخبار الآن | بغداد – العراق (صحف)

يحاول مسؤولون في المتحف الوطني العراقي، إحصاء كنوز العراق المنهوبة، أملاً بأن يتمكن البلد الذي مزقته الحرب لسنوات طويلة من ضم تلك الكنوز التي تشكل جزءا من هويته وحضارته.

وفاء حسن عالمة آثار، ورئيسة قسم بالمتحف الوطني، تحاول وهي تجلس على مكتبها، احصاء وحصر قائمة بالآثار القديمة التي اكتشفت أصلاً في العراق، وهي الآن منتشرة في جميع أنحاء العالم.

وتقول: “إنهم في الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا ولبنان وإسبانيا وفي كل مكان”. “إنهم ينتمون إلينا، ونحن نحاول جاهدين أن نعيدهم جميعًا”.

وتؤكد أنها كلفت بالعثور على آلاف القطع الأثرية التي نُهبت من العراق وتم نقلها إلى متاحف حول العالم بهدف استعادتها.

استعادة آثار العراق، تشكل قضية شائكة منذ عقود، وتحتوي حدود العراق على مناطق تشكل أهم الأراضي التي تحتوي على قطع أثرية في العالم.

وشكلت الحرب وعدم الاستقرار ، سببا رئيسيا لتزايد نشاط مهربي الآثار وتجارتها، و قام علماء الآثار الأوروبيون بنقل مكتشفاتهم بشكل روتيني إلى بلدانهم الأصلية في أوائل القرن العشرين.

كان الحفر غير القانوني شائعًا في عهد الرئيس السابق صدام حسين، خاصة بعد حرب الخليج الأولى. ولكن بعد دخول الجيش الأمريكي إلى بغداد عام 2003، تم نهب أعداد هائلة من الآثار في المتاحف.

في 10 أبريل 2003 ، بعد فرار الجنود العراقيين وقبل وصول القوات الأمريكية، تم نهب المتحف الوطني بالكامل حيث كانت تعمل حسن، وسُرق أكثر من 15000 قطعة – من الأختام الأسطوانية الصغيرة إلى تمثال بلا رأس للملك السوميني انتيمينا.

واعتبر نهب المتحف الوطني في بغداد من أعظم الجرائم المرتكبة ضد التراث الثقافي.

أعيد افتتاح المتحف في عام 2015 إلا أن سيطرة داعش على ثلث البلاد في ذلك الوقت، أدت إلى تدمير وتهريب الآلاف من القطع الأثرية.

إن شغف حسن بالآثار التاريخية لبلدها يدفعها على الدوام للتحدث مع الزوار وشرح كل المعروضات في المتحف الوطني.

وتقول: “نحن دولة ذات تاريخ غني، حيث عاش الكثير من الناس القدماء هنا. إذا ذهبت إلى بابل، فإن الأرض مليئة بالقطع الأثرية، مثل الزهور”. وتضيف: “الكثير مفقود”.

يوجد على الحائط خلف مكتبها ملصق يحمل عبارة “القائمة الحمراء” بأحرف عملاقة، كما يوجد عليها عشرات الصور للعناصر المفقودة التي تحاول العثور عليها من بينها لوحة من الطين مع كتابة مسمارية من مدينة أوروك السومرية القديمة ، والتي يرجع تاريخها إلى حوالي 3500 قبل الميلاد، واسطوانة تحمل اسم الملك الآشوري آشوربانيبال من بابل، من القرن السابع قبل الميلاد.

حسن وفريقها المؤلف من 7 من المختصين، يبحثون عن الكنوز المفقودة عبر الإنترنت. كل عنصر يجدونه يتطلب جهوداً مختلفة، فعلى سبيل المثال، القطع المهربة في متاحف عواصم أوروبية، يتم استخدام الطرق الدبلوماسية لاستردادها، في حين أن جامعي الآثار من الأشخاص فيتم بذل جهود أخرى معهم لاستعادة الآثار المنهوبة.

وتقول حسن: “الشيء الأكثر أهمية هو المزادات”. وتضيف: “ننظر إلى ما يتم بيعه، وعندما نجد شيئًا ما، فإننا نكافح بشدة لاستعادته”.

لقد جعلها تلك الوظيفة على اتصال بالوكالات الحكومية وقوات الشرطة والإنتربول وجامعي المتاحف والسفارات في جميع أنحاء العالم. وتقول إن الوكالات الحكومية تتعاون مع عملها، وتبذل قصارى جهدها للمساعدة، لكنها تقوم بمعظم العمل من مكتبها في المتحف.

وتوضح: “لا أستطيع الذهاب لرؤية العديد من هذه القطع الأثرية”.

وتؤكد حسن: “علينا أن ندفع للمحامين في البلاد للذهاب للحصول عليها، في بعض الأحيان، يتعين علينا ترك بعض القطع الأثرية لأننا لا نملك المال اللازم لشرائها “.

وتم استرداد ما يقرب من نصف الأشياء التي نُهبت في عام 2003 بمساعدة العديد من الحكومات الأجنبية والشرطة، وفي مارس من هذا العام، أعادت الحكومة البريطانية حجرًا مسماريًا نادرًا تم الاستيلاء عليه في مطار هيثرو أثناء محاولة لتهريبه إلى بريطانيا.

مصدر الصورة: AFP

إقرأ أيضا:

اليونسكو تدرج بابل العراقية على لائحة التراث العالمي