أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أراجيك)

هل تبحث عن طرق جديدة لتزيد من إنتاجك؟ ربما فكرت في استخدام نفس الطرق التي كانت بعض الشخصيات التاريخية من موسيقيين وفنانين وسياسيين تستخدمها. معظمهم كان يقضي أيامه بشرب جرعات منتظمة من الكافيين، لكن القلة كانت لهم عادات غريبة ساعدتهم على العمل بسرعة وفعالية أكبر.

من إدمان تشارلز ديكنز للنظام إلى الحيلة التي قاوم بها أحد السياسيين اليونان القدماء المماطلة والتسويف، فيما يلي شخصيات تاريخية كانت لها طرق غير تقليدية لإنجاز مهامها.

تشارلز ديكنز

طرق غريبة استخدمتها أشهر الشخصيات التاريخية في العمل

كان كاتب رواية “قصة مدينتين” و “كريسماس كارول” معروفاً بأنه متطلب ونيق فيما يتعلق بظروف عمله. التزم بجدول “عسكري” صارم، فكان يكتب دائماً في مكتبه بين التاسعة صباحاً والثانية ظهراً، ثم يذهب بنزهة على الأقدام لمدة ثلاث ساعات.

طالب ديكنز جميع من في منزله بالصمت التام خلال ساعات عمله، وأن ترتب أقلامه ومحابره ومجموعة من التماثيل الصغيرة بشكل خاص على مكتبه لتساعده على التفكير.

حافظ الكاتب على عاداته هذه أينما سافر، وكان حتى يعيد ترتيب أثاث غرف الفنادق ودور الضيافة لتصبح مشابهة لمكتبه قدر المستطاع.

 امتدت عادات ديكنز الغريبة إلى غرفة نومه، فقد نام دائما مواجهاً للشمال لاعتقاده أن ذلك يجعله متراصفاً بشكل أفضل مع التيارات الكهربائية الأرضية.

بيتهوفن

طرق غريبة استخدمتها أشهر الشخصيات التاريخية في العمل

قام لوفيك فان بيتهوفن بمعظم عمله وهو يتحرك. بعد فطوره اليومي المكون من القهوة فقط – كان غالباً ما يعد 60 حبة من البن لاستخدامها في القهوة– كان المؤلف يعمل لعدة ساعات في مكتبه قبل أن يخرج في نزهات طويلة.

من المفترض أن هذه الرحلات الممتعة ساعدته على تحفيز إبداعه، غالباً ما كان يتوقف أثناء سيره ليدون باختصار وعلى عجل مجموعة من العلامات الموسيقية على دفتر كبير.

في حال كانت عملية التأليف بطيئة، كان المؤلف ينسخ بعض مؤلفات الموسيقيين الآخرين ليدرس أسلوبهم. من الممكن أيضاً أن بيتهوفن ألف الموسيقى أثناء استحمامه.

حسب سكرتيره Anton Schindler كان غالباً ما يتحرك بسرعة داخل غرفته، ويصب بشكل متكرر عدة أباريق من المياه على يديه، بينما يهمهم بعض الألحان ويحدق قبالة الفضاء “بتأمل عميق”.

مارسيل بروست

طرق غريبة استخدمتها أشهر الشخصيات التاريخية في العمل

أثناء كتابته لروايته الضخمة المؤلفة من 3000 صفحة “In Search of Lost Time” (والمعروفة أيضاً ب”Remembrance of Things Past”) في بداية تسعينيات القرن الماضي، عاش الكاتب الفرنسي مارسيل بروست داخل حدود غرفة نومه.

كان عادة ما يستيقظ في الثالثة أو الرابعة ظهراً، ومن ثم يشرب القهوة ويتناول “الكرواسون”، وغالباً ما تكون وجبته الوحيدة طول اليوم، وبعدها يدخن غليونه الذي احتوى على التبغ المخلوط بالأفيون، الذي اعتقد أنه يساعده في تحمل مرض الربو.

عمل بروست على كتابة روايته في سريره مستلقياً على مجموعة من الوسائد الرقيقة، وعلى الرغم من ظروف العمل التي تبدو مريحة، استمر الكاتب بالقول أن كتابة روايته كانت عملاً شاقاً و مرهقاً.

سلفادور دالي

طرق غريبة استخدمتها أشهر الشخصيات التاريخية في العمل

يعتبر أحد أسياد الفن السريالي، وهي مدرسة فنية تهدف إلى الاستفادة من العقل اللاواعي والوصول إلى كنوزه الدفينة. استعمل دالي الخدع العقلية ليجرب ويخلط الحد الفاصل بين أحلامه وواقعه، وهذا ما ساعد عقله في إنتاج الصور الهذيانية “الهلوسية” التي رسم من خلالها لوحات مثل “The Persistence of Memory” و”Swans Reflecting Elephants”.

إحدى تقنياته الحقيقية والمجربة كانت إمساكه لمفتاح معدني فوق وعاء من القصدير أثناء وقت قيلولته، وعندما يبدأ بالنوم يسقط المفتاح من يده ويستيقظ، وهذا ما أعطاه فرصة لتسجيل الصور الغريبة التي ينتجها عقله.

اخترع دالي طريقة خاصة أطلق عليها اسم “Paranoid-Critical” “جنون الشك-الحرج”، كان يعمل الفنان من خلال هذه الطريقة على إيصال نفسه لحالة من جنون الشك والعظمة من خلال إطالة التفكير بشكل متعمد بأفكار غريبة وغير منطقية، وعندها يبدأ برسم الصور التي يراها في عقله.

بورهوس فريدريك سكينر

هو أخصائي علم النفس وسلوكي ومؤلف ومخترع وفيلسوف اجتماعي أمريكي، ابتكر سكينر غرفة الإِشْراطٌ الاسْتِثَابِيّ، وابتكر فلسفته الخاصة في العلم التي تسمى السلوك المتطرف، وأسس مدرسته في البحث التجريبي في علم النفس، وهي التحليل التجريبي للسلوك.

تُوِّج تحليل سكينر لسلوك الإنسان بعمله في السلوك اللفظي، الذي شهد حديثا تطوراً هائلاً في المجال التجريبي والإعدادات التطبيقية، وفي دراسة أجريت في يونيو عام 2002، صنف سكينر بصفته الأخصائي الأكثر تأثيراً في علم النفس في القرن العشرين.

عمل وفق جدول صارم، واستخدم مؤقتاً زمنياً ليذكره بوقت البداية والتوقف عن الكتابة. كتب في مذكراته أنه كان يسجل كل اثنتي عشرة ساعة إنتاجية عمله، حيث كان يرسم نقطة على منحن تراكمي يظهر له ميله إنتاجيته بشكل عام.

إضافة إلى تقسيم أوقات اليوم وتحليل العمل اليومي كان سكينر يؤيد ما يسمى بالنوم المتقطع، فغالباً ما كان أخصائي علم النفس يستيقظ بعد منتصف الليل ليعمل لمدة ساعة ليعود بعدها إلى نومه.

ديموسثينيس

كان رجل الدولة والسياسي الإغريقي ديموسثينيس معروفاً بقدرته على إلقاء الخطب المثيرة والمحمسة دون جهد يذكر، جاءت مهارته في الخطابة من خلال اتباعه لنظام صارم وغالباً غير عادي.

قضى ديموسثينيس ساعات طويلة في دراسة فن الخطابة والقانون في مكتب تحت الأرض صنع خصيصاً له، وتدرب مع ممثل ليتعلم كيفية السيطرة على حركات جسمه.

للتغلب على لثغته وقصر أنفاسه، كان يتحدث وهو يضع الحصى في فمه، ويلقي خطاباته بصوت مرتفع وهو يركض صاعداً أحد الهضاب، لكن أغرب شيء كانت طريقته في مواجهة المماطلة والتسويف، فقد حلق ديموسثينيس نصف شعر رأسه بهدف أن تبدو هيئته مضحكة، وبهذا يضطر للبقاء في منزله والتركيز على دراساته.