أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)

الموسيقى في مواجهة الموت، قد يكون المشهد الصادم الأبرز في مكان عج ببقايا الانفجار، هكذا عبر عازف التشيلو العراقي كريم وصفي حينما عزف الموسيقى مكان الانفجار، البعض لم يتوقف عند المشهد، وهناك من ظنوه مجنونا، ورأى كثيرون في هذه اللفتة رغبة في الانتصار للحياة وتحدي الموت الذي يواجهه العراقيون بشكل يومي. 

هذه هي الانطباعات التي يخرج منها من يتابع التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي على صورة للموسيقي العراقي كريم وصفي جالسا في موقع شهد انفجار بسيارة مفخخة، يعزف على آلة "التشيلو" بحميمية صادمة، تعلوه ملامح تحدي. 

انتشرت صور ولقطات فيديو لكريم وصفي، القائد السابق للأوركسترا السيمفونية العراقية، على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وحازت على عدد كبير من التعليقات.

طبعا كانت الموسيقى الحزينة التي انبعثت من الأوتار في اتساق مع البنايات المتشحة بالسواد في الخلفية، والأناقة التي جلس بها وصفي بذقنه المشذبة وحلته السوداء وآلته الموسيقية في تناقض صارخ مع مشهد الفوضى والموت والدمار، غير مكترث بنظرات الاستغراب من حوله. 

المكان الذي احتوى الحدث، كان قد انفجرت فيه سيارة مفخخة، مخلفة قتيلين وجرحى عديدين، واتهم تنظيم داعش بالمسؤولية عن التفجير، بينما تستمر المعارك بين تنظيم داعش، وجيش الدولة العراقية، يبحث المبدعون عن وسائل تضع الحياة والجمال في مقدمة المشهد، حتى لو كان في مواجهة الموت.