ثلاثة أعوام تلك قضاها ‘يزيد’ بحثا عن عروس تشاركه حياته ، وحينما عثر عليها لم يكد يصدق انه وجدها ،فتحقيق حلمه بات على مقربة .

‘يزيد’ واجه صعوبات جمة خلال بحثه عن عمل، وتنقل بين العديد من المهن ،فتارة اشتغل مندوب مبيعات، وأخرى في التمديدات الكهربائية، وثالثة في المقاولات ، وأخيرا استقر به الحال بائعا في إحدى محلات العطور والإكسسوارات في السعودية .

ومكث نحو عامين في عمله بالسعودية ، الى ان استطاع تجميع ‘مهر’ العروس ومصاريف الزواج ، وفور مقابلته للفتاة التي اعجبته خلال نزوله في اجازة الى الاردن ، قرأ الفاتحة ، وكُتب الكتاب في المحكمة ، ودفع للعروس 3 الاف دينار مهرا لها .
سعد ‘يزيد ‘بخطيبته، وسعدت هي به ، وعاشا اجمل ايام حياتهما اثناء قضائه لعطلته السنوية في العاصمة ، وعاد الى عمله في الرياض، متابعا اتمام اوراقها كي يتمكن من الحاقها به عقب زواجهما في الصيف القادم .

وتتابع تواصلهما عن طريق النت، وفي احد الايام تفاجأ يزيد بخطيبته تنشر صورة شخصية لها على الفيس بوك، وسرعان ما بلغها غضبه وامتعاضه من الامر ، متوقعا ان تقدر عروسه مشاعره وغيرته عليها ، غير انها فاجأته وطلبت منه الطلاق .
وجمعت الخطيبة كل ما قدمه لها ‘يزيد’ من هدايا ومصاريف ومهر ووضعته في حقيبة كي تسلمه اليه، في الوقت الذي لم يستفق فيه من الصدمة بعد ، غير انه قرر ان يستغني عمن تخلت عنه وباعته عند اول موقف.!!
ومن جهته يرى الخبير في العلاقات الاسرية والزوجية الدكتور منذ زيتون انه يجب’ ألا يُغفل الخاطبان أي شيء يمكن أن يكون سببا في خلاف دائم في المستقبل، لأن كثيرا من الأحداث القادمة سوف تبنى على أصول العلاقة الأولى، فهده الحادثة قد تكون بسيطة لكنها ستكبر مع الأيام، وقد يترتب عليها أفعال أخرى، توحي لهما بأنها امتداد لما يحدث بعد ذلك’.
وانتقد زيتون في حديثه ل’البوصلة ‘ طلب الانفصال بهذا الشكل خاطئ، خاصة أن هناك عقدا،مشيرا الى انه على الخاطبين دراسة بعضهما البعض قبل العقد، ويكون بذلك قرار الارتباط بناء على الفهم والعلم.
واما عن العقد المستعجل فينبغي ان ياتي بناء على أمور سابقة توجت بهذا القرار فيكون اكثر صوابا، ‘إما القرار الانفعالي فيعطي صورة سلبية لمستوى الفتاة الفكري أو الانفعالي لها ‘.
ولفت زيتون الى ضرورة أن يحاورها الخاطب، فإن وجدها قد رجعت عن طلبها وأظهرت حسن فههم فتبقى الأمور كما هي، وإن وجد أنها سطحية وأن مستوى فهمها متدن ، فأنصح بالابتعاد عنها لأن الواضح أنها ليست مؤهلة لقرارات أخرى كبيرة في الحياة المستقبلية.

واعتبر زيتون طلب الخطيب من عروسه طاعة امره في فترة الخطوبة مؤشرا سلبيا، وفي حال مارس الخطيب هذا الامر فيجب أن يكون فاهما لمعنى طاعة الزوجة أو الخطيبة، قائلا ان بعض الرجل يظن أنه امتلك الفتاة بالخطبة، والأصل أن الطاعة تأتي أولا بالمعروف، وأنها تكون من بعد أن تصبح في بيته، وهذه نقطة مهمة، فالمرأة تصبح تحت ولاية الرجل عندما يدعوها إلى بيته، ويبدأ بالانفاق عليها وحمايتها فيتبادلا الواجبات والحقوق، أما أن يأمر وينهي وهي في بيت أهلها فلا.