العمل لأربعة أيام.. رغم تفضيله من العمال لكنه لا يصلح لجميع الموظفين

منذ عدة سنوات، وتحديدًا بعد جائحة كورونا، كثر الحديث عن العمل لأربعة أيام فقط أسبوعيًا.

في هذا السياق أجريت العديد من الدراسات والاستطلاعات والتجارب لتحديد مدى إمكانية تطبيق ذلك عمليًا.

في أحدث دراسة، قال 77% من العمال إن أسبوع العمل لمدة أربعة أيام أو 40 ساعة سيكون له تأثير إيجابي، بينما قال 46% إنه سيكون له “إيجابي للغاية”، وقال 31% أنه سيكون له تأثير “إيجابي إلى حد ما”.

هذا وفقًا لدراسة نشرتها مؤسسة غالوب، بالشراكة مع جامعة بنتلي، حيث أجاب أكثر من 3200 موظف بالغ في الولايات المتحدة على الأسئلة المتعلقة بالرفاهية، من بين ما يقرب من 5500 شخص شاركوا في الاستطلاع الأوسع.

في حين أن الدراسات التي أجريت على تجارب أسبوع العمل لمدة أربعة أيام في الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من دول العالم قد وجدت نتائج إيجابية بشكل عام من حيث إنتاجية الموظفين ورفاهيتهم، إلا أنها ليست بالضرورة إيجابية للجميع في كل موقف.

الرفاهية والإرهاق

في العام الماضي، وجدت مؤسسة جالوب أنه من بين أكثر من 12 الف موظف بدوام كامل، قال 84% إنهم يعملون خمسة أيام في الأسبوع، وقال 8% إنهم يعملون أربعة أيام في الأسبوع.

بين الرفاهية والإرهاق.. كيف يصعب تعميم العمل لأربعة أيام أسبوعيًا فقط؟

أولئك الذين عملوا في جدول الأيام الأربعة لم يبلغوا عن مستوى أعلى بكثير من الرفاهية من أولئك الذين عملوا خمسة أيام، لكنهم أبلغوا عن مستويات أعلى من الإرهاق.

قال جيم هارتر، كبير العلماء في مؤسسة غالوب لإدارة مكان العمل والرفاهية: “السبب في ذلك هو أن أسبوع العمل المكون من أربعة أيام قد يكون مناسبًا لبعض الأشخاص وبعض الوظائف، ولكنه قد يسبب مشكلات في مواقف أخرى”.

وأضاف: “الدراسات الخارجية تدعم هذا، فالإرهاق هو متلازمة مرتبطة بالعمل، فإذا اضطر الناس إلى تكثيف عملهم في أربعة أيام فقد يتسبب ذلك في الإرهاق”.

وقال هارتر إن التأثير الآخر قد يكون نوع الوظيفة التي لديك، فأولئك الذين يضطرون دائمًا إلى العمل في الموقع قد يحصلون على فائدة أكبر من أسبوع عمل مدته أربعة أيام لأنه يوفر عنصر المرونة الذي لا يتمتعون به الآن.

وأشار إلى أنه “في الوظائف الجاهزة للعمل عن بعد، توجد بعض المرونة، مما قد يقلل الحاجة إلى أسبوع عمل مدته أربعة أيام”.

في حين أن أسبوع العمل المكون من أربعة أيام كان الاختيار الأفضل بشكل عام في استطلاع غالوب الصادر حديثًا، عندما يتعلق الأمر بالتأثير الإيجابي على الرفاهية، أعطى المشاركون ثاني أعلى الدرجات لأصحاب العمل الذين يقدمون عددًا محددًا من أيام الصحة العقلية مدفوعة الأجر (74٪) ويحدون من مقدار العمل الذي من المتوقع أن يقوم به الموظفون بعد يوم العمل العادي (73٪).

عندما يتعلق الأمر بالعمل بعد ساعات العمل، قال أكثر من 60% من المشاركين إنهم يعتقدون أن رفاهيتهم ستتحسن إذا قام أصحاب العمل بتحديد مقدار الوقت الذي من المتوقع أن يقضيه الموظفون في العمل على البريد الإلكتروني بعد ساعات العمل (66%). وتوقع أكثر من 60% أيضًا حدوث تأثير إيجابي إذا عُرضت عليهم جلسات استشارية مجانية في مجال الصحة العقلية (65%) وفحوصات للصحة العقلية (61%).