محمد عبد الحليم
روسيا والهند.. خلاف بين الروبية والروبل
قال مسؤولان بالحكومة الهندية ومصدر مطلع على الأمر إن الهند وروسيا علقتا جهودهما لتسوية التجارة الثنائية بالروبية بعد شهور من المفاوضات التي فشلت في إقناع موسكو بقبول الروبية.
وستكون هذه نكسة كبيرة للمستوردين الهنود للنفط والفحم الرخيص من روسيا الذين كانوا ينتظرون آلية دفع دائمة بالروبية للمساعدة في خفض تكاليف تحويل العملة.
ومع وجود فجوة تجارية كبيرة لصالح روسيا، تعتقد موسكو أنه سيكون لديها فائضا سنويا من الروبية يزيد عن 40 مليار دولار إذا تم وضع إقرار مثل هذه الآلية، وفقًا لمسؤول حكومي هندي رفض الإفصاح عن اسمه لرويترز.
الروبية ليست قابلة للتحويل مباشرة، كما تبلغ حصة الهند من الصادرات العالمية للسلع أيضًا حوالي 2 ٪ فقط، وهذه العوامل تقلل من حاجة الدول الأخرى للاحتفاظ بالروبية.
التجارة بالعملات المحلية
بدأت الهند استكشاف آلية تسوية الروبية مع روسيا بعد غزو أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي صفقة بالروبية، حيث تتم معظم التجارة بالدولار، أو عملات أخرى مثل الدرهم الإماراتي.
وتحدث الجانبان عن تسهيل التجارة بالعملات المحلية لكن المبادئ التوجيهية لم تتم صياغتها بشكل رسمي.
وقال مسؤول حكومي هندي ثان شارك في المناقشات إن روسيا ليست مرتاحة للاحتفاظ بالروبية وتريد أن يتم الدفع لها باليوان الصيني أو بعملات أخرى.
وقال مصدر ثالث على دراية بالمباحثات: “لا نريد دفع تسوية الروبية بعد الآن، فهذه الآلية لا تعمل. لقد حاولت الهند وبذلك كل ما في وسعنا لمحاولة إنجاح هذا العمل لكنها لم تتم”.
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي، ارتفعت واردات الهند من روسيا إلى 51.3 مليار دولار حتى 5 أبريل، بعد أن كانت 10.6 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق، وفقًا لمسؤول حكومي هندي آخر.
شكل النفط رخيص الثمن جزءًا كبيرًا من واردات الهند، حيث قفز اثني عشر ضعفًا في هذه الفترة.
وقال المسؤول إن الصادرات من الهند في نفس الفترة تراجعت بشكل طفيف إلى 3.43 مليار دولار من 3.61 مليار دولار في العام السابق.
فئات مختلفة من الروبية الهندية (إنفاتو)
البحث عن بدائل
قال مسؤول آخر إن البلدين بدءا في البحث عن بدائل بعد عدم نجاح آلية تسوية الروبية لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وقالت المصادر إن التجارة مع روسيا مستمرة على الرغم من العقوبات وقضايا الدفع.
فيما أكد أحد المسؤولين الحكوميين “في الوقت الحالي نقوم ببعض المدفوعات بالدرهم وبضعة عملات أخرى لكن الغالبية لا تزال بالدولار، تجري التسوية بطرق مختلفة، كما يتم استخدام دول أخرى”.
وقال المسؤولون إن التجار الهنود يقومون حاليًا بتسوية بعض المدفوعات التجارية خارج روسيا من خلال استخدام أطراف ثالثة لتسوية التجارة.
وأوضح مسؤول هندي: “لا يوجد حظر على التعامل مع دول أخرى عبر SWIFT، لذلك يتم دفع المدفوعات إلى دولة ثالثة تقوم بتوجيهها أو تعويضها مقابل تجارتها مع روسيا”.
وحول ما إذا كان يتم توجيه الأموال عبر الصين، قال المسؤول: “نعم، بما في ذلك الصين”.
