يفكر العديد من الناس بالانتقال من وظيفة لوظيفة، من أجل زيادة الراتب أو الانتقال لمسمى وظيفي أفضل.

البعض يخشى الانتقال من وظيفة لوظيفة في هذه الفترة، خصوصًا مع توقعات المحللين باقتراب الدخول في مرحلة ركود، قد تدفع العديد من الشركات للاستغناء عن الموظفين، وخصوصًا الجدد.

لكن في الآونة الأخيرة، ارتفعت أجور التوظيف بسبب نقص العمالة، وخصوصًا للموظفين الذين ينتقلون من عمل لآخر، مما جعل الموظفين يترددون بين الخيارين.

في الولايات المتحدة، حقق الموظفون الذين انتقلوا من عمل لآخر زيادة سنوية في الأجر بلغت بنحو 8.5 ٪ اعتبارًا من يوليو، ارتفاعًا من 7.9 ٪ في يونيو، وهي أكبر زيادة في متوسط الأجور منذ أكثر من 20 عامًا، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا.

أما الذين بقوا في وظائفهم فقد حققوا زيادات في الراتب بلغت 5.9% في يوليو، وهو مكسب أقل من المنتقلين من وظيفة لأخرى.

أسباب الزيادة

يقول خبراء التوظيف والاقتصاديون، أنه بدافع لملء الوظائف الشاغرة، فإن العديد من أرباب العمل على استعداد لرفع الرواتب لاستقطاب التعيينات الجديدة.

أظهر تحليل جديد لبيانات الأجور لعشرة ملايين عامل أمريكي أجرته ADP، مزود كشوف المرتبات، أن متوسط زيادة الراتب لمغيري الوظائف الجدد كان 16.1٪، مقارنة بـ 7.6٪ لأولئك الذين بقوا في نفس الوظائف.

أسباب الانتقال الوظيفي

زيادات الراتب للعمال والموظفين الحالية، في أغلب الأحوال، لا تواكب ارتفاع أسعار المود الغذائية والإيجار والضروريات الأخرى، لذلك يحفز التضخم العمال على استكشاف فرص عمل جديدة.

في استطلاع للرأي أجري في يوليو / تموز على 4000 عامل أمريكي، قال ثلثهم إن التضخم أصبح عاملاً “رئيسيًا” في قراراتهم المهنية، بينما وصفه 46٪ آخرون بأنه عامل مساهم، وفقًا لموقع فليكس جوبز للتوظيف عن بُعد.

شهد معظم الأشخاص – 60٪ – الذين غيروا أرباب عملهم بين أبريل 2021 ومارس 2022 زيادة في أرباحهم المعدلة حسب التضخم، وفقًا لتحليل حديث من مركز بيو للأبحاث.

وفق التحليل، إن العمال الذين بقوا في وظائفهم شهدوا زيادات أقل من نصف المنتقلين.

قالت جيل هيرنستات، التي تدير شركة البحث التنفيذي الخاصة بها في سان فرانسيسكو: “المال هو أهم شيء في الوقت الحالي”. التضخم هو أحد الشواغل، حتى إن أول سؤال يوجه للمديرين التنفيذيين عند طلب وظيفة أصبح: “كم الراتب؟”، وهو وضع لم يكن هكذا من قبل.

خطورة متوقعة

مع ذلك، هناك مخاطر بالنسبة لأولئك الذين يغيرون وظائفهم لكسب المزيد من المال، خاصة إذا ضعف سوق العمل في الأشهر المقبلة.

حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في أواخر أغسطس من أن البنك المركزي سيواصل رفع أسعار الفائدة ويحتفظ بها عند مستوى أعلى حتى يتأكد من أن التضخم تحت السيطرة، حتى لو كان ذلك يضر بسوق العمل والاقتصاد العام.

الآن بعد أن استعاد أصحاب العمل طرح ملايين الوظائف التي أوقفوا التعيينات فيها في الأشهر الأولى من الوباء، يتوقع الاقتصاديون أن تتباطأ إعادة التوظيف في عدد من القطاعات.

يقول بعض الاقتصاديين إن أولئك الذين ينتقلون إلى وظائف جديدة الآن يمكن أن يكونوا من بين أوائل الذين يتم التخلي عنهم إذا قام أرباب عملهم الجدد بخفض عدد الموظفين.

يقول بعض الموظفين المنتقلين إلى وظائف أخرى إن الأدوار الجديدة غير مناسبة أو تتضمن نفس الإحباطات مثل وظيفتهم الأخيرة.

قال ما يقرب من ثلاثة أرباع العمال الذين استقالوا لتولي وظيفة جديدة إنهم شعروا بالدهشة أو الأسف، وفقًا لمسح شمل 2500 بالغ أمريكي أجرته شركة The Muse للبحث عن الوظائف والتدريب المهني في وقت سابق من هذا العام.

نصائح للأمان

ينصح الخبراء بأنك إذا قررت أن تغير وظيفتك وتنتقل لوظيفة أخرى بسبب الراتب، فعليك قبل هذه الخطوة أن تعرض على شركتك الزيادة التي تحتاجها أو تطلب منها تقديم مساعدات مثل إتاحة العمل من المنزل لتوفير نفقات الانتقال.

إذا قبلت شركتك عملك من المنزل، فبإمكانك العمل في شركة أخرى عند بعد أو بدوام جزئي، وبذلك تكون قد حققت أمانًا ماليًا ونوعت مصادر دخلك، تحسبًا لاستمرار التضخم، أو دخول العالم لمرحلة الركود.