رفضت الحكومة البريطانية التقارير التي أشارت إلى أنّ الصادرات من الموانئ البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة 68% في كانون الثاني/يناير الماضي، وهو أمرٌ أعلنت عنه رابطة النقل البري في بريطانيا، وردّت سبب هذا التراجع إلى اتفاق “بريكست” وتفشي وباء “كورونا”.

وبحسب صحيفة “ذا غارديان“، فقد رفضت مصادر حكومية رسمية بشدة هذا الادعاء، وأصرت على أن تدفقات الشحن كانت تصل إلى 95% أو حتى 100% من المستويات العادية في بعض الأيام في يناير/كانون الثاني.

وفي إطار الرّد، قال متحدث باسم مكتب مجلس الوزراء: “نحن لا نتعرف على هذه الأرقام على الإطلاق. نحن نعلم أن هناك بعض المشكلات المحددة ونعمل مع الشركات لحلها”.

من جهته، قال متحدث باسم الحكومة في بريطانيا: “بفضل العمل الشاق الذي قام به متعهدو النقل والتجار للاستعداد لنهاية الفترة الانتقالية لبريكست، لا توجد طوابير في المضيق القصير، وكان الاضطراب على الحدود ضئيلاً حتى الآن وحركات الشحن هي الآن قريبة من المستويات الطبيعية، على الرغم من جائحة كورونا”.

وأضاف: “بصفتنا حكومة مسؤولة، قمنا باستعدادات مكثفة لمجموعة واسعة من السيناريوهات على الحدود، بما في ذلك أسوأ الحالات المعقولة. ومع ذلك، يبدو أنه من غير المحتمل بشكل متزايد أن يحدث أسوأ سيناريو معقول لدينا”.

وكان رئيس رابطة النقل البري في بريطانيا ريتشاد بورنيت أوضح أنّ التراجع في الصادرات ناجم بشكل رئيسي عن الزيادة الهائلة في المعاملات التي بات على المصدّرين القيام بها منذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، داعياً الحكومة البريطانية إلى رفع عدد الموظفين الجمركيين المكلفين مساعدة الشركات، معتبراً أن عدد الموظفين الحالي البالغ 10 آلاف شخص لا يمثل “سوى خمس ما هو ضروري”.

وقال: “أرى أنه من المحبط والمزعج جداً أن الوزراء اختاروا عدم الإصغاء إلى القطاع والخبراء”، مشيراً إلى أنه “حذر وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل غوف بشكل متكرر في الأشهر الماضية من النتائج”، وفق ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.

من جهته، قال متحدث باسم الوزير غوف إنه “ليس على علم بأرقام الصادرات” التي أعلنتها رابطة النقل البري، مؤكداً أن “التأخيرات على الحدود كانت محدودة جداً حتى الآن، وأن حركة نقل البضائع لا تزال كما المعتاد تقريباً، على الرغم من وباء كورونا الذي أثّر أيضاً بشكل كبير على عملية نقل السلع”.

وخرجت بريطانيا رسمياً في 31 كانون الثاني/يناير 2020 من الاتحاد الأوروبي، لكنها واصلت اتباع القواعد الأوروبية خلال فترة انتقالية انتهت في 31 كانون الأول/ديسمبر، أصبحت بعدها خارج الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة الأوروبيين.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق تجاري في اللحظات الأخيرة بين الطرفين، إلا أن الحكومة البريطانية نبهت الشركات من احتمال حصول “اضطرابات على المدى القصير”.

وأصبح على المصدرين في بريطانيا ملئ عدد من الوثائق ليثبتوا أن بضائعهم مصرح بها في السوق الموحدة الأوروبية، ما يزيد من تعقيد الاجراءات الطويلة والمكلفة أصلاً ويؤخر عبور البضائع عبر الحدود.

رغم مساعي بكين.. فيروس كورونا يضرب حلم مبادرة الحزام والطريق الصينية

يمثل مشروع طريق الحرير الجديد  في الصين حجر الزاوية في استراتيجية الرئيس الصيني “شي جين بينغ” لممارسة بلاده دوراً قيادياً على الساحة الدولية، لكن جائحة كورونا جاءت بما لا تشتهي طموحات بكين وتوقفت مشاريع الطريق حول العالم.