تشهد أسواق الجزيرة السورية ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار أشجار الميلاد والزينة التابعة لها والأدوات المخصصة لتزيين المنازل مع حلول فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
هذا الغلاء الكبير في الأسعار حوّل فرحة طقوس الأعياد إلى معاناة تضغط على ذوي الدخل المحدود، وحسرة في قلوب البعض.
وفق ما أفاد مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في محافظة الحسكة “سامي فاخوري”، وصل سعر شجرة الميلاد مع الزينة والإضاءة في بعض المناطق في المحافظة إلى ما يقارب 500 ألف ليرة سورية( قرابة 200$ ).
كما تفاوتت أسعار الشجرة بحسب طولها ونوعيتها من منطقة الى أخرى، وبلغ سعر أرخص شجرة من قياس 90 سم 50 ألف ليرة سورية.
أما الشجرة بطول 120 سم فبلغ 60 ألف ليرة سورية، فيما بلغ سعر الشجرة قياس 190 سم 130 ألف ليرة وقياس 200 سم بلغ 150 ألف ليرة سورية.
ارتفاع حاد بأسعار أشجار الميلاد وكوفيد 19 يؤثران سلباً في فرحة الأعياد بالحسكة

ارتفاع حاد بأسعار أشجار الميلاد وكوفيد 19 يؤثران سلباً في فرحة الأعياد بالحسكة

أما بالنسبة لأسعار أدوات الزينة التي تستخدم لتزيين شجرة الميلاد، فتراوحت بين 30 ألف و80 ألف ليرة سورية، ووصل سعر المغارة الخشبية إلى 125 ألف ليرة.
وكان الأهالي في الأعوام السابقة قد اعتادوا خلال أعياد الميلاد ورأس السنة التنويع في مظاهر الاحتفال من شراء شجرة الميلاد المزينة بالألوان المبهجة والإكسسوارت وهدايا عيد الميلاد والثياب والحلويات لاستقبال عام جديد يحمل في طياته أملاً جديداً.
لكن هذا العام مختلف تماماً بسبب تفشي جائحة فيروس كوفيد 19 من جهة، والأوضاع المعيشية الصعبة من جهة أخرى.
 في حديثها لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة سامي فخوري، قالتجوزفين”، وهي أم لطفلين اثنين، إن “من لديه شجرة من السنوات الماضية سوف يستخدمها ولن يشتري”.
 
وأضافت جوزوفين، موضحة “كحالي أنا مثلاً، لدي شجرة متواضعة منذ 9 سنوات وليست لدي المقدرة أن أقتني شجرة جديدة. راتب زوجي الشهري بالكاد يكفينا تكاليف معيشتنا الشهرية الصعبة”.
أما بخصوص الزينة، فبيّنت جوزوفين أن “ارتفاع أسعارها جعل البعض يصنعها يدوياً كالمغارة مثلاً، مثلي أنا، كما صنعها أغلب سكان الحي الذي أسكن فيه بنفسهم”.
وأوضحت طريقة صنعها للمغارة يدوياً، إذ  “استعنتُ ببعض التماثيل والمجسمات القديمة، وتمكنت من صناعة مجسم قريب نوعاً ما من شكل المغارة المتداول بواسطة بعض الكراتين والورق والقليل من الإضاءة”. 
ارتفاع حاد بأسعار أشجار الميلاد وكوفيد 19 يؤثران سلباً في فرحة الأعياد بالحسكة

الأهالي يستخدمون ما لديهم من زينة الأعوام السابقة

من جانبه، أوضح “عماد”، وهو من أهالي مدينة القامشلي وأب لثلاثة أولاد، قائلاً: “كنا في الماضي نُحضّر للاحتفال بعيد الميلاد أكثر من 6 أنواع من الحلويات والطبخات، أما اليوم فنحضر صنفين فقط”.
ورأى عماد أن “احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة صارت حكراً على طبقة الأغنياء ولم يعد ذوو الدخل المحدود قادرين على إقامة الاحتفالات المنزلية، بسبب ارتفاع الأسعار الذي طال كل مستلزمات الاحتفال وتدني الرواتب”.
وأكد عماد لمراسل “تطبيق خبّر” أنهم “بطبيعة الحال اختصرنا الكثير من زينة العيد لهذا العام، لعلّني استطيع كساء أولادي باللباس، فشراء 3 بناطيل فقط سيكلفني قرابة 75 ألف ليرة وهو راتبي الشهري الذي أتقاضاه”.
وبيّن أنه بالتالي “قررت الشراء لأبني الصغير فقط. أما أنا وباقي أفراد أسرتي فسنؤجل شراء اللباس الجديد إلى العيد القادم لعل هذه الضائقة تخفف علينا”.
من جهته، أوضح “سامر”، وهو صاحب محل لبيع زينة الأعياد لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة أن “هذا العيد يختلف عن باقي الأعياد التي مرّت خلال السنوات الماضية، فالإقبال على الشراء ضعيف جداً بسبب ارتفاع أسعار المواد”. 
 
وتأسف عماد لكون “الزبائن يلوموننا على هذا الغلاء لعدم معرفتهم بأجور نقل هذه البضائع المستوردة من خارج المحافظة، وبعضها يأتي عبر معبر “سيمالكا” مع إقليم كردستان العراق”. 
ارتفاع حاد بأسعار أشجار الميلاد وكوفيد 19 يؤثران سلباً في فرحة الأعياد بالحسكة

الزينة المستوردة غالية بسبب سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية

وأشار  إلى أن “هذا المعبر أيضاً يضيف أجوراً مرتفعة، والتعامل كله يتم بالدولار، وسعر صرف الدولار اليوم مرتفع مقارنةً بالليرة السورية، وهذا ما سبّب ارتفاعاً في أسعار المواد بالليرة السورية”.
 
وبحب رأيه الشخصي، قال إنه لا يلوم الأهالي لعدم قدرتهم على الشراء، “لأني من هذا المجتمع وأعيش نفس الضائقة، بالمقابل هناك بعض الزبائن وهم قلّة قليلة ممن يشترون ولا يسألون على الأسعار”.
أما بخصوص شوارع محافظة الحسكة مقارنةً بالسنوات السابقة، فأفاد مراسل تطبيق خبّر إنها لم تُزين كالمعتاد، نظراً لكل الأسباب آنفة الذكر، يضاف إليها زيادة ساعات انقطاع الكهرباء عن المحافظة.