الصين صدرت كورونا للعالم

في وقت يشهد فيه العالم اليوم تزايداً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، يلقي خبراء ومختصون باللوم على الصين في عدم الكشف عن خطورة الفيروس مبكراً لا سيماً وأن العالم يعود اليوم ليشهد إغلاقات جديدة ومتكررة.

وشهد العالم، منذ مطلع العام الحالي انخفاضاً كبيراً في أعداد المستهلكين وإنفاقهم في مختلف أنحاء دول العالم؛ خصوصاً بعد فترة التوقف التي شهدها العالم في قطاعات السياحة والسفر والتراجع الحاد في الصناعة بسبب القيود المفروضة على التنقل، وهو ما أدى بشكل أو بآخر إلى تراجع الطلب على شتى السلع والخدمات.

ونتيجة للتأثيرات التي فرضتها الجائحة على العالم، يقول خبراء إن أكثر من 147 مليون موظف حول العالم فقدوا وظائفهم منذ مطلع العام الماضي، وهو معدل قياسي مقارنة بالعام 2008 الذي شهد انهياراً مالياً نتيجة للأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق والمؤسسات المالية العالمية حينها.

أثار مدمرة لكورونا على صغار التجار

في لقاء خاص مع أخبار الآن أوضح أبو حامد، صاحب محل عطارة في الأردن، أوضح كيف دمر كورونا الاقتصاد المحلي وكيف توقفت تماما حركة السياحة الداخلية والخارجية بما كان له أثار مدمرة على كل الفئات وادى إلى خسائر غير مسبوقة.

مختصون: إذا ثبت تحمل الصين لتبعات "كورونا" الاقتصادية يتوجب عليها التعويض

خسائر وصلت إلى 4 تريليونات دولار

وكشفت أرقام دراسة متخصصة عن أن الاقتصاد العالمي تكبد نحو أربعة تريليونات دولار، حتى منتصف شهر يوليو الماضي، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال العام الحالي، وحتى ظهور لقاح.

وعملت شركة “فايزر” العالمية على إنتاج لقاح يساعد في توقف معاناة البشر من وباء كورونا الذي حصد أرواح نحو مليون وأكثر من 340 ألف شخص حول العالم، مع إجمالي إصابات وصلت إلى نحو 56 مليون إصابة حول العالم.

صناعة الطيران

هذه الانعكاسات الكبيرة، أدت إلى تراجع حاد في صناعة الطيران، مع التدني في حركة الطائرات أيضاً وتخفيض شركات الطيران الجوية وإلغاء المسافرين رحلات العطلات والعمل، إلى جانب فرض حكومات العالم قيوداً صارمة على السفر.

وكان اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أعلن سابقاً أن حركة الطيران لن تعود إلى مستوياتها السابقة قبيل أزمة كورونا إلا بحدود العام 2024 على أقل تقدير، حيث قدرت المنظمة التي تضم نحو 290 شركة طيران الأرباح التي خسرتها في عام 2020 فقط، بنحو 420 مليار دولار، وهو ما يمثل رقماً ضخماً كخسارة لنصف الإيرادات العالمية من قطاع الطيران التجاري.

العناني: إذا ثبت أن الصين سمحت بانتقال المرض فإنها ستتعرض لجزاءات

وقال الخبير الاقتصادي الأردني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأسبق د. جواد العناني لـ “أخبار الآن “إذا ثبت بأن الصين قصدت عدم تنبيه العالم وسمحت للمرض بأن ينتقل إلى الناس فهذا يرتب عليها مطالبات حقوقية نتيجة الإهمال في القيام بواجباتها الدولية”.

وأضاف العناني: “يمكن أن تدير الصين ظهرها لهذه المطالبات، لكن إذا ما ثبت بالدليل القاطع أن الصين قصدت ما قامت به فإنها قد تتحمل المسؤولية الدولية نتيجة ذلك”.

مختصون: إذا ثبت تحمل الصين لتبعات "كورونا" الاقتصادية يتوجب عليها التعويض

الخبير الاقتصادي الأردني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأسبق د. جواد العناني

وبحسب العناني، فإن هناك آثار مختلفة على الاقتصاد العالمي، وتتباين هذه النتائج؛ فمثلاً تراجع الناتج الإجمالي العالمي من 3.5 إلى 4.5 %؛ أي بنحو 4.5 تريليون دولار، إضافة إلى الخسائر في التجارة العالمية التي تقدر بـ 9.2%.

وأوضح العناني أن “منظمة التجارة العالمية تتوقع أن يبقى التراجع مستمراً إلى 7.2% في عام 2021″، فضلاً عن فقدان العالم العربي نحو 12.5% من حجم الوظائف التي فقدت حول العالم، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تمويل الدول للبطالة ومواجهة أزماتها الاقتصادية.

وحول مشكلة الفقر، أوضح العناني أن عدد الفقراء في العالم زادوا كثيراً وبنسبة تصل إلى نحو 1.1%، فضلا عن ازدياد من يعانون من فقر مدقع بنحو 150 مليون شخص؛ وبالتالي فإن أكبر مشكلتين تواجهان العالم هما البطالة والفقر.

وبحسب العناني، فإن هذه الأزمة تعد أصعب من الأزمة الاقتصادية العالمية التي وقعت في العام 2008 كون الازمة المالية العالمية السابقة وقعت بالتدرج مما ساعد الولايات المتحدة الأمريكية على وضع الخطط الملائمة لإعادة إنقاذ الشركات الكبرى ومعالجة الأسباب التي أدت إليها.

وتابع العناني، أن الأزمة الحالية كشفت بوضوح ان الاقتصاد العالمي يعتمد على الحركة، في حين أجبرت الأزمة الحالية الناس على البقاء في بيوتهم ومساكنهم، والتواصل من خلال وسائل الاتصال الحديثة، بطرق غير مهيأة وغير صحيح، ما أدى إلى فقدان الرغبة في القيام بعمليات البيع والشراء اللازمة.

وأكمل: “البنية التشريعية والبنية التحتية غير مهيأة وغير مجهزة لعمليات التواصل من خلال التقنيات الحديثة لذلك فلا بد من العودة للمفهوم التقليدي في التواصل ولكن متى .. لا يمكن التنبؤ بذلك”.

العطيات: الخبراء الصحيون أكدوا أن تأخر الصين أدى إلى الحالة الوبائية الحالية

من جهتها، قالت الصحافية المتخصصة في الشؤون الصحية فرح العطيات لـ “أخبار الآن”: إن “الصين للأسف لم تكن تُظهر أنها كانت على علم واطلاع لظهور المرض منذ أشهر ما نجم عنه العديد من الوفيات للأشخاص حول العالم”.

وأضافت العطيات أن الخبراء الصحيين أكدوا أن الصين لو لم تتأخر وأقرت الإجراءات الاحترازية من خلال التباعد الاجتماعي والسيطرة على الوباء لما كنا شهدنا هذا التراجع وهذه الآثار الاقتصادية السلبية.

وتابعت العطيات أن “العالم أجمع يضع خططا في مختلف المجالات تشمل تعزيز البنية التحتية الصحية حيث كشفت الجائحة أن البنية الصحية هشة، ولا بد من إعادة هيكلتها لتستوعب إمكانية وقوع أوبئة”.

مختصون: إذا ثبت تحمل الصين لتبعات "كورونا" الاقتصادية يتوجب عليها التعويض

الصحافية المتخصصة في الشؤون الصحية فرح العطيات

خسائر  كبيرة في قطاع الاستيراد والتصدير

وحول الخسائر التي شهدها قطاع الشركات، قال أحمد كوانين وهو شريك في شركة استيراد وتصدير “طبيعة عملنا تعتمد على كمية المنتجات المصدرة من بلد إلى آخر وبالتالي تخفيض الانتاج وإغلاق الحدود أدى إلى تخفيض الاستيراد والتصدير ما أدى بالتالي إلى خسائر الشركة في مجال المواصفات والمقاييس والفحص”.

وتابع كوانين “مستوى الأرباح نزلت إلى مستوى مرتفع وصل إلى 60 % لأن أغلب المصدرين أصبحوا يعانون من تراجع الطلب لكن حاليا الأمور تعود إلى سابق عهدها ونتمنى أن تعود لتتحسن مرة أخرى”.

وأضاف: “المطلوب في هذه المرحلة تعاون من الجميع حتى نتجاوز هذه المرحلة الصعبة، ودعم جميع القطاعات للخروج من الأزمة عبر تسهيلات مالية وتساهل مع الدفعات وتأجيلها”.