أخبار الآن | إيران – iranfocuseghtesadonline

تستمرّ السلطات الإيرانية بأسلوبها في تزوير الحقائق، وآخرها في ما يتعلّق بمعدلات البطالة في البلاد، والتي شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الماضية، خصوصاً مع تدهور المستوى المعيشي وتفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك وسط سياسات حكومية أثبتت فشلها.

وتكشف المعطيات أنّ المسؤولين الإيرانيين يتلاعبون بإحصاءات البطالة. وتزعم الإحصاءات الرسمية أنّ “معدل البطالة في إيران انخفض بنسبة 1.1% في ربيع الـ2020 مقارنة بربيع العام الماضي 2019″.

ويفتح أمر انخفاض نسبة البطالة الباب أمام التساؤلات والشكوك، خصوصاً أنه يعتبر غير وارد، إذ جرى إغلاق العديد من الشركات المملوكة للدولة إلى جانب إغلاق متاجر الأسواق.

وتدّعي الحكومة الإيرانية أنّ معدّل البطالة في البلاد خلال الربع الأول من العام 2020 (20 مارس/آذار – 20 يونيو/حزيران) بلغ 9.8%، إلا أنّ تقريراً لمركز أبحاث البرلمان الإيراني كشف أنّ “معدل البطالة الحقيقي هو 24%، وذلك عند الأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين تسربوا من القوى العاملة خلال الفترة المحدّدة”.

وأكد المركز أنّ “معدل البطالة الذي أعلنته الحكومة هو مؤشر مضلل تماماً لتحليل آثار تفشي فيروس كورونا على سوق العمل”.

وبالنظر إلى الارتفاع الكبير في عدد الأشخاص غير النشطين اقتصادياً، فإن معدل البطالة الذي أعلنته الحكومة، يعد مؤشراً اقتصادياً مضللًا عندما يتعلق الأمر بتحليل تأثير أزمة فيروس كورونا على سوق العمل.

ويشكل العمال بأجر نسبة صغيرة من إجمالي الموظفين في إيران. وفي الواقع، يمثل الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الحصة الأكبر من العمالة.

وهذا الصيف، سجلت الحكومة الإيرانية أكثر من 26 مليون شخص في سن العمل – سواء كانوا موظفين أو عاطلين عن العمل – كقوى عاملة. وأيضاً في نفس الفترة، أي في صيف الـ2020، غادر سوق العمل أكثر من 1.7 مليون شخص، أكثر من 1.1 مليون منهم من النساء. 

وأظهر تقييم مسح القوى العاملة في صيف العام 2020 أنّ عدد السكان العاملين في إيران انخفض بحوالى 1.209 مليون شخص، في حين أنّ عدد العاطلين عن العمل انخفض بمقدار 417 ألف شخص. أمّا عدد السكان غير النشطين فزاد بمقدار 2.311 مليون مواطن، وذلك بسبب أزمة فيروس كورونا.

ومع هذا، أظهرت الدراسات الإحصائية أنّ 73.2% من إجمالي العاطلين عن العمل في البلاد في صيف العام 2020 كانوا في الفئة العمرية 18-35 سنة. 

وذكر مركز أبحاث البرلمان أنّ نسبة كبيرة من الشباب الذين يبحثون عن عمل تخلوا تماماً عن ذلك، لأنهم فشلوا في العثور على عمل خصوصاً مع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد. وبمعنى آخر، أصيب العديد من الشباب والنساء بالإحباط واليأس ولم يعودوا يبحثون عن عمل مناسب.

ما هو مستقبل التوظيف بعد كورونا؟.. وهكذا ستتغير أساليب اختيار الموظف بعد انتهاء الوباء

في لقاء خاص لـ” أخبار الآن” مع الرئيس التنفيذي لشركة “هاوس هب” العقارية البريطانية، محمد فرغلي، أكد خلاله أن هناك مئات الآلاف من الوظائف المتأثرة بشكل مباشر بهذه الأزمة”، كاشفاً أبرز القطاعات المعرضة لذلك؛ وهي الضيافة والسياحة والسفر وقطاع الخدمات بما يشمله من مطاعم ومقاهٍ.