أخبار الآن | المملكة المتحدة – theguardian

حذر محافظ بنك إنكلترا أندرو بيلي من أنّ التكلفة الاقتصادية لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بدون اتفاق، ستكون أكبر على المدى الطويل من الضرر الناجم عن فيروس “كورونا” المستجد.

وما زال هناك أقل من 40 يوماً قبل 31 كانون الأول/ديسمبر، موعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي تلت انسحاب لندن الرسمي من الاتحاد في 31 كانون الثاني/يناير الفائت، على أن تتوقف بعدها المملكة المتحدة عن تطبيق المعايير الأوروبية.

ولفت بيلي إلى أن فشل التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء المرحلة الانتقالية، من شأنه أن يتسبب في تعطيل التجارة عبر الحدود، ويلحق الضرر بالنوايا الحسنة بين لندن وبروكسل لبناء شراكة اقتصادية مستقبلية.

ورأى بيلي أنّ تداعيات الوباء والإغلاق الوطني الثاني في إنكلترا كان لهما تأثير أكبر على المدى القصير على الاقتصاد”، معتبراً أن التأثيرات طويلة المدى لخروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق ستكون أكبر من الآثار طويلة الأمد لكورونا”، وقال: “سيكون من الأفضل عقد صفقة تجارية.. نعم، لا شك في ذلك”. 

وكانت المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قد استؤنفت، الإثنين، وهي تهدف إلى محاولة تخطي “خلافاتهما الجوهرية” والتوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست، تفادياً لخروج نهائي لبريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق في 31 كانون الأول/ديسمبر ستكون آثاره مؤلمة.

وتباطأت وتيرة هذه المفاوضات الصعبة الخميس بعد اكتشاف إصابة بكوفيد-19 ضمن الفريق الأوروبي، ما دفع مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست إلى وقف كل اللقاءات المباشرة.

وكتب بارنييه عبر “تويتر”: “بعد مفاوضات تقنية نهاية الأسبوع، تتواصل المفاوضات عبر الانترنت اليوم مع ديفيد فروست وبين فريقينا”. وأضاف “الوقت ضيق. لا تزال هناك خلافات جوهرية لكننا سنواصل العمل الشاق للتوصل لاتفاق”.

ومن دون اتفاق تجاري يحدد علاقتهما، تواجه لندن وبروكسل خطر صدمة اقتصادية جديدة ستضاف إلى الصدمة التي تسببت بها تداعيات وباء “كورونا”.

وعلى الطرفين اللذين يعملان أيضاً على إعلان مشترك أحرز فيه تقدم، أن يتوصلا مبدئياً إلى اتفاق بوقت مبكر بما يكفي قبل نهاية العام، ليصادق عليه البرلمانان البريطاني والأوروبي.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الجمعة، أن التوصل لاتفاق لمرحلة ما بعد بريكست لا يزال يستلزم “الكثير من العمل” رغم “التقدم” الذي سجل في الأيام الأخيرة.

والمفاوضات عالقة عند 3 نقاط رئيسية هي الضمانات المطلوبة من لندن في مجال المنافسة، وإمكان وصول الأوروبيين إلى مياه الصيد البريطانية، وطريقة تسوية الخلافات في أي اتفاق مستقبلي.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مراراً أنه مستعد للخروج بدون اتفاق اذا لم يقدم الاتحاد الأوروبي تنازلات كافية.

ورغم ترحيبه بإحراز تقدم في “المفاوضات”، قال وزير المال البريطاني ريشي سوناك، الأحد، إن لندن “يجب ألا تسعى للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن”.

وأضاف: “يفضل التوصل إلى اتفاق لأن ذلك يسهل الأمور على المدى القصير، لكن الأثر الأكبر على اقتصادنا لن ينبع من عدم التوصل لاتفاق بل من فيروس كورونا”.

خبير: النمو الاقتصادي سيكون بطيئاً والصين تتحمل مسؤولية تدهور السوق العالمية

خلف تفشي فيروس كورونا منذ انتشاره أواخر سبتمبر 2019، هبوطاً اقتصادياً حاداً كان له آثاره وخاصة على مستوى النمو والناتج المحلي لكل دولة حول العالم، وهو الأمر الذي أكده تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر مطلع هذا الأسبوع حول آفاق الاقتصاد العالمي، وذُكر فيه أن “الناتج العالمي سينكمش بنسبة 4.4 في المائة هذا العام مع انتعاش بطيء وغير منتظم في عام 2021”.