أخبار الآن | دمشق – سوريا (تطبيق خبّر)

يقف إبن السبعين عاماً عبد الحميد خليل في طابور الخبز أمام أفران إبن العميد في منطقة ركن الدين بالعاصمة السورية دمشق، منتظراً دوره منذ قرابة الساعتين للحصول على ربطة خبز واحدة مخصصة له من قبل الحكومة السورية وفق نظام البطاقة الإلكترونية “الذكية”.

أزمة جديدة تطرق أبواب السوريين، وهذه المرة جاء الدور على رغيف الخبز الذي بات الحصول عليه يحتاج للانتظار ساعات عديدة أمام الأفران، أو الترجي أمام محلات معتمدي الخبز المفروضين من قبل وزارة التموين مع تطبيقها لنظام بيع الخبز حصراً عبر البطاقة الإلكترونية.

مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في دمشق “علي ديب” رصد الازدحام أمام الأفران واشتداد أزمة رغيف الخبز، وتحدث إلى الحاج عبد الحميد خليل “أبو ياسر” عن معاناته اليومية للحصول على ربطة خبز واحدة (سبعة أرغفة).

 

ببالغ الأسى قال الحاج أبو ياسر: “شوف هالمنظر، شي ببكي على هالناس كيف محبوسة بأقفاص كرمال الخبز”. وأضاف:”بحياتي ما نطرت ع باب الفرن، والخبز كان كتير والخير كتير بس هالحرب اللعينة غربت أولادي عني وبقيت لحالي أنا والحجة، وكملتها حكومتنا الحنونة وصارت تعد علينا كم رغيف مناكل باليوم وصرت مجبور وقف بالساعات كل يوم لأخد ربطة خبز لأن ما بضمن تاني يوم يتوفر الخبز”.

 
أحد المنتظرين أمام الفرن عبر عن انزعاجه الشديد من “كذب المسؤولين في الحكومة وتهربهم من التصريح ومواجهة الناس والظهور الإعلامي عند حدوث الأزمات بينما يتفاخرون عند أقل خدمة يقدمونها وهي بالأساس تكون من صلب عملهم وواجب عليهم”.

مراسل “تطبيق خبِّر” تحدث إلى مدير مسؤول في وزارة التجارة الداخلية “التموين” الذي أوضح أن الأزمة الحالية ناتجة عن قلة في المخزون العام للطحين لدى المؤسسة السورية للحبوب وهي المسؤولة عن تخزين القمح المنتج محلياً والمستورد. وأضاف المسؤول في “التموين” بأن الإنتاج المحلي من القمح غير كافٍ لتغطية حاجة البلاد من الطحين، ويتم اللجوء للاستيراد من روسيا، لكن منذ بداية العام الحالي تأخر تنفيذ عدد من هذه العقود ما تسبب بنقص في المخزون. ولم يكشف المسؤول عن أسباب التأخير في تنفيذ عقود استيراد القمح من روسيا.

وخلال جولة ميدانية لمراسل التطبيق على عدد من الأفران في دمشق، كان لافتاً الازدحام الشديد ووقوف الناس في طوابير لساعات طويلة للحصول على الخبز وفق مخصصات محددة بحسب عدد أفراد الأسرة. وقد أفاد بأن الازدحام الذي تظهره الصور صار أمراً يومياً ليحصل المواطن على ربطة خبز بسعر 50 ليرة سورية، بينما يصل سعرها إلى ألف ليرة سورية لدى باعة الأرصفة الذين يحصلون عليها من خلال تواطئ عمال الأفران في بيعهم الخبز بأسعار مضاعفة.

كما أصبح معروفاً أن عدداً من الناس يجففون الخبز ويبيعونه علفاً لأصحاب المداجن ومزارع تربية المواشي، كون سعره المنخفض يشكل فارق سعري مغرٍ لمربي المواشي، وبديل جيد عن الأعلاف ذات الأسعار المرتفعة.

اشتكى الحاج أبو ياسر ضعف حيلته في الحصول على الخبز قائلاً: “يا خوفي يجي وقت يوصل التقنين للهوى مع حكومتنا الحنونة بعد ما صار رغيف الخبز بدو واسطة”.

يذكر أن الحكومة السورية حددت مخصصات الأسرة من الخبز بحسب عدد أفرادها وفق نظام البطاقة الإلكترونية الذكية. فالأسرة المكونة من فردين يخصص لها ربطة خبز واحدة يومياً، وتلك المكونة من 3 إلى 4 أفراد يخصص لها ربطتين من الخبز يومياً، أما المكونة من 5 إلى 6 أفراد يخصص لها 3 ربطات خبز يومياً، والأسرة التي يزيد عدد أفرادها عن 7 أفراد، فمخصصاتها هي 4 ربطات خبز فقط يومياً.