أخبار الآن | الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

ألقت أزمة تفشي جائحة كورونا بظلالها على العالم ليس فقط من زاوية تزايد عدد الإصابات والوفيات، وإنما أيضا من ناحية تدهور الاقتصاد وازدياد حدة الركود الذي خلفه تفشي الجائحة.

ولا يختلف اثنان، من أن الصين ومن خلال تقاعسها في اتخاذ الإجراءات اللازمة في مكافحة الفيروس وخاصة في الفترة الأولى من تفشيه في أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي، كلفت الاقتصاد العالمي تدهوراً حاداً تسبب بتقلص الناتج المحلي لأغلب دول العالم.

وكالة “ستاندرد آند بورز جلوبال”، للتصنيف الائتماني، حذرت في تقرير نشرته شهر يوليو الماضي، من أن فيروس كورونا تسبب بخسارة تتجاوز أكثر من 200 مليار دولار لاقتصادات دول آسيا والمحيط الهادئ هذا العام، ما يخفض النمو إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عقد.

من جانبه، توقع معهد “التمويل الدولي” انخفاض النمو العالمي لهذا العام، ليصل إلى نحو 1%، وهو ما يقل كثيراً عن نمو بنسبة 2.6% في 2019، ويمثل أضعف نمو منذ الأزمة المالية التي ضربت الأسواق العالمية عام 2008.

وبدون أدنى شك فإن اقتصاد دول الخيلج حاله كحال أي اقتصاد في العالم، تضرر جراء تأخر الصين في إجراءات مكافحة الفيروس.

ونشر موقع “العربية نت” تقريرا تحدث عن هبوط أرباح عملاق النفط السعودي أرامكو في الربع الثاني من هذا العالم إلى نحو 73 بالمئة بسبب فيروس كورونا.

وفي السياق ذاته، أوردت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني، مذكرة بحثية ذكرت فيها أن أرباح البنوك العاملة بدول مجلس التعاون الخليجي ستتأثر بفعل جائحة كورونا وما تلاها من انخفاض أسعار النفط، فضلا عن الانكماش الاقتصادي خلال 2020.

إلا أن القدرة المالية الضخمة لبنوك الخليج، والنشاط الاقتصادي الفعال في تلك المنطقة من العالم، سيمكنها من مواجهة الكارثة التي سببها تراخي الصين في مواجهة كورونا، وقالت وكالة موديز في مذكرتها البحثية، إن المصارف الخليجية الحاصلة على تصنيف من وكالة موديز، حققت إيرادات إجمالية صافية بقيمة 34.5 مليار دولار في 2019، مما يمنحها القدرة على استيعاب الخسائر”.

وأضافت أن “بنوك المنطقة تملك رؤوس أموال كافية تعزّز ملاءتها لمواجهة تداعيات الجائحة”.

وفي العموم، فإن حال اقتصاد دول الخليج المتضرر جراء تأخر الصين في مكافحة كورونا، يبقى حاله كحال اقتصادات باقي مناطق العالم، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، كيف يمكن لاقتصاد العالم أن يلملم خسائره التي تسببت بها سياسات بكين وإجراءاتها التقاعسية في مواجهة جائحة مازالت تفتك بأرواح الناس وتنهش باقتصاد المعمورة.