أخبار الآن | الأردن (رويترز)

تعمل نحو 60 امرأة، بمركز فرز في غور الأردن يندرج ضمن برنامج لتحسين إدارة النفايات الصلبة في الأردن، حيث نجحت المبادرة التي تديرها النساء في إعادة توظيف واستخدام أكثر من 100 طن من النفايات منذ انطلاقها قبل عامين.

وبدأ السكان وكذلك أصحاب المتاجر في جميع أنحاء المدينة في فرز قمامتهم متلهفين لمساعدة هؤلاء النساء.

وتستيقظ سعادة محمد صباح كل يوم بعد الفجر مباشرة، وتلبس سترتها الصفراء الزاهية وقبعة صلبة خضراء اللون، وتنطلق للعمل. تتنقل مشي سعادة من منزل إلى منزل سيرا على الأقدام في قريتها الصغيرة بغور الأردن، لتلتقط القمامة كي يتم فرزها وإعادة تدويرها.

وقالت سعادة وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 48 عاما إن أسرتها كانت تجد على الدوام صعوبات في تلبية احتياجاتها إذ كانت تعتمد في دخلها بشكل أساسي على زوجها الذي يعمل في وظائف موسمية لا يمكن الوثوق بها بشكل دائم.

وأضافت “المشروع من أول أشي حبيته كتير كتير.. مشروع النفايات الصلبة.. مشروع إلنا نحن نسوان كبار قاعدين بدورنا.. قلنا نشتغل.. هذا المشروع حلو كثير.. وعشان نحسن وضعنا المادي. حبينا نحن نغير تغير جو.. بدل ما إحنا نضلنا قاعدين بالدور”.

وفي البداية كانت النساء في القرية يرفضن فكرة العمل في جمع القمامة، ولكن بعد دورة تمهيدية في المشروع، تزايد عدد المهتمات بالمشاركة.

وقال سعادة “ليش ما نروح نشتغل.. نشتغل.. الحمد لله.. وكل جارتنا بتلملنا وولادنا وجيزانا (أزواجنا) بتلملنا والحمد لله مشروع كثير حلو”.

وقال فراس الصفدي وهو صاحب متجر “إحنا منجمعلهم كل يوم صباحا الكراتين إلي منخلص منها.. منحطها على الرفوف.. منجهزلهم الكراتين وبييجوا البنات بياخدوها مسفطة جاهزة.. وساعدونا كتير يعني بهيك موضوع إنه بطلنا نعمل قدام المحل تراكم للكراتين وساعدونا كتير وكمان إحنا مبسوطين إنه هم استفادوا.. الصبايا استفادو”.

وبعد تجميع القمامة، يجري نقلها إلى مستودع ليتم فرزها ثم ضغطها في مكعبات لبيعها.

وفي الوقت الحالي، تحصل النساء على حافز نقدي يبلغ حوالي 310 دولارات شهريا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يساعد في إدارة البرنامج.

والهدف المنشود للمبادرة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال بيع النفايات.

ويتراكم في الأردن 2.2 مليون طن من النفايات الصلبة سنويا، يتم إعادة تدوير أو التخلص من حوالي 7 في المئة فقط منها، بحسب بيانات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأصبح الأثر البيئي للمبادرة واضحا إذ يقول السكان إن القرية صارت أكثر نظافة وأمانا للأطفال أثناء اللهو واللعب. وكانت المنطقة المحيطة بالمستودع عبارة عن مكب نفايات.

وتقول المهندسة ريم أبو الرب وهي من المسؤولين في المشروع “المشروع أنشئ في منطقة تعتبر من المناطق الأشد فقرا في المملكة، إلي هي منطقة الأغوار. أهدافه بالتأكيد تشغيل أيدي عاملة، تقليل كمية النفايات، أو تحويل النفايات لمصدر دخل بالنسبة لعديد من الأسر”.

وقالت غدير هاني التي تعمل في مشروع فرز النفايات الصلبة “أنا أحد سكان المنطقة هي.. من المناطق هي.. قبل ما يكون هذا المشروع، المسا لما يجيبوا الكميات ويكون عندنا هون نفايات، كانت روائح لا تطاق.. ما حد بيقدر يطلع برا أو يقعد برا، من الروائح إلي بتطلع من هذا المكان، من سنتين، من ما تأسس هذا المشروع وأشتغلت في، طبعاً نقلة نوعية، من مكب للنفايات، تقريباً لحديقة.. ما في روائح ما في أشي حتى السكان لاحظو إنه ما في روائح بتنبعث من هون”.

مصدر الصورة: رويترز

 

إقرأ أيضا:

شركة ناشئة بتونس تساعد مربي النحل على حماية خلايا العسل في بلادهم