أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

تشير ظاهرة التغير المناخي إلى التغيرات الموسمية التي تجري على مدار فترة زمنية طويلة، والمتعلقة بالتراكم المتزايد لغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. وتتسم مواجهة هذه الظاهرة بأهمية بالغة، نظراً للدور المحوري الذي يلعبه المناخ في تكوين الأنظمة البيئية الطبيعية، والاقتصادات والحضارات البشرية التي تقوم عليها، فكيف يمكن أن تساهم محاربة التغيرات المناخية في إنقاذ الاقتصادات العالمية؟ 

في هذا الخضم، يطرح الخبراء الاقتصاديون أسئلة عديدة حول التكلفة اللازمة لمكافحة أضرار التغير المناخي، كما يحاولون إيجاد أجوبة دقيقة لها، مما يحد من نظرتهم للمشكلة ويحصرها في الجانب الاقتصادي دون الإنساني، بحسب خبراء المناخ.

موضوع ذو صلة: لمكافحة التغير المناخي علماء يدعون إلى زراعة مزيد من الأشجار

ووفق موقع "DW" يتوقع خبراء الاقتصاد أكبر قدر ممكن من الإجابات الدقيقة على أسئلتهم حول التغير المناخي، وعلى وجه التحديد الأسئلة التالية: كم يبلغ حجم الضرر المحتمل؟ وكم تبلغ تكلفة تجنب الضرر أو إبقائه في الحد الأدنى؟ وكان التقرير، المؤلف من 700 صفحة والذي قدمه الخبير الاقتصادي "نيكولاس ستيرن" نيابة عن الحكومة البريطانية عام 2006 بعنوان "مراجعة ستيرن حول اقتصاديات تغير المناخ" هو التقرير الأكثر شمولا وتأثيرا في محاولة للعثور على إجابة حتى الآن!

جاء في تقرير ستيرن أنه "إذا لم نفعل أي شيء"، فإن تغير المناخ يهدد خسارة خمسة في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي سنويا، وبالنسبة للفرضيات الأكثر تشاؤما، يمكن أن ترتفع الخسارة "إلى 20 في المائة أو أكثر"، ووفقا لتقرير ستيرن، "فإن تكلفة مكافحة (التغير المناخي)" لا تمثل سوى "حوالي واحد في المائة من الناتج الاقتصادي السنوي العالمي". وبعبارة أخرى، فإن مكافحة التغيرات المناخية تؤتي ثمارها. فيما اتهم بعض الاقتصاديين ستيرن بالمبالغة في تقدير المخاطر والأضرار، إلا أن التقرير لاقى استحسانا أكبر، ما يُفهم منه أن للتغيرات المناخية تكلفة تبرر التحرك السياسي.

لتقدير التكاليف الاقتصادية، يقوم الاقتصاديون بتصميم نماذج معقدة، تستند على مجموعة وافرة من الفرضيات المتعلقة بالتطورات والتي ستظهر خلال القرون القليلة القادمة، و يوجه الانتقاد لكل واحد من هؤلاء الاقتصاديين، كما يوصف إما بأنه متفائل للغاية أو متشائم للغاية.

اقرأ أيضا: التغير المناخي والحروب يهددان حياة الملايين حول العالم